والحملة الشرسة التي شنتها بعض الأوساط الإسبانية على المغرب تكسرت على صخرة التلاحم الوطني وقوة الجبهة الداخلية أعلن البارحة السبت بالصخيرات عن إحداث "المؤسسة الوطنية لمنتخبي حزب الأصالة والمعاصرة" وذلك خلال جمع عام تأسيسي انعقد بحضور الأطر القيادية للحزب و منتخبيه في مختلف جهات المملكة. ويأتي إحداث هذه المؤسسة ،حسب وثيقة تم توزيعها على هامش الجمع العام، إيمانا بالخيار الاستراتيجي لحزب الاصالة والمعاصرة الرامي الى "ممارسة السياسة بطريقة مغايرة في مختلف مجالات الحياة العامة إسهاما في بناء مغرب الغد واعادة المصداقية للعمل السياسي النبيل وللمؤسسات المنتخبة". كما تندرج هذه المبادرة في إطار دعم مسار الديمقراطية المحلية واللامركزية ولمفاهيمها وقيمها الهادفة الى تحقيق أقصى درجات الحكامة الترابية الجيدة وتنمية أحواض الحياة باعتبارها خلايا أساسية للتنظيم الديمقراطي الحداثي للمجتمع وكذا تعزيز ديمقراطية القرب والتشارك والحرص على الاجتهاد التشاركي "لابداع الحلول الناجعة والآليات المتطورة والتصورات الحداثية وتعميق التعاون والتشارك بين المنتخبين". وتتكون هذه المؤسسة التي ستعمل تحت إشراف المكتب الوطني للحزب وبتنسيق مع أمنائه الجهويين، من منتخبي ومنتخبات الحزب في الهيئات المنتخبة (مجلس النواب ومجلس المستشارين ومجالس الجهات والعمالات والأقاليم و الجماعات الحضرية والقروية والمقاطعات والغرف المهنية بكافة أنواعها). وتروم هذه الهيأة تحقيق مجموعة من الأهداف من ضمنها توفير إطار قانوني وإمكانيات معرفية ومادية وملائمة تمكن المنتخبين والمنتخبات من تملك المشروع الديمقراطي الحداثي للحزب وتعزيز التواصل والتعاون فيما بينهم ومع المواطنين وبلورة تصورات ومقترحات كفيلة بتطوير وتحديث المنظومة التشريعية والتنظيمية المؤطرة لعمل المؤسسات المنتخبة وانجاز دراسات وابحاث وتدعيم موقع المرأة و الشباب في المجالس والغرف المنتخبة . وفي كلمة بالمناسبة، أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة د.محمد الشيخ بيد الله أن إحداث هذه الهيئة التي تدشن لانطلاقة جديدة في علاقة الحزب بمنتخبيه يأتي في سياق البحث عن الاطار التنظيمي الأنسب لتأطير المنتخبين الذين يتعدى عددهم سبعة آلاف منتخب وكذا الرغبة في التوفر على جهاز وطني للمنتخبين بمواصفات الانفتاح على الجهات وبهيكلة مرنة توفر فضاء للتعارف والتماسك،وتبادل التجارب والتنافس الشريف في مجال الحكامة الجيدة وخدمة المواطنين. وأوضح د.بيد الله أن هذه الهيأة لايراد لها أن تكون " جهازا صوريا أو موجها للاستهلاك الخارجي ولا فضاء لنقاشات واجتماعات شكلية" بل أداة لبلورة خارطة طريق واضحة للفعل الجماعي تأخد بعين الاعتبار تعدد الجماعات المحلية وتباين مستوياتها وخصوصيات كل واحدة منها. وخلص د.بيد الله إلى ان هذا الاطار الوطني الذي يعد فضاء للحوار والتكوين والتكوين والمستمر وتبادل التجارب، مدعو للتفكير في منتخب الغد المطوق بأمانة التمثيل والمشتغل وفق تأويل خلاق للنصوص المنظمة والمقيد بضوابط الحكامة الجيدة والشفافية. