أوباما يقول "إن رمضان يذكرنا بأن الإسلام ظل دائما جزءا من أميركا". المساعي الخيرية للأميركيين المسلمين تتجاوز شهر رمضان. رسالة تهنئة من الرئيس أوباما بمناسبة حلول شهر رمضان كما هو الحال في المجتمعات المسلمة في مختلف أرجاء العالم، يتميز رمضان بالنسبة للمسلمين في أميركا بالصوم والإحسان. ولكن في حين يستغرق صيام المسلمين شهرا كل عام فإن عددا جما من الأميركيين المسلمين يواصلون تبرعاتهم وعطاءهم لمجتمعاتهم على مدار السنة. وتتجلى روح الإحسان في الجهود التي تبذلها منظمات الإغاثة الأميركية الإسلامية، وقد امتد دورها في السنة الماضية إلى خارج الولاياتالمتحدة. ففي هايتي، تواصل جمعية الإغاثة الإسلامية للولايات المتحدة ومؤسسة "زكاة" جهودهما لمساعدة شعب هايتي الذي ما زال يعاني من جراء الزلزال المدمر الذي عصف بالبلاد في شهر كانون الثاني/يناير المنصرم. وتعمل كلتا المنظمتين الآن على مساعدة الباكستانيين الذين يعانون من أحدث الفيضانات المدمرة التي شردت ملايين الناس. وقال خليل دمير، المدير التنفيذي لمؤسسة زكاة، إن أعمال الإغاثة التي تقوم بها منظمته في هايتي تتم بفضل سخاء الناس وعطائهم المتواصل. وأضاف قائلا: " لقد استجاب الناس بصورة هائلة لطلبنا المعونات. والحال هنا كما لو أنه في الدول الإسلامية- فنحن نتلقى التبرعات دون توقف". وبالنسبة لشهر رمضان، تنفذ مؤسسة زكاة برنامجا لإغاثة المنكوبين في 34 بلدا، بما في ذلك الولاياتالمتحدة. وليست المنظمات الأميركية الإسلامية وحدها هي التي تختار رمضان وقتا لمساعدة الآخرين. فالمواطنون العاديون، مثل يوسف رامليز من نيويورك، يطلقون العنان لكرمهم في مساعدة المعوزين. وللسنة الثانية على التوالي، سيباشر رامليز الذي يعمل كمصور وفنان تخطيطي مشروعه المسمى: "المتشردون لأسبوع". ويسلط المشروع الضوء على محنة المتشردين في شوارع نيويورك. ولكن على خلاف السنة الماضية، سيشمل المشروع هذه المرة الذي يبدأ في 15 آب/أغسطس خلال فترة الصيام في رمضان. وكتب يوسف رامليز على موقعه الإلكتروني: " المتشردون لأسبوع" يقول: "إن الصيام يربطني مع بني البشر على مستوى عميق جدا. إنه يجعلني أشعر بالامتنان لكل ما أحظى به من نعم وأتحسس آلام الذين لا يجدون ما يسد رمقهم كل يوم". ويعكف رامليز خلال تنفيذ مشروعه على توثيق تجاربه ومقابلاته مع المتشردين بآلة تصوير فيديو. ويستخدم أيضا هذا البرنامج لجمع التبرعات لمنظمة خيرية تقدم العون للمتشردين. وفي السنة الماضية، جمع تبرعات نقدية لجمعية "الائتلاف من أجل المتشردين"، وفي هذه السنة سيجمع أموالا لبنك الغذاء لمدينة نيويورك. وبينما يستحث يوسف رامليز نخوة المحسنين وكرمهم تجاه المتشردين، تتيقن سيدتان أميركيتان مسلمتان من أن الأطفال المسلمين في الولاياتالمتحدة الذين يعيشون تحت خط الفقر سيتلقون الهدايا عند حلول عيد الفطر. فالسيدة هداية مجيد، المؤسسة المشاركة لشبكة بيت السلام، بدأت الحملة القومية للعب العيد في السنة الماضية حينما أحست بالحاجة إليها في جاليتها. وهذه السنة، انضمت إليها دبي الحربي من شركة "اللعب والدمى الإسلامية" ليس فقط لجمع التبرعات للمشروع بل أيضا لتوزيع الهدايا في جميع أرجاء الولاياتالمتحدة. وتقول