تم خلال ورشة نظمت مؤخرا بالناظور, إطلاق دراسة تروم تحديد المزايا المقارنة لقطاع السياحة البيئية بالجهة الشرقية, وهي عبارة عن تشخيص تشاركي للقطاع بكل من الناظور وبركان والحسيمة. وحسب معدي هذه الدراسة, فإن هذه الأخيرة التي تستغرق مدتها أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع, سيتم إنجازها تبعا لمنهجية "مشاركة وعمل من أجل التنافسية المحلية" (باكا), وهي مقاربة برغماتية للتنمية الاقتصادية المحلية أعطت ثمارها في مختلف بلدان العالم. وخلال هذه الأسابيع, يرتقب إجراء مباحثات فردية مع الفاعلين المعنيين بالسياحة البيئية في الأقاليم الثلاثة, وكذا ورشات مصغرة تضم الفاعلين لهم صلة بأحد فروع هذا القطاع. وتروم هذه الأنشطة دراسة النقط القوية وكذا الصعوبات المطروحة للتوصل إلى حلول ملائمة. وشدد السيد الحسين الحموطي مدير غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالناظور في تدخله خلال هذا اللقاء الذي نظمه مشروع (ميديو) لوكالة التعاون التقني الألماني, على أهمية هذه المبادرة التي من شأنها إعطاء دفعة للسياحة البيئية في الأقاليم الثلاثة التي تتميز بمقومات طبيعية متفردة على المستوى الوطني. وقال السيد الحموطي خلال هذه الورشة التي نظمت بتعاون مع غرف التجارة والصناعة والخدمات بالناظور والحسيمة ووجدة, إن هذه الدراسة ستعمل على النهوض بالقطاع من خلال تعبئة الموارد المالية والبشرية الضرورية, فضلا عن خلق الدينامية السياحية المأمولة. ولدى تقديمهما لمنهجية (باكا), أوضحت السيدة هيندسون فاليري والسيد بدر الحيمدي من الفريق المكلف المشروع, أن الأمر يتعلق بمسلسل موجه نحو عمل يروم التوصل إلى "نتائج سريعة وملموسة", تبعا "لمقاربة تشاركية ومتناسقة وبراغماتية للتنمية الاقتصادية المحلية". وأضافا أن الدراسة تقوم على تعبئة وإشراك الفاعلين المحليين المعنيين بالتنمية الاقتصادية المحلية, وتشخيص مكامن قوة وآفاق الاقتصاد المحلي لاستغلاله, وأيضا على دراسة العراقيل التي تعيق التوظيف الأمثل للأسواق بهدف اقتراح المبادرات الملموسة والكفيلة بالمساهمة في تطوير قطاع السياحة البيئية. ويتطلب تفعيل منهجية (باكا) إحداث هيئة تضطلع بالمبادرة إلى التشخيص وتنسيقه ك(وكالة على مستوى جهوي أو محلي, وغرفة تجارة , ومنظمة غير حكومية), ومنظمات نشيطة (تمويل وموارد بشرية), فضلا عن فريق (باكا). وحسب السيدة فاليري, فإن اللقاءات الأولى لفريق (باكا) مع مهنيين ضمنهم ممثلو وكالات وفنادق وفاعلون جمعويون ومؤسساتيون, كشفت أن السياحة البيئية مجال واعد بالنسبة للجهة الشرقية, بالنظر إلى ما تختزله من غنى على مستوى الثروة الإيكولوجية والبحرية, ومن دينامية تميز عمل بعض الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي تنشط على مستوى الجهة. وفي ختام هذه الورشة التي شارك فيها فاعلون خواص في المجال السياحي بالأقاليم الثلاثة, تم تحديد أجندة لمواعيد تنظيم اللقاءات, علما أن مطلع شهر أبريل المقبل, سيعرف نشر نتائج هذه الدراسة وبرمجة الأنشطة التي سيتم مباشرتها. ............................................................................. الصورة: البيئة بالسعيدية في خطر