تبعا لما نشر بملف "نيابة وزارة التربية والتعليم بإقليم وجدة أنجاد وسياسة الكيل بمكيالين :القانوني والحزبي" حول "500 طفل و20 أستاذ تهددهم النيابة بالسرطان وداء الأسبستوس" بملحقة إعدادية المكي الناصري المبنية بمادة الحرير الصخري (لاميانت/ الأسبست) وهي مادة منعتها منظمة الصحة العالمية،لأنه ثبت تسببها في أمراض سرطانية خطيرة،وتم التساؤل"كيف يعقل أن يجازف النائب الإقليمي بحياة 500 طفل بريء وحوالي 20 أستاذا وأستاذة؟" وأن الملحقة بنيت سنة 1989 وكان مفروض أن تغلق سنة 1999،لأن عمرها الإفتراضي للبناء المفكك لا يجب أن يتجاوز عشرة سنوات،وها نحن في بداية الألفية الثالثة وما زال النائب يجتر أساليب التدبير الفاشل في تسييره لبعض المؤسسات التعليمية،ظانا نفسه ما زال يسير مفتشية حزبه بمراكش. فقد أفادتنا مصادر علمية من كلية العلوم بجامعة محمد الأول بوجدة،بأن الحرير الصخري كان يُعتَبر خلال فترةٍ من الزمن في القرن العشرين "المعدن المعجزة"،وكان يُستعمَل في كافة أنحاء العالم تقريباً بسبب خصائصه التي تؤخّر الحريق.غير أنّه بات معروفاً أنّ التعرّض له قد يؤدّي إلى المرض والموت.فمرض ورم المتوسّطة،وهو ورمٌ سرطاني يُصيب أغشية الرئتَين،إنمّا هو مرض بطيء التطوّر (بمعدّل ثلاثين إلى أربعين سنة بعد التعرّض لألياف الأسبستوس)،ولكنّه يؤدّي بسرعةٍ إلى الموت.وترتبط أشكال السرطان الأخرى،بما فيها سرطان الرئة،بالتعرّض للحرير الصخري، بعد فترةٍ طويلةٍ من الكمون،بينما تسبّب أمراض أخرى مرتبطة به،بما فيها داء الأسبستوس، مشاكل خطيرة في التنفّس،وقد تؤدّي إلى الموت.وقد أحصت منظمة العمل الدولية وفاة مائة ألف شخص على الأقلّ في العالم بسبب تعرّضهم للحرير الصخري.وحالياً،يودي ورم المتوسّطة سنوياً بحياة ثلاثة آلاف شخص في الولاياتالمتحدة الأميركية،وحوالي خمسة آلاف شخص في أوروبا،علماً أنّ الأرقام مرشَّحة للارتفاع في السنوات المقبلة.ويمكن القول أنّ صحّة مئات آلاف الأشخاص في العالم تأثّرت بما سُمِّيَ "وباء الأسبستوس". فمن أخطر مضاعفات استنشاق غبار مادة الحرير الصخري،هناك الإصابات بسرطان الأغشية الرئوية وسرطان الصِّفاق أو غشاء الكرش،حيث يستغرق تطوّر هذه الأنواع من السرطان فترات تقع بين عشرين وأربعين عاما منذ استنشاق الغبار.وقد فتكت هذه الأنواع من السرطان وعالميا بعشرات العمال.كما أن غبار الحرير الصخري قد يتسبّب فيما يعرف بمرض الأسبيستوز الذي قد يؤدي خلال السنوات الخمس عشرة الأولى منذ استنشاق الغبار،إلى بعض أنواع السرطان أو إلى تورّمات مزعجة داخل الرئة بالذات.وفي هذه الأثناء تتعاقب التقارير على منظمة الصحة العالمية عن الوفيات بهذه الأنواع من السرطان بين قدامى العمال المحليين أو الأجانب الذين تعاملوا بهذه المادة خلال العمل في أمريكا وبعض البلدان في آسيا وأخرى في الدول الاوروبية. ولا يتوقع الخبراء أن تنقطع هذه التقارير قريبا،نظرا للفترات الطويلة التي يحتاجها الغبار لتوليد السرطان والتي قد تصل إلى أربعين عاما منذ استنشاق الغبار كما تقدم.وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن استعمال الحرير الصخري تسبب في رفع شكاوى عديدة خاصة بالولاياتالمتحدةالامريكية وأوروبا منذ نهاية الثمانينات.وقد كلفت هذه القضايا الشركات أكثر من 54 مليار دولار،وتسببت في إفلاس حوالي 50 منها في الولاياتالمتحدة. وبفعل قلقهما من مواصلة استعمال الأسبستوس بكثرة في العالم،عقد الاتحاد الأوروبي ومنظمة العمل الدولية المؤتمرَ الأوروبي للأسبستوس شهر شتنبر 2003،في دريسدن بألمانيا.وفي هذا السياق،أشار جيرد ألبراخت رئيس المؤتمر،إلى أنّ "ملايين العمال والمستهلِكين تعرّضوا لغبار الأسبستوس.وسنوياً،يتمّ تسجيل عشرين ألف حالة سرطان للرئة مرتبطة بالأسبستوس،وعشرة آلاف حالة ورم المتوسّطة في صفوف سكان أوروبا الغربية واسكندنافيا وأميركا الشمالية واليابان وأستراليا وحدها،غير أنّ البلدان النامية تسجّل مخاطر أكبر نتيجةٍ للتعرّض.وفي هذه البلدان،يُعتبَر الأسبستوس بمثابة قنبلة موقوتة تبدو جاهزةً للانفجار ولتسبيب زياداتٍ كبيرةٍ في الأمراض والوفيات المرتبطة بالأسبستوس في السنوات العشرين إلى الثلاثين المقبلة.وبفعل المبادرات القوية على المستويات الوطنية والأوروبية والدولية،حظرت بلدان كثيرة استيراد الأسبستوس واستعماله؛وتحضّر بلدان أخرى تطبيق هذا الحظر.وقد انخفض الإنتاج العالمي منذ السبعينيات بأكثر من 50 بالمائة.غير أنّه لا يزال يتمّ إنتاج حوالي مليونَي طنّ من الأسبستوس سنوياً،علماً أنّ استهلاك هذه المادة يرتفع في البلدان النامية".وقد اعتمد المؤتمر "إعلان دريسدن حول حماية العمال من الأسبستوس"، الذي يمكن الإطلاع على نصّه الكامل بلغات عديدة على الموقع التالي على الإنترنت: www.asbestkonferenz2003.de