الحربي: " أتمنى لو أكون هناك عندما يفتحون الهدايا وأرى الفرحة على وجوههم. ولا فضل لي في ذلك لأنني أؤمن بأن الله (سبحانه وتعالى) هو الذي يسدد طريقي". كلمة الرئيس أوباما في مأدبة إفطار البيت الأبيض وهذه كلمة الرئيس باراك أوباما في مأدبة إفطار البيت الأبيض لهذه السنة: "مرحبا بكم في البيت الأبيض. ولكم، وللأميركيين المسلمين في ربوع بلدنا، ولأكثر من ألف مليون مسلم في أنحاء العالم، أزجي أطيب الأماني بمناسبة حلول الشهر المعظم. رمضان كريم. أود أن أرحب بأعضاء السلك الدبلوماسي وأعضاء حكومتي وأعضاء الكونغرس، بمن فيهم راش هولت، وجون كونيورز، وأندريه كارسون وهو واحد من العضويْن الأميركييْن المسلميْن بالكونغرس، هو وكيث أليسون. إذا مرحبا بكم جميعا. هنا في البيت الأبيض، لدينا تقليد استضافة مآدب الإفطار. مثلما نستضيف حفلات عيد الميلاد المجيد، واحتفالات عشية عيد الفصح اليهودي، واحتفالات الديوالي الهندوسية أيضا. هذه أحداث مهمة. إنها تبين دور الدين في حياة الشعب الأميركي وتذكرنا بالحقيقة الأساسية وهي أننا جميعا عباد الله وأننا جميعا نستمد القوة والإحساس بالهدف من معتقداتنا. وهذه الأحداث هي أيضاً تأكيد لهويتنا كأميركيين. لقد فهم آباؤنا المؤسسون أن أفضل سبيل لتكريم مكانة الدين في حياة شعبنا هو حماية حرية هذا الشعب في ممارسة عقائده الدينية. وفي قانون فرجينيا الخاص بتأسيس الحرية الدينية، كتب توماس جفرسون- وأنا أنقل عنه- "إن جميع البشر سيكونون أحراراً في المجاهرة بآرائهم في أمور الدين والتأكيد عليها بالدليل والحجة". كما أن التعديل الأول لدستورنا سن الحرية الدينية كقانون للبلاد. وظل هذا الحق مدعّماً وسارياً منذ ذلك الحين. والواقع أن الدين، عبر تاريخنا، ازدهر داخل حدودنا بالتحديد لأن الأميركيين كان لهم الحق في العبادة كما يشاؤون- بما في ذلك الحق بألا يؤمنوا بأي دين على الإطلاق. وليس أدل على حكمة آبائنا المؤسسين من أن أميركا ظلت متدينة للغاية- أمة يستطيع أبناؤها من مختلف الأديان التعايش بسلام وباحترام متبادل على نقيض النزاعات الدينية المتواترة حول العالم. ولكن هذا لا يعني أن الدين لا يدور حوله الخلاف والجدل. ففي الآونة الأخيرة تركز الاهتمام على بناء المساجد في مجتمعات معينة- خاصة في نيويورك. وينبغي علينا جميعاً أن ندرك ونحترم الحساسيات المتعلقة بالتطور العمراني في منطقة مانهاتن السفلى. إن هجمات 9/11 كانت حدثاً أليماً للغاية لأمتنا. ولا يسعنا أن نتصور مدى الألم والمعاناة اللذين ألما بأولئك الذين فقدوا أحباءهم. إذن، أنا أتفهم المشاعر التي يثيرها هذا الموضوع. إن هذا الموقع هو بالفعل أرض مبجلة. لكن اسمحوا لي بأن أكون واضحاً: إنني كمواطن، وكرئيس أومن بأن للمسلمين نفس الحق في ممارسة عقيدتهم الدينية وبناء دور عبادتهم كأي شخص آخر في هذا البلد.