بعد تفكيك الأمن المغربي لعصابة هربت حوالي 600 كيلوغراما من الكوكايين نحو أوروبا. والمغرب الأكثر استهلاكا للكوكايين في العالم العربي. كشف تقرير لمكتب الاممالمتحدة لمحاربة الجريمة والمخدرات أن أمريكا الشمالية هي أكبر سوق إقليمية للكوكايين،ب40 في المائة من متعاطي الكوكايين على الصعيد العالمي.بينما تعد أوربا ثاني أكبر سوق عالمي،وأكبر سوق كوكايين وطنية في أوروبا هي المملكة المتحدة،تتبعها إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا.أما مستويات انتشار تعاطي الكوكايين أعلى في المملكة المتحدةوإسبانيا منها في الولاياتالمتحدة.في حين شدد التقرير الأممي أن قيمة سوق الكوكايين الأوروبية وصلت 34 بليون دولار أمريكي،أي أنها تقارب قيمة سوق أمريكا الشمالية ب 37 بليون دولار أمريكي رغم أنها أقل منها حجما.وذكر التقرير أن المغرب وأفغانستان هما أكبر المصدرين الدوليين للكيف ومشتقاته.هذا وصنف ذات التقريرالمغرب ضمن الدول الثلاث الأكثر استهلاكا للكوكايين عربيا بنسبة تقارب 0,1 بالمائة من المواطنيين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة (حوالي31 ألف شخص)،في حين تبلغ نسبة مستهلكي مواد أفيونية نحو 0,02 بالمائة (6250 شخص)، لكنها ترتفع لتشكل ما نسبته 4,2 بالمائة بالنسبة لمستهلكي ''الكيف'' ومشتقاته (مليون و300 ألف شخص).وعربيا،نجد نسبة المتعاطين للأفيون من المصريين تبلغ حسب التقرير 0,44 بالمائة،والجزائر بنسبة 0,12 بالمائة في نفس الفئة العمرية. والمغاربة حسب نفس التقرير يشكلون مافيا ترويج الكوكايين وحتى استيراده،لوحدهم أو مع آخرين،والذين اعتقلتهم إسبانيا سنة 2008،بلغت نسبتهم 3 بالمائة بين كل المعتقلين،أي ما يعادل 288 شخص،بحيث احتلوا الرتبة الثانية بعد الكولومبيين الذين بلغ عدد المعتقلين في صفوفهم 970 شخص بنسبة 11بالمائة.بينما احتل المغاربة المرتبة الأولى بين المعتقلين لنفس السنة بإيطاليا،حيث بلغ عددهم 1137 شخص بنسبة 11بالمائة، من أصل 5034 معتقل أجنبي،يشكلون ما نسبته 38 بالمائة من المعتقلين،والباقي إيطاليون.ويتبع المغاربة في الترتيب الألبان بنسبة 9 بالمائة،ثم التونسيين في الرتبة الثالثة بنسبة 3 بالمائة،ثم المصريون في المرتبة السابعة بنسبة 1 بالمائة.في حين احتل المغاربة بفرنسا المرتبة الخامسة حيث اعتقل 18 بنسبة 4 بالمائة من عدد المعتقلين الأجانب الذي بلغ عددهم 208 شخص،والمرتبة الاولى احتلها النيجيريون بنسبة 16بالمائة ب 70 معتقلا،والجزائريون في المرتبة السابعة ثم التونسيون في المرتبة الثامنة.وفي ألمانيا احتل المغاربة الرتبة الرابعة ضمن قائمة الأجانب الذين اعتقلوا بسبب بيعهم للكوكايين ب 76 معتقلا بنسبة 2 بالمائة،بينما احتل الأتراك الرتبة الأولى بنسبة 10 بالمائة ب450 معتقلا،قبلهم اللبنانيون بنسبة 3 بالمائة ب113 المعتقل.