من المنتظر أن يعتصم فاعلون جمعويون وأفراد من الجالية المغربية المقيمة بنواحي برشلونة (شمال شرق إسبانيا)، ليلة الأحد 10 إلى يومه الاثنين 11 ابريل 2011، أمام مقر القنصلية المغربية، بالإضافة إلى تنظيم مبيت بنفس المكان. ويأتي هذا التطور، وفق أندلس بريس، كخطوة جديدة على درب التظاهر والاحتجاج على الوضعية المزرية للقنصلية وللمطالبة بالإصلاحات الحقيقة الجذرية، وللمزيد من الضغط قصد تحسين الخدمات . وذكر منظمو هذا الاعتصام، وفق المصدر ذاته، أن هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من الوقفات والمظاهرات، المتواصلة ،كل يوم اثنين، قبالة بوابة هذا المركز القنصلي. و في هذا الإطار أكدت ''الأرضية ضد الفساد والرشوة و من أجل الكرامة و الحقوق للجميع، - وهي الجهة التي تقود هذه الحركة الاحتجاجية - ، ''على أن المظاهرات مستمرة ، كل يوم اثنين على الساعة العاشرة صباحا أمام القنصلية المغربية ببرشلونة .'' وأكد ذات البيان أن هذه الوقفة تندرج ضمن تواصل الأشكال الاحتجاجية ضد ما سموه "الفساد والسمسرة المستشرية" في هذه القنصلية، وذلك في ظل "انعدام أية بوادر للتجاوب مع مطالبها"، بل إن المسؤولين القنصليين استعانوا بالشرطة الإسبانية "لتكسير عظام المحتجين" في إشارة التدخل المني لفك اعتصام بعض أفراد الأرضية في بهو القنصلية في الوقفة الماضية. هذا ووجه البيان نداء ل"رحيل المسؤولين وكذا كل السماسرة والمسؤولين عن الفوضى" في القنصلية، وكذا تكوين لجنة "نزيهة ومستقلة" للتحقيق في وقائع الفساد، وتقديم كل من ثبت في حقه التلاعب والسمسرة للمحاكمة. وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل أجواء توحي أكثر بميدان التحرير أو شارع بورقيبة، أصبح مقر القنصلية المغربية في 28 فبراير الماضي ميدانا للاحتجاج المتواصل منذ أيام، وشهد اليوم إنزالا أمنيا غير مسبوق، وتم توسيع الاعتصام إلى بهو القنصلية قبل أن تتدخل قوات الأمن الإسبانية لفك الاعتصام. إنزال مكثف لقوات الأمن بكل تلاوينها، الوطنية والجهوية والمحلية، ومنطقة أمنية عازلة عبر الحواجز ونقاط مراقبة عند المداخل. إنه ليس أحد مداخل ميدان التحرير إبان ثورة مصر أو مقر الحكومة التونسية نهاية هذا الأسبوع، بل مقر القنصلية المغربية في برشلونة. فقد شهدت هذه الإدارة تواصل الاعتصام الذي ضم قرابة الستين شخصا في الخارج، وفق تقديرات موفد أندلس برس إلى عين المكان، تصعيدا في حدته، حيث اقتحم عدد من المحتجين يقارب عددهم العشرين بهو القنصلية ورددوا شعارات مناوئة للفساد والرشوة المستشرية فيها، على حد قولهم، والتي يرجعون مسؤوليتها الكاملة لشخص القنصل العام، غلام ميشان. وحوالي الساعة الحادية عشرة، تدخلت قوات الأمن الإسبانية بعنف لتفريق الاعتصام داخل بهو القنصلية، مما أدى إلى اعتقال ثلاثة من المحتجين، من بينهم موفد أندلس برس في عين المكان. وبعد اعتقال دام قرابة العشرين دقيقة، تعرض فيها المحتجزون من قبل قوات الأمن إلى تعامل مهين من قبل قوات الأمن الإسبانية، تم إخلاء سبيلهم بعد التحقق من هوياتهم وتهديدهم للانسحاب من الاعتصام. وأفاد مراسل أندلس برس أن أحد موظفي القنصلية كان يشير إليه وهو في قبضة رجال الأمن ويقول إنه من "البوليساريو"، وهو ما استغربه المراسل. أما في الخارج، فقد واصل المحتجون، الذين يتزعمهم نشطاء أمازيغيون ويساريون، وكذا فاعلون جمعويون إسبان ومن أمريكا اللاتينية، الهتافات واللافتات المدينة للفساد، ونظموا أنفسهم في "أرضية محاربة الفساد". وصرح الناطق باسم الأرضية لموفد أندلس برس عن اعتذاره للمواطنين على هذا التصعيد في الاحتجاجات، مؤكدا أن الهدف منه ليس تعطيل مصالح المواطنين بل "إسماع صوت الاحتجاج إلى السلطات القنصلية التي تصم آذانها عن الاستماع لأية مطالب"، على حد تعبيره. وردد المحتجون، الذين انضم إليهم عدد من المواطنين المتواجدين في القنصلية، هتافات من قبيل "لا للرشوة، لا للحكرة"، و"لنغير سلوكنا" و"نريد تغيير القنصل"، وشعارات بالدارجة المغربية "يا لطيف يا لطيف، الرشوة ولات بالسيف".