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للجمع العام بتقديم عروض لكل من اللجنة التحضيرية و لجنة مرافقة المنتخبين ولجنة التتبع والتقييم والعلاقات العامة والتي أكدت أن "هذه المحطة المتميزة في تاريخ الحزب هي نتاج مسار طويل من التفكير والتشاور والعمل الدؤوب ". كما تطرقت المداخلات في جانب منها الى التوجهات الجديدة للحزب الهادفة الى إعادة النظر في بعض الجوانب المرتبطة بمؤسساته الوطنية أو الجهوية وكذ للخطوط العريضة للتصور المتكامل الذي أعده بغية " إنضاج شروط تحصين النتائج التي حققها الحزب على مدى سنة ونصف والتهيؤ للاستحقاقات القادمة". وفي هذا الاطار، تم الإعلان عن مبادرة "قيد الإعداد" من طرف المكتب الوطني للحزب تهم "صياغة مشروع تصور حول الدبلوماسية المستقلة" بمعية هيئات سياسية أخرى تشاطر الحزب نفس التوجهات. وتروم هذه المبادرة التي سيتم الافصاح عن تفاصيلها خلال الأيام القليلة المقبلة، إطلاق دبلوماسية برلمانية وحزبية مستقلة والقيام بتحركات في اتجاه أوروبا والعالم العربي وافريقيا . وصادق الجمع العام التأسيسي في ختام أشغاله على تقارير وتوصيات اللجان التي همت وثيقة التأسيس وبرنامج العمل ومشروع تصور علاقة المؤسسات المنتخبة بشركائها، كما صادق على مشروع البيان الختامي فيما تم إرجاء المصادقة على هيكلة المؤسسة الى حين القيام بمشاورات على مستوى الجهات بإشراف من الأمناء الجهويين للحزب. وفي السياق ذاته،أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة د.محمد الشيخ بيد الله أن الحملة الشرسة وغير مسبوقة التي شنتها بعض الأوساط الإسبانية على المغرب "وخصوصا الحزب الشعبي الإسباني" تكسرت على صخرة التلاحم الوطني وقوة الجبهة الداخلية. وقال د.بيد الله في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للجمع العام التأسيسي لهيئة منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة الذي انعقد اليوم السبت بالصخيرات، إن رد كافة مكونات الشعب المغربي على هذه "الحملة المسعورة" كان قويا وعكسه التلاحم والوثبة الوطنية التي جسدتها المسيرة المليونية بمدينة الدارالبيضاء والمواقف الرصينة والمتوازنة لمختلف الفرق البرلمانية بمجلسي النواب والمستشارين. وأضاف د.بيد الله أن هذا الرد كان رسالة قوية إلى العالم "تشهد بقوة جبهتنا الداخلية وراء جلالة الملك محمد السادس ،نصره الله، للدفاع عن وحدة بلادنا الترابية والدفاع عن مسيرتنا التنموية وبناء المشروع المجتمعي واستعداد كل مكونات شعبنا لإحباط جميع المناورات التي تحاك ضد بلادنا". وشجب د.بيد الله بهذا الخصوص "تكالب حكام الجزائر وصنيعتها البوليساريو والتزوير والتضليل والظلم الذي مارسه الإعلام الإسباني لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام الدولي وتسميم العلاقات بين المغرب وإسبانيا من خلال استغلال "أحداث العيون الاجرامية التي تحمل بصمات الجماعات التكفيرية والتي ذهب ضحيتها إثني عشر شهيدا من قوات الأمن الذين كانوا يؤدون واجبهم الوطني مجردين من كل سلاح". وأبرز في هذا السياق أن هذه الأحداث تم استغلالها "بطرق بشعة" من طرف بعض المحافل الاسبانية التي لجأت الى أساليب التلفيق والافتراء والبهتان بطريقة مسعورة هدفها تسميم الأجواء والتأثير على بعض الدوائر الأوروبية" الشيئ الذي ترتب عنه اتخاد قرارين جائرين ومنحازين ومتسرعين الأول بالبرلمان الأوربي والثاني بالبرلمان الإسباني". وأكد الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة أن هذا التوجه العدائي "الذي أريد له أن يشكل كابحا ومثبطا لعزيمة المغرب الذي أطلق ديناميات إصلاحية كبيرة وفتح أوراشا مهيكلة توجت العشرية الاولى من العهد الجديد وتدشن اليوم مرحلة جديدة من الإصلاحات المؤسساتية، كان يراد منه نسف المفاوضات حول الصحراء التي انطلقت بنيويورك". وخلص د.بيد الله الى أن حزب الأصالة العاصرة يتوخى أن يكون أداؤه السياسي امتدادا للدينامية التنموية والاصلاحات الهيكلية التي يعرفها المغرب "بهدف تمكين الأجيال الجديدة، جيل مابعد الاستقلال وجيل المسيرة الخضراء من تحمل مسؤولياتهم كاملة في بناء مغرب اليوم والغد".