شهدت العاصمة المغربية الرباط أخيرا موجة من الاحتجاجات، إذ ارتفعت بشكل ملحوظ وتيرة الوقفات والاعتصامات أمام البرلمان وفي الأحياء المجاورة له كالحي الإداري أمام الوزارات والوزارة الأولى منها على الخصوص وأمام عمالة الرباط، كما لم يسلم من الوقفات مقر حزب الاستقلال لما له من رمزية تتجسد في كونه الحزب المسير للحكومة التي أثبتت فشلها في البحث عن حلول للمشاكل الاجتماعية المتفاقمة اليوم في المغرب على حد تعبير عدد كبير من المحتجين في العاصمة. وباستثناء احتجاجات حركة 20 فبراير ذات الطابع السياسي والتي يطالب المحتجون من خلالها بحل البرلمان وإسقاط الحكومة وتغيير الدستور، فإن أغلب الحركات الاحتجاجية تبقى ذات طابع اجتماعي محض ارتبط جزء كبير منها بمطلب الشغل والذي تجسده حركة المعطلين حاملي الشواهد العليا والتي أثثت شوارع العاصمة وشارع محمد الخامس تحديدا لسنين لكن الإضافة النوعية في هذه الموجة الأخيرة هي أنها انضافت إليها فئة جديدة هي فئة المجازين المعطلين خريجي الجامعات المغربية من كل مدن المملكة. و شهدت العاصمة الإدارية عدة وقفات في الشهرين الآخرين وصلت ذروتها مع افتتاح البرلمان لدورته الربيعية يوم الجمعة الماضي إذ احتج آلاف المجازين المعطلين في كل من المجموعة الوطنية المجازين المعطلين والمجموعة الأربعينية للمعطلين فوق الأربعين سنة إضافة إلى عدد من المجموعات المكونة حديثا، والجمعية الوطنية لوكلاء إفلوسي للتنمية والتعاون، والدكاترة العاملين في التعليم الثانوي، تنسيقية الأساتذة المجازين، وتنسيقية الأطر العليا المعطلة والتي لم يتم إدماجها في عملية التوظيف التي شملت الأطر العليا، وعدد من الجمعيات كالمعاقين حركيا وضعاف البصر.