انطلقت مساء أمس الأحد بالمركب الثقافي بوجدة، الدورة التاسعة لمهرجان "ربيع مسرح وجدة"، تحت شعار "الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية: إرادة ملك وإجماع أمة". وتنظم هذه التظاهرة التي أصبحت موعدا هاما بالنسبة لهواة المسرح والمحترفين، بمبادرة من جمعية بسمة للإنتاج الفني وبدعم من مجلس عمالة وجدة - أنجاد، ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية، وبتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة. وحسب المنظمين، فإن برنامج هذه الدورة التي أطلق عليها إسم "مصطفى سلمة ولد سيدي مولود"، يتضمن 14 عرضا مسرحيا من بينها سبعة عروض مسرحية ستتنافس على جائزة هذه الدورة، وورشات في مجال التكوين المسرحي ولقاء شعريا، وندوة حول موضوع "المسرح والمواطنة"، وحفلا لتكريم الشاعر المغربي عبد السلام بوحجار. وأوضح المنظمون خلال حفل الافتتاح، أن هذه الدورة تهدف إلى نشر الثقافة المسرحية في صفوف الشباب وتكوين وتحفيز الكفاءات في مجال الإبداع والتعبير، فضلا عن ترسيخ قيم المواطنة. وأضافوا أنها تهدف كذلك إلى فتح المجال أمام الجمعيات والفرق المسرحية لإبراز مواهبهم وتعزيز تجاربهم وتمكين الفنانين الشباب من التقاء مهنيين في هذا المجال. وبعد إبرازه لدور الثقافة في التنمية المحلية وتأطير الشباب وترسيخ الهوية والتربية على المواطنة، أوضح مدير المهرجان السيد الأخضر حدوش أن هذه التظاهرة تتطلع إلى تشجيع الإشعاع الفني والثقافي بوجدة. وذكر في هذا الإطار بالمجهودات المبذولة لتعزيز البنيات التحتية الثقافية وتشجيع بروز المواهب خاصة في صفوف الشباب حيث ستتوفر المدينة على مسرح بلدي عند متم سنة 2012. ويمتد المشروع على مساحة إجمالية تقدر ب6500 متر مربع من بينها 4900 متر مربع مغطاة ومن الفضاءات التي يتوفر عليها قاعة للكواليس وقاعة للفنانين وقاعة لضيوف الشرف. وهذا نص كلمة السيد حدوش مدير المهرجان ورئيس المجلس الإقليمي لعمالة إقليموجدة: "أشعر بسعادة خاصة وأنا أعانق فضاء المسرح من جديد مع ثلة من الفعاليات المسرحية والثقافية بتراب عمالة وجدة أنجاد من خلال مهرجان ربيع مسرح وجدة 2010 الذي ننظمه هذه السنة من داخل مجلس عمالة وجدة أنجاد بعدما كنت أشرف على تنظيمه طيلة مدة ولايتي رئيسا للمجموعة الحضرية وبعدها رئيسا للجماعة الحضرية لوجدة. ويأتي هذا الإنخراط العملي في الحقل الثقافي قناعة مني ومن السادة أعضاء مجلس عمالة وجدة أنجاد بوفائنا التلقائي بالتزاماتنا بالمبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية وقناعة منا بكون الثقافة رافعة قوية للتنمية المحلية لارتكازها على العنصر البشري بالتأطير وترسيخ الهوية والتربية على المواطنة. وتفعيلا لدور الجماعات المحلية في تأطير المواطنين ولإسهامنا في الدفاع عن قضية وحدتنا الترابية، وتجاوبا مع فعاليات المجتمع المدني والانفتاح على كل المؤسسات، فقد وضعنا يدنا في يد جمعية بسمة للإنتاج الفني التي عرفت، بتجربتها وممارستها الميدانية، كيف تقدم لنا مشروعا عمليا طموحا تشاركنا فيه وكالة تنمية الأقاليم الشرقية، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية، ونعول في تفعيله على كل الفعاليات بالإقليم والجهة. هذه الفعاليات التي برهنت أكثر من مرة وفي العديد من المناسبات على نضجها، وكفاءاتها وفعالياتها وخاصة في الدفاع عن حقوقنا الوطنية. ونحس ببالغ الإعتزاز ونحن ننظم هذه الدورة تحت شعار: الحكم الذاتي بأقاليمنا الجنوبية: إرادة ملك وإجماع أمة، ونطلق عليها اسم مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، رمزية لها دلالاتها وأبعادها التأطيرية تقديرا لكل المناضلين، أفرادا ومؤسسات، الذين يقاومون مناورات خصوم وحدتنا الترابية، إضافة إلى أننا نسهم بهذا العمل الثقافي في تحفيز الفعاليات الثقافية على المزيد من العطاء وتربية النشء على المواطنة والإبداع الثقافي. شكرا لكل من شاركنا هذا المسير ولو بأضعف الإيمان، وصدرنا متسع لكل من يأنس في نفسه القدرة على إغناء تجربتنا وتطويرها إلى الأرقى حتى يكون الحدث في مستوى مجد الجهة الشرقية وعاصمتها مدينة وجدة وسكانها الأوفياء."