السلطات قررت ترحيلهم إلى بلدهم لانعدام ما يفيد تورطهم في أنشطة تجسسية أسفرت عمليات مراقبة الحدود المغربية، التي أمرت بها المديرية العامة للأمن الوطني، بمشاركة عدد من الأجهزة الأمنية والدركية والعسكرية بالنقاط الحدودية، نهاية الأسبوع الماضي، عن اعتقال ثمانية جزائريين ضبطوا، وهم يحاولون التسلل بطريقة غير قانونية ومشبوهة من نقطة حدودية تقع بين أحفير والسعيدية. واستنادا إلى مصادر موثوقة، كان من نتائج التعليمات التي أصدرتها المصالح الأمنية المركزية بالرباط إيقاف هؤلاء المشتبه فيهم، وإحالتهم على الأجهزة الأمنية المكلفة بالتحقيق، والتي أجرت أبحاثا مكثفة معهم، قبل أن تقرر العمل على ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي، بعد إنجاز محاضر رسمية بأقوالهم. وعلم من المصادر ذاتها أن قرار الترحيل جاء لانعدام أي دليل يمكن أن يفيد في إثبات «تهمة» ما إلى الجزائريين الثمانية. وحسب مصادر مقربة من التحقيق، ادعى الجزائريون الموقوفون أن الهدف من تسللهم إلى التراب الوطني المغرب يرجع إلى رغبتهم في «الهجرة السرية»، ما جعل أحد المحققين الأمنيين يستغرب هذا التصريح، ويستفسرهم باستنكار عن السبب الذي جعلهم يفكرون في الهجرة السرية، علما أنهم يتحدرون من بلد معروف بموارده النفطية ومداخيله الهامة. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تكون للجزائريين المرحلين أهداف ماسة باستقرار البلاد في هذه الظرفية الحساسة التي تجتازها، مشيرة إلى أن أجهزة الأمنية لم تعثر بحوزتهم على أي بطاقات أو وثائق يمكن أن تمحو الشكوك عن الهويات والأسماء التي قدموها للمحققين. وجرت اتصالات مكثفة على أعلى مستوى بين مسؤولي السلطات الأمنية والقضائية بالإدارة المركزية بالرباط، قبل أن يصدر قرار بترحيلهم إلى بلدهم الأصلي، مع إشعار السلطات الدبلوماسية الجزائرية بهذا الأمر عبر مراسلة رسمية من المغرب. يشار إلى أننا أشرنا سابقا في "الوجدية"إلى توصل المدير العام للأمن الوطني بإخبارية حول دخول وفد جزائري إلى المغرب لأهداف مشبوهة، قبل أن يلتقي بجزائريين آخرين ثبت أنهم تسللوا عبر النقط الحدودية للمملكة بطريقة غير قانونية، ما يطرح العديد من التساؤلات حول أهدافهم الحقيقية من دخول المغرب في وقت تزامن مع إعلان إحدى الحركات الشبابية تنظيم مسيرة احتجاجية بالمنطقة الشمالية. وجاء في الإخبارية التي توصل بها مدير الأمن الوطني أن وفدا جزائريا يفوق عدده عشرة أفراد، يتزعمه شخص مشبوه من أصل جزائري مقيم بالمغرب، دخل إلى المغرب ما بين 15 و20 مارس من أماكن متفرقة، منها طنجة والبيضاء عبر الخط الجوي بطريقة قانونية، ومن نقطة الحدود الشماليةالشرقية بطرق غير قانونية، لأغراض مجهولة، مضيفة أن الوفد الجزائري، قبل وصوله إلى المغرب، قام بتحركات واتصالات ببعض الهيآت والمنظمات بأوربا.