كما احتل المغاربة الرتبة الخامسة من بين المعتقلين الذين اتهموا باستيراد الكوكايين إلى داخل التراب الألماني بنسبة 2 بالمائة ب 12 معتقلا،فيما احتل الأتراك الرتبة الثانية بنسبة 6 بالمائة من بين380 معتقل أجنبي في المجموع. وفي نفس السياق،أفادت صحيفة "فرانس سوار"؛في عددها الصادر بتاريخ 11 من الشهر المنصرم،أن المسمى عبد الكريم الطارقي،وهو أمير بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،قد يكون شارك في قمة جمعت كارتيلات كولومبية نهاية أكتوبر المنصرم في أفريقيا بهدف إحداث مسالك جديدة لتهريب الكوكايين.وأشارت الصحيفة الفرنسية،التي استندت إلى "وثيقة ديبلوماسية أكدتها عدة مصادر"،إلى أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) نبهت مؤخرا سلطات غينيا بيساو إلى أن قمة للكوكايين عقدت على أراضيها نهاية أكتوبر الماضي". وكتبت الصحيفة أن جدول أعمال هذا الاجتماع،الذي انعقد في جزيرة بأرخبيل بيجاغوس،تمثل في "استكشاف مسالك لنقل الكوكايين من خليج غينيا نحو أوروبا،وكذا تعيين مسؤولين جدد عن تمريره"،مضيفة أن "سلسلة من التوقيفات قد طالت شبكات التوزيع التابعة لها على مدى الأسابيع الماضية".وأكدت أن مشاركة عبد الكريم الطارقي في قمة الكوكاين هذه "تقدم الدليل على الأهمية المتزايدة للتنظيم الإرهابي بالنسبة للاتجار في المخدرات". ونقلت الصحيفة عن ضابط خبير في الشأن الإفريقي قوله إنه يتوقع نهج "أساليب جديدة" في تهريب المخدرات، وأن اجتماع الكولومبيين وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لم يكن عبث. وشددت الصحيفة على أنه حصل طارئ عجل بتنظيم هذا الاجتماع،مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بتفكيك الشرطة المغربية لعصابة تابعة لهذه الشبكة شهر أكتوبرالماضي،تم توقيفها بعد تهريبها لما لا يقل عن 600 كيلوغراما من الكوكايين نحو أوروبا عبر مالي والمغرب والجزائر". ونشرت الصحيفة صورة لعبد الكريم الطارقي،الذي كان قد اختير لتمثيل مصالح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لدى بارونات المخدرات الكولومبية،مشيرة في هذا الصدد إلى أن هذا الأمير يشتبه في قتله للرهينة الفرنسية ميشال جيرمانو في شهر يوليوز الماضي. وللتذكير فقد أعلن وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي في منتصف شهر أكتوبر الماضي،أن عملية تفكيك الشبكة الدولية الخطيرة المتخصصة في الاتجار بالكوكايين والشيرا مكنت من إلقاء القبض على 34 عنصرا من بينهم أجانب يعد أحدهم العقل المدبر لهذه الشبكة داخل المغرب والذي كان يعمل بتنسيق مع المسؤول عن نفس التنظيم بمالي والمعتقل حاليا بباماكو وكلاهما من جنسية إسبانية.وأوضح السيد الشرقاوي، خلال ندوة صحفية بالرباط، أن التحريات أثبتت خلال الفترة الممتدة ما بين مارس وغشت 2010 أن الشبكة تمكنت من إنجاز ثماني عمليات لتسريب بكمية إجمالية تفوق 600 كلغ من مخدر الكوكايين إلى التراب الوطني عبر الحدود الجزائرية الموريتانية. وأضاف أن الشبكة يسيرها بارونات من جنسيات كولومبية واسبانية لهم علاقات وطيدة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وبكارتيلات متمركزة في أمريكا اللاتينية وبمشاركة مهربي مخدرات مغاربة.