وزارة الأسرى تسلط الضوء على ملف السجون السرية "الإسرائيلية"بعد قرار محاكم الاحتلال برفض إغلاق السجن السري (1391) أكد قرار ما يسمى بالمحكمة العليا "الإسرائيلية" رفض إغلاق مركز التحقيق السري رقم "1391"، ما تحدثت عنه العديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية بوجود سجون سرية لدى الاحتلال يرفض الإفصاح عنها ، حيث تمارس فيها اخطر واقسي أنواع التعذيب والقتل بحق الأسرى بعيداً عن كاميرات الإعلام وزيارات المحامين والصليب الأحمر الدولي . وزارة الأسرى والمحررين سلطت الضوء على هذه القضية حيث أشارت إلى أن الاحتلال لم يكتفي ببناء 23 سجنا ًمعتقلا ً ومركز توقيف وتحقيق، بل سعى إلى إنشاء سجون سرية لتكون مقابر للإحياء تنتهك فيها كل الأعراف والمواثيق الدولية، ويمارس بداخلها كل أصناف التعذيب، دون أن يتمكن احد من اقتفاء تلك الجرائم . سجن رقم 1391 وقال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة بان السجن السري الذي يعرف برقم "1391 ، ليس الوحيد الذي يحتجز فيه الاحتلال اسرى فلسطينيين وعرب ، بل هناك العديد من السجون السرية التي ترفض سلطات الاحتلال الإفصاح عنها و التي يتم احتجاز العشرات بل المئات من الأسرى و المفقودين فيها، وهذا ما أكدته وسائل الإعلام "الإسرائيلية" بعد الكشف عن السجن السري رقم 1391 ، وبعد الشهادات التي نشرتها مؤسسة هموكيد الإسرائيلية لشهادات لأسرى تم الإفراج عنهم من تلك السجون السرية ، وكذلك اعتراف سلطات الاحتلال بوجود هذه السجون في أراضيها دون الإفصاح عن مكان وجودها أو عددها, أو عدد الذين يتم احتجازهم فيها. وأشار الأشقر إلى أن العديد من الأسرى و المفقودين الذين تم اختفائهم منذ عام 1967م و حتى هذه اللحظة منهم فلسطينيين ومن جنسيات عربية و إسلامية ولا يعلم أحداً بمكان وجودهم أو مصيرهم ،وتنفي سلطات الاحتلال بوجودهم داخل سجونها أو حتى إعطاء معلومات عن مكان اختفائهم .هل هم على قيد الحياة أم أسرى في مقابر الأرقام التي تقيمها سلطات الاحتلال و تحتجز المئات من جثث الأسرى فيها, كما لا توجد أي إحصائية رسمية بعدد السجون السرية "الإسرائيلية" أو بعدد الأسرى و المفقودين الذين يحتجزون فيها . السجون السرية وبين الأشقر بان الاحتلال يتكتم على السجون السرية لديه ، وخاصة بعد فضح وجود السجن السري رقم 1391 ،, مع اعتراف قادة الكيان بوجود هذه السجون، حيث أن بعضها هو عبارة عن ثكنات و قواعد عسكرية وقواعد تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي , وهي منشآت محصنة بشكل تام وجيد , وبعضها يعود لحقبة الانتداب البريطاني و بعضها الأخر استحدثه الاحتلال . وقد تناول بعض الأسرى المحررين من تلك السجون أسماء سجون مثل " سجن باراك "و" سجن صرفند " و الذي يقع في قاعدة عسكرية تعرف ( ترفين) في تل أبيب و "سجن عتليت" وسجن يحمل رقم 1091. أما عن عدد الأسرى و المفقودين الفلسطينيين و العرب الذين يتم احتجازهم فيها فلا توجد معلومات دقيقة عن عددهم ولكن يعتقد أن عددهم يفوق المائة وثلاثون أسيراً من جنسيات عربية وفلسطينية . أسرى (X) وعن طرق التعامل مع الأسرى في تلك السجون أفاد الأشقر بان للسجون السرية طرقها الخاصة للتعامل مع الأسرى الذين يتم احتجازهم بها, ويطلق على هؤلاء الأسرى و المفقودين اسم أسرى X)) ويرمزون بهذا الاسم ، وهم أسرى تم اختطافهم أو اختفائهم من سجون الاحتلال أو من مناطق سكناهم دون إبلاغ ذويهم أو منظمات حقوق الإنسان الدولية بمكان احتجازهم أو التهم الموجهة إليهم . ومن بين الأسرى المحررين الذين تم احتجازهم في السجون السرية الأسرى بشار جاد الله و محمد جاد الله الذين تم اعتقالهم أثناء عودتهم من الأردن بتاريخ 20/11/2002م , و الأسرى اللبنانيين مصطفي الديراني و عبد الكريم عبيد من حزب الله . مقابر الأحياء وتعتبر السجون السرية "الإسرائيلية" مقابر حقيقية للأسرى و المفقودين الذين يتم احتجازهم بداخلها وذلك لعدم توفر المقومات الدنيا للحفاظ على كرامة الأسير و المفقود بداخلها ، إذ تتميز جدران غرف السجون السرية باللون الأسود و الإضاءة الخفيفة و لا تتعدى مساحة زنازينها المترين مربعة في أحسن الأحوال , كما لا يتم السماح للأسير بالدفاع عن نفسه أو بتوكيل