أطلق الائتلاف الجمعوي الدولي (المهاجر)، الذي يتخذ من باريس مقرا له، أول أمس الثلاثاء، بمناسبة مشاركته بالسينغال في المنتدى الاجتماعي العالمي، "نداء دكار"، الذي طالب فيه بإجراء تحقيق دولي حول الجرائم المرتكبة في المخيمات المغاربة المشاركون في منتدى دكار يحتجون على استفزازات الانفصاليين (ماب) فيما أعلن، بدكار، عن تأسيس هيئة جديدة لدعم المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري، على هامش المنتدى الاجتماعي العالمي 11. وتلتزم هذه الهيئة التي تحمل اسم (الحركة النسائية لدعم المحتجزين في مخيمات تندوف)، بتسليط الضوء على الأخبار المتعلقة بوضعية المحتجزين في تندوف، وتحسيس وتعبئة الرأي العام الدولي حول مأساة هؤلاء الأشخاص المحتجزين ضد إرادتهم، في ظروف غير إنسانية من طرف مليشيات "البوليساريو"، التي تحظى بدعم الجزائر. وتعد هذه الهيئة حركة سلمية للدفاع والتضامن مع النساء والأطفال المحتجزين في مخيمات العار بتندوف، وهي مفتوحة في وجه مناضلي الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والنقابات والأحزاب السياسية. وتعمل هذه الحركة، حسب إطارها القانوني، الذي جرت المصادقة عليه خلال الجمع التأسيسي، على التعريف بالأوضاع الحقيقية للمحتجزين في مخيمات تندوف باعتبارهم أشخاصا محتجزين ضد إرادتهم وليس "لاجئين"، كما تريد أن تظهر ذلك الآلة الدعائية ل"البوليساريو" والجزائر. تجدر الإشارة إلى أن أزيد من مائة من المغاربة المتحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة، ضمنهم العديد من النساء يشاركون ضمن وفد يضم فاعلين بالمجتمع المدني المغربي الموجود حاليا بدكار للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي. من جهة أخرى، أطلق الائتلاف الجمعوي الدولي (المهاجر)، الذي يتخذ من باريس مقرا له، نداء من أجل الإفراج "السريع وغير المشروط" عن جميع الأطفال الصحراويين المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، وإلى عودة جميع المرحلين نحو كوبا إلى وطنهم الأم المغرب. ودعا الائتلاف، في "نداء دكار"، الذي صدر بمناسبة مشاركته بالسينغال في المنتدى الاجتماعي العالمي، جميع المنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية إلى ضمان حرية التعبير والتنقل للعائلات المحتجزة منذ سنوات في مخيمات العار. كما طالب بإجراء تحقيق دولي حول الجرائم (الاختطاف والاغتصاب)، والاتجار في المساعدات الإنسانية والأسلحة والأعضاء البشرية، وانتهاكات حقوق الإنسان الجارية في مخيمات تندوف، التي يتعرض لها الأطفال والأسر الفقيرة على وجه الخصوص. ولفت ائتلاف (المهاجر) انتباه المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي الى الوضعية "المأساوية" لآلاف الأطفال المحتجزين في مخيمات تندوف، "حيث يعاني هؤلاء شتى أشكال الحرمان والإذلال". وندد هذا "النداء" ب "هذه المخيمات، التي أقيمت فوق تراب دولة، الجزائر، موقعة على اتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989، والتي أصبحت أماكن ينعدم فيها القانون، ويسود فيها العنف الممنهج"، مضيفا أن الأطفال يعيشون "معاناة حقيقية" داخل هذه المخيمات. وأضافت الوثيقة أن هؤلاء الأطفال، الذين "جرى فصلهم عن عائلاتهم وترحيلهم إلى كوبا، يحرمون من حقوق الإنسان الأساسية، من قبيل العلاج والتعليم والتكوين"، مشيرا إلى أنه يجري "النيل من هوية هؤلاء الأطفال ومصادرة طفولتهم وكرامتهم ومستقبلهم". وأحدث الائتلاف الجمعوي الدولي (المهاجر) في سنة 2007 بباريس، ويضم جمعيات تعمل في نحو عشرة بلدان.