منذ الحادث المأساوي الذي أدى الى وفاة عائشة المختاري التي حرمت من العلاج بفرنسا بسبب الإهمال في دراسة ملفها من طرف المصالح القنصلية بفاس،وحرمانها من تأشيرة من أجل العلاج . المصالح المركزية للادراة الفرنسية بباريس لم تقم هي الاخرى بدورها بعد أن راسل شقيقها عزيز المختاري كلا من رئاسة الجمهورية ،وزارة الداخلية والهجرة المعنية بالملف وكذلك وزارة الخارجية التي كانت ترد عليه برسائل تنم عن شيء واحد انه ليس لها علم بالملف أو أن مصالحها القنصلية تزودها بمعلومات خاطئة كخلط اسمها باسم مواطنة جزائرية تحمل نفس الاسم وطلبت هي الأخرى تأشيرة لكن ليس للعلاج بل فقط للسياحة. شقيق الضحية سيكتشف انه رغم حصول قنصلية فاس على ثمن التأشيرة ورفضها للملف، فإنها لم تسجله في قاعدة معلوماتها « لقد كنا ضحية العنصرية وتعالي الادارة الفرنسية في تعاملها معنا « ويتساءل «كيف تم التضحية بعائشة في المساطر الإدارية بدون جدوى ،وعشرات المراسلات مع الإدارة الفرنسية سنة ونصف قبل وفاة شقيقتي بدون فائدة.» وهو ما توصل له عبد العزيز المختاري من خلال مراسلاته المتعددة مع المصالح المركزية بباريس.ويكتشف كيفية تعامل المصالح القنصلية بالمغرب مع مواطنينا الذين يتقدمون الى مصالح التأشيرة ليس فقط بالتعالي والعجرفة بل ان التعامل يصل حد الاحتقار. بالنسبة لعزيز المختاري « اذا كانت فرنسا دولة حق وقانون عليها الاعتراف بالخطأ، ولدي ملف كامل حول مراسلاتي مع المسؤولين الفرنسيين وان كل الوثائق والشروط المطلوبة كنا نتوفر عليها.» عائشة المختاري توفيت بسبب تأشيرة وحرمانها من العلاج رغم وجود ملف طبي وطبيب يلح على ضرورة علاجها بفرنسا وتوفرها على جميع الشروط المطلوبة من ضمانات ادراية ومالية لكن التعامل الغير الانساني للإدارة الفرنسية جعلها تتوفى في ظروف درامية رغم جهود أسرتها في إخبار المسؤولين المغاربة والفرنسيين بحالتها وضرورة انقاذها لكن عزيز المختاري لا يريد ان تذهب حياة اخته هباء بل يريد الا تتكرر هذه المأساة لمواطنات ومواطنين اخرين ،وبعد ادانة المسؤولين المغاربة بالمحكمة الادارية وصدور حكم لصالح عائلته ،يريد نقل المعركة القضائية الى فرنسا ويطالب بتحميل الادارة الفرنسية مسؤولية ما حدث لأخته لهذا طلب من المحامي الفرنسي وليام بوردون بان ينوب عن أسرته في هذا الملف، معززا ملفه بعشرات المراسلات مع مختلف المسؤولين الفرنسيين من رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي الى وزير الداخلية بريس اورتوفوه ورسائله المتبادلة مع وزير الخارجية بيرنار كوشنير،ومع وزير الهجرة بيسون ومع رشيدة الداتي ورحمة اياد وزيرة سابقة وحتى مع رئيس الفريق البرلماني للحزب الحاكم فرنسوا كوبي الذي تبادل معه ثماني رسائل دون جدوى،ودون ان يبذل هذا المسؤول الفرنسي مجهودا صغيرا لتحريك ملف شقيقته.ا من المؤكد أنه تم حرمان عائشة المختاري من العلاج بفرنسا بسبب فوبيا الخوف وكراهية الاجانب التي تخترق فرنسا والمزايدات الشعبوية التي تقوم بها الاحزاب المتطرفة بل حتى الحزب الحاكم بفرنسا ضد الهجرة والمهاجرين وتحميلهم كل مشاكل فرنسا. العلاقات الجيدة بين المغرب وفرنسا على المستوى السياسي لم تفد هذه السيدة ولم تحرك اي مسؤول فرنسي، الصحافة المغربية بكل توجهاتها والتي خصصت اكثر من 130 مقالا في الموضوع و4 ربورتاجات تلفزية حسب شقيق الضحية لم تفد في شيء. رغم ان مصالح السفارة الفرنسية تقوم بإنجاز تقارير وتحاليل يومية لما يكتب في الصحف المغربية وهي قمة اللامبالاة والاحتقار لما تعالجه صحفنا. لكن الزيارة الاخيرة لعزيز المختاري الى باريس كانت محبطة، حيث عبر لي عن تفاجئه ببطء القضاء والمساطر الادارية بفرنسا، التي تتطلب انتظارا قد يدوم شهورا بل سنوات واكتشف بالمناسبة ان القضاء الاداري المغربي كان سريعا وحكم بسرعة على المسؤولين المغاربة بوزارة الصحة على الإهمال الذي تم في حق عائشة المختاري بل ان أسرتها تريد جر بعض المسؤولين المغاربة عن التقصير الذي ارتكبوه الى محاكم الجنايات لتقصير والاهمال الذي ادى الى وفاة هذه المواطنة دون ان تقوم مسؤولة الصحة بواجبها. بالنسبة لعزيز المختاري « اريد رفع الدعوى ضد ثمانية مسؤولين مغاربة وأطالب بتطبيق القانون ضدهم بسبب الإهمال والتقصير في المسؤولية.وإذا كانت للوزير حصانة ،فتلك الحصانة لا تسمح له بالتسبب في وفاة و لي ثقة كبيرة في عدالة بلادنا» واضاف « ان مسؤولينا المغاربة لم يتدخلوا لإنقاذ أختي وعندما يتدخلون لا يقومون بذلك الا في قضاياهم الشخصية وليس في القضايا العامة.» اليوم عبد العزيز المختاري يريد من القضاء انصاف اخته التي توفيت بسبب الاهمال واللامبالاة من طرف الادارة الفرنسية والادارة المغربية، ويؤكد ثقته في القضاء خاصة بالمغرب بعد ان صدر حكم لصالحه ضد المسؤولين المغاربة بالمحكمة الادارية.