محامي لينوب عنه و يمنع من الزيارة أو لقاء ذويه أو أي من المنظمات الحقوقية الدولية و منها الصليب الأحمر الدولي ، كما لا يسمح بالتريض في الهواء إذ لا توجد مساحات كافية في هذه السجون للتريض، وعند انتقال السير من زنزانته يتم وضع كيس اسود اللون على رأسه و تكبيله، ويعتبر التعذيب المستمر هي من أحدى السمات الأساسية لهذه السجون . كما يمارس الاحتلال في تلك السجون كافة أشكال التعذيب الذى يشرف عليه وحدة مختارة تسمى الوحدة( 504) و المتخصصة في التعذيب وفنونه و أنواعه و أصنافه , لإجبار الأسير بالاعتراف , ومن بين أساليب التعذيب المتبعة و فق شهادات لأسرى محررين في هذه السجون هي , استخدام التعذيب النفسي و الجسدي بشكل روتيني , شد القيد , عدم السماح للأسير بقضاء حاجته , الربط على الكرسي بشكل مؤلم , عدم السماح للأسير بالنوم و رشه بالماء البارد أذا استلقى ونام , التهديد , الاغتصاب , إجبار الأسرى بالاعتراف أو الموت , تعرية الأسير من ملابسه أثناء التحقيق , الهز العنيف , الركل , إجبار الأسير على الجلوس الغير مريح أو الوقوف لفترات طويلة . كما يتم إخبار الأسير بأنه محتجز فوق القمر و أما أن يعترف أو ينتهي و لا يعلم أحداً ماذا حصل معه , كما يشرف على التحقيق قادة بلباس رسمي , و ليس بلباس مدني كباقي السجون المعروفة . وهذا يدل على بشاعة أنواع التعذيب المتبعة في هذه السجون و إتباعها لأحدى المؤسسات العسكرية "الإسرائيلية". محاكمات خاصة تتم محاكمة أسرى السجون السرية ( أسرى X) ) كغيرهم من الأسرى و المختطفين و لكن في ظروف غير متشابهة , و أمام محاكم مختلفة يغلب عليها الطابع العسكري , و في أوقات محددة , حيث أن هناك العديد من المحاكمات التي تتم لأشخاص في الكيان الصهيوني لا يتم توثيقها أو معرفة الأشخاص الذين يتم محاكمتهم . وعن طريقة المحاكمة لأسرى (X) و التي نشرته صحيفة ( يديعوت أحرنوت) "الإسرائيلية", بأن هؤلاء الأسرى تجرى محاكمتهم أمام محاكم "إسرائيلية" لا احد يعلم ما يحصل في المداولات ومن هم المتهمون و أي تهم موجهة إليهم , أو أي دفاع يحصلون عليه , و ييتم هذه المحاكمات بشكل سري و أمر سري تحت ادعاء ان ذلك يضر بأمن كيان الاحتلال إذا ما نشر . بحيث يتم إحضار الأسير أمام قاضي وعادة يكون في منزل القاضي و أذا تعذر ذلك يتم إحضاره إلى المحكمة في ساعات المساء و أن وثائق الاعتقال يتم تخزينها في خزينة خاصة , كما لا يتم تسجيل قائمة المداولات العادية ضمن مداولات المحكمة و أن محضر الجلسة يشرف عليه قاضي كبير و تتم طباعته من قبل موظفة من مكتب رئيس المحكمة على حاسوب متنقل و مرتبط بالحاسوب المركزي للمحكمة . مخالف للقوانين وقالت الوزارة بان الاحتجاز السري للأسرى و المفقودين وعدم إبلاغ عائلاتهم أو المنظمات الدولية ذات الشأن و الحقوقية منها بمكان وجودهم وممارسة شتى أنواع التعذيب بحقهم تعتبر جميعها من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ، وتشكل جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني التي تعد اتفاقيات جنيف أحد أركانه الأساسية , ومخالفاً لكافة الأعراف و المبادئ الدولية .كما تعتبر انتهاكاً لقواعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , و جريمة حرب يعاقب عليها القانون الجزائي الدولي خاصة المواد 8/7 من نظام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي. كما أكد تقرير للأمم المتحدة ان دولة الاحتلال هي إحدى الدول من 66 دولة تحتجز اشخاصاً في سجون سرية . وأكد التقرير أن الضحايا و عائلاتهم يملكون الحق في التعويض و ان المسئولين عن الأعمال الإجرامية يجب أن يخضعوا للقضاء , و أن الاحتجاز السري يمثل انتهاكاً للمبادئ الدولية لحقوق الإنسان حتى و ان كان في حالات الطوارئ فانه ينتهك حقوق الإنسان . وطالبت الوزارة المؤسسات الحقوقية الدولية ان تفتح تحقيق جدي فئ وجود سجون سرية لدى الاحتلال، يحتجز فيها أشخاص لا يعرف مصيرهم سواء كانوا أحياء او أموات ، وشددت على ضرورة الضغط على الاحتلال للكشف عن أسماء وأماكن تلك السجون وحقيقة المعتقلين فيها ، والسعي من اجل إغلاق تلك السجون ،لان وجودها يشكل خرق فاضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية .