تيارات معارضة بتندوف تريد المشاركة في مفاوضات حول الحكم الذاتي قررت مجموعات من الصحراويين المقيمين بتندوف تشكيل تنسيقية جديدة، تضم مختلف التيارات المعارضة للبوليساريو. وعلم من مصادر مطلعة في مخيمات تندوف، أن هذه المجموعات، التي بدأت مشاوراتها، السبت الماضي، تعتزم توجيه مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وإلى مبعوثه الشخصي، كريستوفر روس، تدعوهما إلى الإقرار بحق الصحراويين المقيمين بمخيمات تندوف المشاركة في المفاوضات الجارية حول قضية الصحراء، باعتبار البوليساريو لا تمثلهم، وأنها تمثل الموقف الجزائري في النزاع المفتعل، منذ ما يزيد عن 35 سنة. وأعرض المصدر عن ذكر الشخصيات، التي تتولى عملية التنسيق، حرصا على سلامتها، وقال إن "الصحراويين في المخيمات ضاقوا ذرعا بسياسة البوليساريو، التي تقوم على التعليمات الجزائرية، وتتجاهل آراء الصحراويين ومواقفهم"، وأضاف أن "التجمع المبارك الجديد يرى النور على أساس رفض البوليساريو الاعتراف بحرية الرأي والتعبير وحق التجمع"، معللا ذلك بالطريقة الوحشية، التي تعاملت بها قيادة البوليساريو مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، وتتعامل بها مع كل من يخالفها الرأي. وزاد، موضحا، أن "سكان المخيمات لم يعد لهم أي أمل في المفاوضات الجارية، لأنهم يعلمون أن وفد البوليساريو يذهب إلى منهاست، بضواحي نيويورك، بقرارات جزائرية مسبقة، ومن هذا المنطلق، قررت التيارات الصحراوية في المخيمات مطالبة الأممالمتحدة بضرورة إشراكها في المفاوضات الجارية". وتتشكل هذه التنسيقية من تيارات مناصري الحكم الذاتي في تندوف، وعناصر من "خط الشهيد"، المعارض للبوليساريو، وممثلين عن شباب القبائل الصحراوية، إضافة إلى تمثيلية للنساء الصحراويات، بصفتهن عانين القهر والاستبداد، وحرمن كأمهات من أطفالهن، الذين أرسلوا إلى معسكرات التدريب الحربي في ثكنات الجزائر وكوبا. وحسب المعلومات الواردة من المخيمات، فإن هذه المجموعات بدأت اتصالات مع صحراويين مقيمين ببلدان الاتحاد الأوروبي، خصوصا في فرنسا وإسبانيا، إضافة إلى عناصر أخرى مقيمة بموريتانيا، بهدف إسماع صوتها إقليميا ودوليا. وتسعى، من جهة أخرى، إلى ربط اتصالات مع التنظيمات الإفريقية الداعمة لمقترح الحكم الذاتي، مثل مجموعة "بيان دكار"، التي وجهت، الأسبوع ما قبل الماضي، رسالة إلى الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، للعمل على إنهاء نزاع الصحراء، وتمكين دول المنطقة من فضاء قابل للتعايش والتعاون. من جهته، قال البشير الدخيل، الناشط الصحراوي، إنه كان منتظرا ظهور تيار يضم مختلف فئات المجتمع، الذي تتشكل منه المخيمات، للمطالبة بحقه في المشاركة في المفاوضات، التي تجري تحت إشراف الأممالمتحدة. وأضاف الدخيل،أن "البوليساريو لم ينتخبها أحد، ولم تصوت عليها أي جهة، وبالتالي، ظلت، لأزيد من 35 سنة، تعتمد على سلاح وحيد، هو الضغط والقمع، والامتثال للموقف الجزائري الجامد". وأضاف البشير "كنا نتوقع ظهور التيارات المطالبة بالحرية والكرامة، لأن البوليساريو استغلت فقر وجهل الناس، الذين احتجزتهم في المخيمات، وأذلهتم وتاجرت باسمهم، متناسية أن رياح الحرية ستخترق قلاعها البالية". وأشار الناشط الصحراوي إلى أن "جدار برلين العربي سقط، وفجر الحريات بدأ، ولذلك، فإن الشباب الصحراوي في المخيمات لن يقبل ألاعيب البوليساريو، وهو يعلم أن هذه المنظمة لا تمثل سوى التيار الموالي للجزائر، والمشكل من الأشخاص المنتفعين".