ندد الائتلاف الجمعوي الدولي (المهاجر) ب"الإقحام الفاضح" لجبهة (البوليساريو) لنفسها في نقاش جرى نهاية الأسبوع الجاري في باريس، حول القانون الدولي الإنساني والعدالة الدولية. وقال رئيس الائتلاف الجمعوي الدولي السيد محمد مريزيكة "إنه من المثير للدهشة أن نعاين في الوقت الذي تطرح فيه ندوتكم نقاشا جادا ومجديا حول مبادئ القانون الدولي الإنساني، حضور ممثل لحركة متورطة في المعارك التي تقوم بها مرتزقة لحساب القذافي ضد الشعب الليبي الذي يناضل من أجل حريته وكرامته". وفي رده على مداخلة ل"ممثل (البوليساريو) في فرنسا" المدعو عمر منصور، الذي قدم معطيات منافية للحقيقة، ومزاعم واتهامات لا أساس لها من الصحة، أكد السيد مريزيكة أن "علاقة القذافي مع مرتزقة (البوليساريو) قديمة ووثيقة". وذكر رئيس الائتلاف الجمعوي الدولي في هذا الإطار بأن القذافي هو من ساعد على خلق وتوفير الدعم لجبهة (البوليساريو) في مطلع سبعينيات القرن الماضي"، مسجلا أنه إذا كانت الجزائر قد حلت محله في ما بعد، إلا أن "القذافي ساند دوما هذه الشرذمة". ولاحظ الخبير في القانون الدولي الإنساني أن "(البوليساريو) تحاول اليوم رد الجميل للقذافي من خلال الوقوف إلى جانبه في القتال ضد السكان المدنيين". وأضاف أن مشاركة مرتزقة البوليساريو في المعارك الدائرة رحاها حاليا في ليبيا قد تم تأكيدها من قبل السيدة نعيمة كورشي الإطار السابق في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي زارت مخيمات تندوف. وذكرت السيدة كورشي في مداخلتها بالرأي الاستشاري الذي أعلنت عنه محكمة العدل الدولية سنة 1975، والذي أكد ثبوت روابط البيعة التي تربط القبائل الصحراوية بالملوك المغاربة، وهو ما أثار حفيظة أعضاء جبهة (البوليساريو) الحاضرين في القاعة، الذين ثاروا في وجه السيدة كورشي وحاولوا الاعتداء عليها. ووصف السيد مريزيكة مشاركة عضو من هذه الشرذمة في هذا النقاش الراقي "بغير المقبولة والصادمة"، معتبرا أن المنظمين ارتكبوا "خطأ فادحا" بتوفيرهم له منبرا داخل حرم جامعي يحظى بالاحترام" (الحي الجامعي الدولي بباريس). واعتبر أن "هذا الأمر يعادل تبرئة ذمة مرتكبي الانتهاكات الممنهجة للمبادىء الأساسية التي يقوم عليها القانون الانساني الدولي" لاسيما وأن "صلة البوليساريو بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أضحت اليوم بادية للعيان". وأضاف أن تهريب الأسلحة الذي يسود المنطقة (الساحل والصحراء) يشكل "أحد مصادر تمويل البوليساريو"، إلى جانب "عمليات الاختطاف وتهريب المساعدات الإنسانية". وبخصوص الانتهاكات التي ترتكب في مخيمات تندوف، قال السيد مريزيكة ان (البوليساريو) تنهج (في هذه المخيمات) بشكل ممنهج سياسة الحرمان والقمع المروع ضد السكان المدنيين، الذين لا يتمتعون بأي حق من الحقوق التي يضمنها لهم القانون الدولي الانساني". وأضاف أن هذا الأمر يتم في الوقت الذي "لا تخضع فيه هذه المخيمات لأي مراقبة دولية، وخاصة من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"، مشيرا إلى أن حضور أحد مسؤولي البوليساريو في هذه الندوة يشكل "إهانة" للسكان المحتجزين في هذه المخيمات. واغتنم الائتلاف الجمعوي الدولي (المهاجر) هذه المناسبة لدعوة رجال القانون الحاضرين في هذه الندوة وجميع المدافعين عن حقوق الانسان إلى "عدم إغفال مسألة حقوق الإنسان في المخيمات التي يتحكم فيها البوليساريو". وسجل في بيان وزعه على المشاركين في هذا اللقاء أن "آلاف الأسر محتجزة في مخيمات العار هذه، خارج أي شرعية، مع حرمانهم من الحق في التنقل والتواصل والاختيار". وأكد الائتلاف أن "الأطفال في هذه المخيمات محرومون من حقوقهم الاساسية مثل العلاج والتعليم والحق في طفولة وحياة أسرية طبيعيتين"، مذكرا بأنه "تم ترحيل الآلاف منهم منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي إلى كوبا تحت غطاء برامج تعليمية أو تدربية". وفي واقع الأمر، يتابع الائتلاف، فإن هؤلاء الأطفال يوضعون في مؤسسات خاصة ذات طابع عسكري وسياسي (شحن إيديولوجي) ويتم تشغيلهم على الخصوص في معامل للتبغ وحقول الشمندر السكري. ويضم الائتلاف الجمعوي الدولي (المهاجر) الذي تأسس سنة 2007، حوالي 60 منظمة غير حكومية في 10 بلدان، لاسيما في أوروبا. ويقوم الائتلاف الذي يوجد مقره بفرنسا بمبادرات في مجالات الثقافة وحقوق الانسان.