(تصفيق) وهذا يتضمن الحق في بناء مكان للعبادة ومركز للجالية على أرض مملوكة ملكية خاصة في منطقة مانهاتن السفلى، بما يتمشى مع القوانين المحلية والإجراءات المعتادة. هذه أميركا. وإن التزامنا بالحرية الدينية يجب ألا يتزعزع. ومبدأ أن أتباع جميع الأديان مرحّب بهم في هذا البلد، وأنهم لن يُعاملوا معاملة مختلفة من جانب حكومتهم، مبدأ أساسي لتأكيد هويتنا. إن تعاليم الآباء المؤسسين يجب أن تظل باقية. ويجب علينا ألا ننسى على الإطلاق الذين فقدناهم بأسلوب مأساوي فظيع يوم 11 أيلول/سبتمبر، ويجب علينا أن نكرّم دائما الذين قادوا الرد على ذلك الهجوم-ابتداءً من رجال الإطفاء الذين تسلقوا سلالم الإنقاذ التي كان يغلفها دخان الحريق، إلى جنودنا الذين يخدمون في أفغانستان الآن. ولنتذكر أيضاً من هو العدو الذي نحاربه، وما هي الغاية التي نحارب من أجلها. إن أعداءنا لا يحترمون أي حرية دينية. إن قضية القاعدة ليست الإسلام- إنها تشويه فاضح وجسيم للإسلام. وهؤلاء ليسوا زعماء دينيين- إنهم إرهابيون يغتالون الرجال والنساء والأطفال الأبرياء. والواقع أن القاعدة قتلت من المسلمين أكثر مما قتلت من أتباع أي دين آخر- وقائمة الضحايا تتضمن مسلمين أبرياء قُتلوا يوم 9/11. إذن، هؤلاء هم الذين نحاربهم- والسبب الذي سيجعلنا نكسب هذه الحرب لا يكمن ببساطة في قوة أسلحتنا – إنما هو يكمن في متانة قيمنا. إنه الديمقراطية التي ندعمها، والحريات التي نعتز بها، والقوانين التي نطبقها دون أي اعتبار للعرق أو الدين أو الثروة أو المكانة، وقدرتنا على إبداء، ليس التسامح فحسب، ولكن الاحترام أيضاً تجاه من يختلفون عنا - وأسلوب معيشتنا التي في جوهرها عقيدة أميركية تتنافى بصورة صارخة مع أسلوب العدمية لأولئك الذين هاجمونا صبيحة ذلك اليوم من شهر أيلول/سبتمبر ولا يزالون يخططون ضدنا اليوم. في خطاب التنصيب الذي ألقيته، قلت إن في تراثنا الفسيفسائي المتنوع قوة وليس ضعفا. فنحن أمة من المسيحيين والمسلمين واليهود والهندوس، وغير المؤمنين بأي دين. ونتشكل من كل لغة وثقافة نستمدها من كل أركان المعمورة. وقد يحدث هذا التنوع جدلا وخلافات صعبة وهذا ليس فريداً في زماننا. فقد شهدت عهود الماضي خلافات حول بناء المعابد اليهودية أو الكنائس الكاثوليكية. ولكن في كل مرة بعد أخرى، أظهر الشعب الأميركي أنه قادر على حل هذه القضايا وعلى أن يبقى وفياً لقيمنا الجوهرية ويخرج أقوى تأييدا لها. وهكذا يجب أن تكون، وستكون الأمور اليوم. والليلة نتذكر أن رمضان احتفاء بدين عرف عنه التنوع العظيم. وأن رمضان تذكرة بأن الإسلام يظل على الدوام جزءاً من أميركا. وكان أول سفير مسلم لدى الولاياتالمتحدة من تونس وقد استضافه الرئيس جيفرسون الذي أقام مأدبة عشاء عند غروب الشمس نظراً لأن ذلك كان خلال شهر رمضان- مما يجعل ذلك أول إفطار رمضاني يقام في البيت الأبيض وتم منذ أكثر من مئتي سنة. (تصفيق). وقد قدمت إلى هنا الأجيال المسلمة مثلها مثل العديد من المهاجرين الآخرين، لتشكل مستقبلها. صاروا مزارعين وتجاراً وعملوا في الطواحين والمعامل والمصانع. ساعدوا في مد خطوط السكك الحديد وساعدوا في بناء أميركا. وأسسوا أول مركز إسلامي في مدينة نيويورك في تسعينات القرن التاسع عشر، وبنوا أول مسجد في أميركا في سهول ولاية نورث داكوتا. ولعله أقدم مسجد متواصل الوجود في أميركا، وأقدم مسجد لا يزال قيد الاستخدام اليوم مسجد في سيدار رابيدز في ولاية أيوا. واليوم، تتعزز أمتنا وتزداد قوة على يد الملايين من الأميركيين المسلمين. فهم يبدعون في كل مناحي الحياة. إن الجاليات