بركان سيتي:هو المحدث الحافظ الفقيه العالم أبو عبد الله محمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود بن سعيد بن أسعد المزيلي الراشدي ونسبة الراشدي مرجعها إلى السادة الراشديين الموجودين بقبيلة بني منقوش بالمحل المعروف ‘ بالشلحة ‘ أغزو و اشريك ‘ وترجمته باللغة العربية واد الشريك ‘لهذا فسيدي محمد أبركان يزناسني وذلك ما ذكره قدور الورطاسي في كتابه ‘ بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني ‘ ‘ عندي أن سيدي محمد أبركان يزناسني وذلك بناء على نسبته إلى الراشديين وعلى وجودهم في بني يزناسن ، فهؤلاء الراشديون الموجودون في بني منقوش يعتبرون يزناسنيين ولا أحد يجادل في ذلك». أما ترجمته ضمن علماء تلمسان فلا تتنافى مع يزناسنيته، فتلمسان كانت العاصمة العلمية القريبة من بني يزناسن و خصوصا في عهد ابن مرزوق و ما يؤكد ذلك ما ذكره لي أحد ‘ المقدمين ‘الموجودين لخدمة ضريح سيدي محمد أبركان و السهر على نظافته و قراءة القرآن عليه و على باقي القبور الموجودة بقربه ، حيث قال : ‘ أن سيدي محمد أبركان كان يذهب مع سيدي الهواري إلى وهران ليتدارسا العلم معا ‘ لأن وهران كانت المدينة العلمية القريبة من بركان شأنها في ذلك شأن تلمسان . تعتبر حياة الشيخ الولي الصالح محمد أبركان ، العلمية حياة غنية وذلك بالنظر إلى الألقاب التي أطلقت عليه كما سيأتي ذكرها فهو المحدث الحافظ الفقيه العالم أخذ العلم عن والده وعن العديد من العلماء و الشيوخ المعاصرين له ، وقد كان ملما بمختلف العلوم الشرعية، و خصوصا الفقه والحديث، إذ أنه جاب مختلف الأمصار الإسلامية كتلمسان و مراكشووهران و ذلك طلبا للعلم لأنه كان فقيها وعالما رحالة حيث يذكره ابن مريم ضمن ترجمته لعلماء تلمسان ، كما يذكره العلامة عباس بن ابراهيم المراكشي ضمن من حل بمراكش في كتابه ‘ الأعلام ‘ بالإضافة إلى وهران التي سبق أن ذكرناها كمدينة علمية كان يذهب إليها سيدي محمد أبركان لدراسة العلم مع صاحب أبيه الشيخ الهواري ، أما مؤلفاته فقد ذكرها الشريف التلمساني في طالع شرحه كما ذكرها العلامة العباس المراكشي ‘وقفت على ثلاثة كتب في مجلد للمحدث الحافظ أبي عبد الله بن الحسن بن مخلوف الراشدي المترجم في نيل الابتهاج في تكميل الديباج و أولهما ‘ المشرع المهنا في ضبط رجال الموطأ ‘ و ثانيهما ‘ الزند الواري في ضبط رجال البخاري ‘ و الثالث ‘ المبهم في ضبط رجال مسلم». و في هذا الصدد يقول قدور الورطاسي ‘ قد شاهدت هذه الكتب في الخزانة العامة ، و هي مجموعة في مجلد واحد و تحت رقم 97 حرف ‘كاف ‘ و ظهر لي من خلال الإطلاع عليها أنها بخط المؤلف سيدي محمد أبركان ‘. كما له تعاليق على رجال ابن الحاجب وله ثلاث شروح على الشفاء أكبرها في مجلدين سماه : ‘ الغنية ‘ كما له تقييد يسمى بالثاقب في لغة ابن الحاجب. الألقاب التي أطلقت عليه : وصفه الشريف التلمساني بن علي بالعالم الحافظ ابن الشيخ الشهير بالولاية و الزهد و العلم كما وصفه ابن القاضي بالفقيه المحدث الرحالة و ذكر احمد بابا السوداني أنه محمد بن الحسن بن مخلوف الرائد الشهير بأبركان و قد لقبه بدر الدين بابن بركان ( أي ابن مخلوف لأن أباه هو أيضا كان يطلق عليه بركان) محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي الزموري المعروف بأبركان و لقبه أيضا بأبي ساقطة. وكما يلاحظ سابقا فالجميع يلقبه بأبركان أي الأسود بالامازينية إن صح التعبير لأنه كان اسود البشرة . وفاته : قال الزنشريسي في وفياته توفي المحدث الحافظ أبو عبد الله محمد بن الحسن بن مخلوف سنة 868 ه (1466 ميلادية ) . و هو دفين بمدينة أبركان ، توجد قبته في المقبرة التي سميت بإسمه قرب المدينة على ضفة وادي شراعة والتي بقربها مسجد محمد الخامس يعد أول مسجد بالمدينة . أبركان الولي الصالح في مجتمع أبركانالمدينة : من بين ألقابه كما سبق الذكر ‘ أبركان ‘ وقد أطلق هذا الاسم على المدينة التي توجد في قبيلة بني يزناسن و هي تشملها الآن و قد أشرت إلى ذلك في التمهيد ، وذلك تيمنا بهذا الولي الصالح ،و نظرا لولايته و صلاحه فإن الناس يأتون لزيارة الضريح الذي بني على مقبرته من كل جهة من المدينة ونواحيها ، بغرض الترحم عليه أو قصد الاستشفاء من مختلف الأمراض ( المس بالجنون، السحر ...)، أو الحصول على الذرية، وتوسعة الرزق و قضاء الحوائج بصفة عامة . إذ أن كثيرا من العوام يعتقدون أن أصحاب الأضرحة يتصرفون بكيفية من الكيفيات، يشفعون للزائرين قضاء الحوائج وهذا ما حرمه جمهور العلماء، ولكن أحمد الغزالي له رأي آخر حيث يتساءل قائلا ‘ وهل لقائل أن المسلم إذا قصد ضريح ولي ثم توسل به و تمسح به و ظن بأن الخير سيأتيه على يديه من عند الله و قدم ذلك أضحية لتحقيق ذلك الغرض بالتصدق على المساكين و إطعام الطعام ، هل يكون ذلك عملا غير مقبول شرعا كما تقول فئة معينة من السلفيين الجدد الذين حرموا زيارة الأضرحة سدا للذريعة وخوفا من الوقوع في الشرك ؟ بل أن تلك الفئة منعت التوسل بأي كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا ...» وحجته في ذلك ما ذكره الشيخ عبد الله المكي الهاشمي في كتابه ‘ السلفية المعاصرة مناقشات وردود ‘ بتصحيح فهم الحديثين الشريفين اللذين رواهما الشيخان الأول ‘ ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون من قبور أنبيائهم و صالحهم مساجد ألا فتتخذون القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك ‘ و الثاني عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ‘ إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا و صوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ‘ حيث قال المكي الهاشمي ‘ المقصود من النهي في الحديثين هو أن يقصد القبر بالصلاة إليه أو عليه كما يقصد المسجد تعظيما للقبر والمدفون فيه.