مسلمو العالم بدأوا الصيام في ظروف صعبة بسبب شدة الحرارة وارتفاع الأسعار بدأ المغرب وباكستان والشيعة في إيران والعراق الصيام يوم أمس الخميس. وكانت غالبية المسلمين في مختلف أنحاء العالم بدأوا صيام شهر رمضان أول أمس الأربعاء في ظروف صعبة بسبب شدة الحرارة وارتفاع الأسعار في معظم الدول. وقالت صحيفة «الجمهورية» الحكومية المصرية في صفحتها الأول «اليوم بداية أصعب شهر رمضان منذ سنوات، الأسعار نار، أزمة قمح، الكهرباء مقطوعة، المرور مشكلة، الحرارة 42 درجة». وقد بدأ الشهر الكريم أول أمس في مصر والسعودية وأندونيسيا والإمارات العربية المتحدة والأردن وسوريا وفي الأراضي الفلسطينية. وكما بدأ الصيام في الجزائر وتونس وليبيا وأفغانستان وماليزيا وسنغافورة. وفي لبنان بدأ السنة، والشيعة التابعون لآية الله محمد حسين فضل الله، الذي توفي في يوليوز الصيام أول أمس، غير انه بالنسبة للشيعة الذين يتبعون مرجعيتي العراق و ايران فان الشهر الكريم يبدأ الخميس. وهنأ الرئيس الأميركي باراك اوباما المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك الذي قال «رمضان احتفاء بديانة عرفت بتنوعها ومساواتها بين الاعراق». وأضاف في بيان نشره البيت الأبيض أن شهر الصوم «يذكرنا بالمبادىء التي نتشارك فيها، وبدور الإسلام في نشر العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل أبناء البشر»، مؤكدا أن «رمضان يذكرنا هنا في الولاياتالمتحدة بأن الإسلام كان دائما جزءا من أميركا وبان المسلمين الأميركيين قدموا مساهمة كبيرة في بلادنا». وأضاف اوباما «واليوم، أريد أن اعبر عن اخلص تمنياتي إلى مليار ونصف مليار مسلم في العالم - وعائلاتكم وأصدقائكم - وانتم تبدأون شهر الصوم. بدوره قدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تهانيه للمسلمين بحلول شهر رمضان مؤكدا رغبته باجراء مفاوضات مباشرة من اجل السلام مع الفلسطينيين. وقال نتانياهو في رسالة مسجلة «اتمنى شهر رمضان سعيدا لمسلمي العالم اجمع. نأمل في بدء حوار مباشر مع الفلسطينيين والتوصل إلى اتفاقات مع جيراننا العرب تفضي إلى العيش المشترك بسلام». من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدابير للتخفيف من القيود المفروضة على الضفة الغربيةالمحتلة بمناسبة رمضان، وعليه سيسمح للفلسطينيين بزيارة أهلهم في اسرائيل لمدة أسبوع، كما ستسهل إجراءات الوصول للصلاة في المسجد الأقصى. ويأتي الجزء الأكبر من رمضان هذا العام في شهر غشت وفي ظروف قاسية في العديد من الدول بسبب ارتفاع درجات الحرارة وطول مدة الصيام ما بين الفجر والغروب. وفي مصر، قررت السلطات إعادة العمل بالتوقيت الشتوي طوال شهر رمضان من أجل تقديم موعد الافطار ساعة. وفي الإمارات، صدرت فتوى تجيز الإفطار للعمال الذين يعملون في القيظ إذا كان الصيام يشكل خطرا على صحتهم. وسيأتي رمضان في أوج الصيف خلال السنوات المقبلة. ولمواجهة ارتفاع الأسعار التقليدي خلال شهر رمضان الذي تكثر فيه الولائم العائلية والمناسبات الاجتماعية، أعلنت الحكومة الموريتانية عن «اجراءات عاجلة»، بينما قررت سوريا فرض أسعار الزامية على السلع الأساسية. وفي مصر، أكدت الحكومة أن سعر الخبز، وهو الغذاء الأساسي للملايين، سيبقى ثابتا رغم أزمة القمح الناجمة عن منع روسيا تصدير قمحها الذي تعد مصر من كبار مستورديه. من جانبه دعا العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز المسلمين إلى طلب الرحمة في هذا الشهر الكريم. فيما أعلنت اندونيسيا عن حملة ضد المواقع الإباحية على الانترنت. وفي الإمارات، تم تحذير الأجانب غير المسلمين من عدم جواز الأكل أو الشرب في الأماكن العامة خلال فترة الصيام. وأكد العقيد محمد ناصر الرزوقي من شرطة دبي أن «انتهاك حرمة شهر الصيام يعد اهانة للمسلمين وجريمة يعاقب عليها القانون». ونصحت السفارة البريطانية في الإمارات رعاياها المقيمين في هذا البلد بالالتزام بالتعاليم الصادرة عن الحكومة وقالت في بيان: «خذوا في اعتباركم انكم لستم في بريطانيا واحترموا قوانين وقيم البلد وسوف تكون اقامتكم هانئة». وفي غزة أفرجت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس أول أمس عن مئة سجين من مراكز توقيف في القطاع بمناسبة حلول شهر رمضان. وفي مؤتمر صحافي عقده في غزة أوضح فتحي حماد وزير الداخلية في الحكومة المقالة أن الإفراج عن مئة سجين جاء بناء على «مكرمة من رئيس الوزراء (المقال) اسماعيل هنية» بمناسبة حلول رمضان. من جهة أخرى يرى فلسطينيون من سكان القطاع أن رمضان الحالي «أفضل» حالا من سابقه في توفر السلع والبضائع المتنوعة بعد أن خففت إسرائيل جزئيا حصارها على غزة وان كان الوضع المعيشي يبقى صعبا. وفي فرنسا حيث يعيش 5 ملايين مسلم، تستغل محلات السوبرماركت الكبيرة شهر رمضان لبيع اللحوم الحلال المذبوحة طبقا للشريعة الإسلامية، ولتسويق الكسكس.