الأميركية المسلمة- بما في ذلك المساجد المنتشرة في جميع الولايات الخمسين- تقدم خدمات لجيرانها. ويعمل الأميركيون المسلمون على حماية مجتمعاتنا بالانخراط في قوات الشرطة وفي فرق الإطفاء وفي عناصر النجدة. وقد جاهر رجال الدين المسلمون بمناهضتهم للإرهاب والتطرف، مؤكدين مجدداً على أن تعاليم الإسلام تنص على أنه يجب على الإنسان الحفاظ على النفس البشرية، وليس إزهاقها. إن أبناء الجالية المسلمة الأميركيين يخدمون بكل شرف في صفوف قواتنا المسلحة. وسيتم في حفل الإفطار الرمضاني الذي سيقام في الأسبوع المقبل بمقر وزارة الدفاع تكريم الجنود الثلاثة الذين ضحوا بحياتهم في العراÌ والآن ترقد جثامينهم في مثواها الأخير مع سائر الأبطال في مقبرة آرلينغتون القومية. لقد مات هؤلاء الأميركيون المسلمون ذوداً عن الأمن الذي نعول عليه، والحريات التي نعتز بها. إنهم جزء من قوافل متواصلة من الأميركيين تمتد إلى حقبة المؤسسين؛ إنهم الأميركيون من جميع الأديان الذين خدموا وضحوا من أجل أن يمددوا ويوصلوا وعد أميركا إلى الأجيال الجديدة، ويضمنوا بأن الشيء الاستثنائي الذي تتميز به أميركا محمي ومصان – ألا وهو التزامنا بأن نبقى صادقين ومخلصين لمبادئنا الأساسية، وبالعمل- ولو ببطء ولكن بثبات- من أجل أن يكون اتحادنا أقرب إلى الكمال. لكي نبقى دائما "أمة واحدة لا تتجزأ في ظل العناية الإلهية" ولا يمكن أن نحقق "الحرية والعدالة للجميع" إلا إذا كنا ملتزمين بهذه القاعدة الموجودة في صلب كل الأديان الكبرى، بما فيها الإسلام- وهو أن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا. ." هذا وكان البيت الابيض قد أصدر بيان من الرئيس بمناسبة حلول رمضان،هذا نصه: "بالأصالة عن الشعب الأميركي، ميشال وأنا نود أن نزجي أطيب الأماني للمسلمين في أميركا وحول العالم. رمضان كريم. إن رمضان شهر يتفكر فيه المسلمون حول العالم في الحكمة والهداية التي تصاحب الإيمان، وفي مسؤولية البشر تجاه بعضهم بعضا وتجاه الله. وهذا وقت يلتئم فيه شمل العائلات ويقيم الأصدقاء مآدب الإفطار ويتم تقاسم الطعام. ولكن رمضان أيضاً وقت للتقوى والتهجد، وقت يصوم فيه المسلمون خلال النهار ويصلون خلال الليل؛ وقت يقدم فيه المسلمون العون إلى الآخرين لدفع عجلة الفرص والرخاء للناس في كل مكان. وينبغي علينا جميعاً أن نتذكر أن العالم الذي نريد أن نبنيه، والتغييرات التي نريد أن نحدثها، يجب أن تبدأ في قلوبنا نحن وفي مجتمعاتنا. وهذه الشعائر تذكرنا بالمبادئ التي نتشاطرها وبدور الإسلام في تعزيز العدالة والتقدم والتسامح والكرامة لجميع بني البشر. إن رمضان احتفاء بدين عرف عنه التنوع العظيم والمساواة العنصرية. وهنا في الولاياتالمتحدة، يذكرنا رمضان بأن الإسلام يظل على الدوام جزءاً من أميركا وأن الأميركيين المسلمين قدموا مساهمات استثنائية لبلدنا. واليوم، أود أن أتقدم بأطيب الأماني للمسلمين البالغ تعدادهم ألفاً وخمسمئة مليون نسمة حول العالم، ولعائلاتكم وأصدقائكم، فيما ترحبون بإطلالة شهر رمضان. إنني أتطلع إلى استضافة مأدبة إفطار احتفاء برمضان هنا في البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وأتمنى لكم شهراً مباركا.وسلام الله عليكم"