يوم الاثنين ، يوم ربيعي بتويسيت ، وصل خبر زيارة السيد العامل للبلدة من أجل ترؤس جلسة عمل بمقر قيادة تويسيت بوبكر التي تشرف على 3 جماعات هي تيولي سيدي بوبكر ورأس عصفور ستضم الجلسة : من السلطة : العامل ، رئيس دائرة أحواز جرادة والقائد رئيس مقاطعة تويسيت بوبكر والخليفة المكلف بجماعة رأس عصفور من إدارة المياه والغابات : المدير الجهوي ورئيس مصلحة جرادة ورئيس تقسيمة لعوينات والحارس المكلف بجرف الوازن من الجماعات : رئيس جماعة رأس عصفور محمد بوعشير ونائبه الثاني هاشمي بنأحمد ومقرر الميزانية عبد الله سرجي جدول الأعمال : النظر والتداول للوصول إلى قرار طرد الكولونيل سعيد المناقشة : بعد افتتاح الجلسة من طرف رئيسها طلب من السي بوعشير تذكيره بالنقطة الشائكة التي تعاني منها جماعة رأس عصفور والتي تقف حجر عثرة في وجه تنميتها ، لكن السي بنأحمد كان أسرع ليقول : الكنونير سعيد آ سيدي العميل السيد العامل : نعم آ السي بوعشير قلتِ لي الكلونيل سعيد ؟ بوعشير : نعم الكلونيل سعيد سماه بنأحمد و أصاب بنأحمد في تسميته إنه شخص مخرب ، وضد الجماعة وضد السكان وكذا وكذا ...... السرجي : نعم السيد العامل إن الكلونيل سعيد يجب توقيفه وطرده على الأقل حتى لا يعود للتجول في جماعتنا المسكينة ..... بوعشير : نعم إنه ضد السكان و....... ( عندها مال السيد المدير الجهوي للمياه والغابات ليجد على يساره رئيس تقسيمة لعوينات فيسأله بصوت منخفض قائلا : لم أفهم عمن يتحدثون ؟ من يكون هذا الكولونيل الخطير ؟ أمن العسكر هو ؟ أجابه : راهًم يتملغو غلينا ، سعيد مياوم نستخدمه في الصيف لحراسة النار فقط مع العلم أن أباه وهو الآن شيخ طاعن في السن كان يقوم بنفس الخدمة ) بتأحمد : سيد العميل خص هذا الشخص ما يدخلش لجماعتنا وخصك تعرف يا السيد العميل أنه راه يجي عند الخليفة .. السيد العامل متوجها للخليفة المكلف بجماعة رأس عصفور : ما باقيش يجي عندك صافي . الخليفة : السيد العامل المحترم سعيد هذا صديق الطفولة وبيني وبينه قرابة دموية وهو يأتي عندي نادرا لعلمه أنني أقطن بمفردي وهو يأتي لمؤانستي ... السيد العامل : c'est un ordre الخليفة منفعلا وقائما : وحتى أنا ما بقيش خدام من الآن ... السيد العامل غاضبا : اجلس بنأحمد : سيدي العميل راه الخليفة هو لي طلعو علينا السيد العامل : اسمعو جميعا من عادى لي السي بنأحمد فقد عاداني ..... بنأحمد : خص حتى لكرودا بتكلمو السيد العامل : واش رايك آلسي الحسيني ؟ المدير الجهوي : لا علم لي لذا سأترك الجواب لرئيس تقسيمة لعوينات بنأحمد : مقاطعا المدير الجهوي : بوعلام حتى هو زايد مع الجابري ( العضو الوحيد المعارض بالمجلس الجماعي لرأس عصفور ) رئيس التقسيمة : لا يا سيدي بنأحمد ، نحن نقوم بواجبنا وعندنا ما نقول ، إذا سمح لي السيد المدير غادي السيد المدير مقاطعا بوعلام : نحن هنا لنستمع وسنقوم بكل ما تطلبونه ، وقد سجلنا مشكل سعيد هل هناك قضية أخرى ؟ بوعشير : كاين شي قضية أكبر من قضية الكلونيل سعيد راه آ السيد المدير راه فاعل تارك ..... وراه ديما مع الجابري بنأحمد : راه فاعل تارك ... وراه ديما مع الجابري السرجي : راه فاعل تارك .... وراه ديما مع الجابري بنأحمد : راه فاعل تارك ... وراه ديما مع الجابري السرجي : راه فاعل تارك .... وراه ديما مع الجابري بوعشير : راه فاعل تارك .... وراه ديما مع الجابري وبقي الحال هكذا حتى مرت ثلاث ساعات بالتمام والكمال 2 الشيخ يحي الحاج يحي جابري ، يقوم بمهمة شيخ القبيلة حوالي 40 سنة ، يقوم بمهمته كأحسن ما يقوم شيخ مثله بمهمته ، مشكله أنه على قرابة دموية مع الجابري ، العضو المعارض والذي ديما ينبش ، والذي يشتكي من تصرفاته بوعشير وأغلبته ، وقد حاولوا مرارا الإيقاع به مرة باتهامه بالإرهاب ومرة بالسرقة ومرة بالاشغال بالتجارة إلى جانب التعليم ... ومرة بالإغراء المادي والمعنوي ... ومرة بالتهديد إلى حد التلفظ بالقتل ، إلا أن الجابري العنيد ماض في عمله المعارض دون هوادة ، وهنا دخل شيخ القبيلة على الخط فالمطلوب منه الضغط على قريبه كي يتنازل عن دوره ويقفل فمه ويصمت ، حاول المسكين بكل ما أوتي من تدبير وخبرة ولما لم ينجح في إقناع هذا الجابري لم يصدقه أحد ، فالكل يقول له : لو أنك أردت لفعلت ولكنك أنت أيضا مع قريبك بل أنت من يعلمه الخطط والتدابير ! وقع المسكين من حيث حظه ، العفريت من حيث تصرفاته ، في مصيدة لا يحسد عليها ، الأمر الذي كلفه المثول أمام المجلس التأديبي بالعمالة لثلاث مرات متتالية بأمر من السيد العامل ولولا تدخل النائب البرلماني السيد كمال الداودي لكان ربما في السجن، والعجيب أن السيد العامل لما سأله كمال الداودي عن الأعمال التي اقترفها السيخ يجيبه بكل بساطة : أنا في الحقيقة ليس لي أي موقف القضية كلها بينه وبين رئيس الجماعة (!) ، وأنا بالفعل أطلب شخصيا من رئيس قسم الشؤون العامة وكذا رئيس الدائرة والقائد إيجاد شيء ما (!) للإطاحة بالشيخ ولكنهم لم يفعلوا (!) ولا نشك نحن كملاحظين أنهم لو أرادوا بجد لفعلوا ، ذلك أن الوضع الذي خلقته الصداقة الحميمية المتوطدة التي تربط بوعشير بالسيد العامل جعلت بوعشير يستعلي عليهم جميعا وجعلت السيد العامل يهمش دورهم ويحتقرهم 3 تهميش واحتقار السلطة العليا للدنيا العلاقة المتينة التي تربط بوعشير بالعامل نتجت عنها صدامات خفية وعلنية بين من جهة بين بوعشير ومن معه والسلطة المحلية ومن جهة أخرى بين العامل والسلطة المحلية ، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي : 1 لا حق للسلطة المحلية في الاعتراض على أية نقطة أدرجها بوعشير في جدول الأعمال مهما كانت بل ذلك من حق السيد العامل وحده ! 2 عند مناقشة المجلس لأي نقطة فإذا وقع أن أدلى القائد أو الخليفة تحت ضغط القانون وإلحاح الجابري فإن بوعشير لا يتورع أن يكلم العامل في الموضوع لإسكات هذا القائد أو الخليفة بحجة أنه يميل إلى الجابري! 3 إذا وقع واصطدم الخليفة مع بوعشير كان مصير الخليفة التنقل التعسفي كما وقع للخليفة احسيني لخضر ! 4 إذا وصل خبر من القائد إلى العامل ووصله نفس الخبر بصيغة أخرى من العزيز بوعشير أو العزيز بنأحمد فالحقيقة عندهما وليس عند القائد أو حتى رئيس الدائرة! 5 إذا مرض أو أصيب رجل سلطة لا يهم العامل أمره لكن إذا أصيب واحد من الأعزاء فالعامل يقيم الدنيا ولا يقعدها ، فقد وقع أن وقعت للقائد حادثة سير أجبرته على البقاء في المصحة لأكثر من شهر ولم يسمع خلال طول تلك المدة صوت العامل ولا رأى وجهه ، ووقع أن مرض بنأحمد فلم يتورع العامل عن إيفاد القائد نفسه للاطمئنان عن صحة بنأحمد العزيز بل زاره شخصيا بوجدة وأكرمه نقدا بل أكثر من ذلك أعطاه توجيها كي يستقبل في مستشفى ابن سينا بالرباط الاستقبال الجيد ! 6 في الدورة الأخيرة حضر السيد رئيس الدائرة الجلسة ووقف ضد مطالبة الجابري بحذف مناقشة قضية تهم أرضا موروثة ولما فاجأه هذا الأخير بالإعلان عن اعتصامه ما كان منه أي رئيس الدائرة إلى أن طلب من بوعشير مرافقته إلى الخارج حيث كلما معا السيد العامل الذي كان في عطلة ليرجعا متفقين على أن يعلن رئيس الدائرة عدم مناقشة النقطة " ليس لأن الجابري لوى لنا اليد أبدا وإنما لأن السلطة تريد أن تكون ملفا لهذه الأرض ( كذا ! ) مما دفع بالسعدوني الذي كان حاضرا أن يكتب تحت صورة رئيس الدائرة في إحدى المواقع الإلكترونية ( رئيس دائرة لا يعرف القانون ) وكان الأجدر به أن يكتب ( رئيس دائرة خواف )!