المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية. "وقفة قوية: نساء أثرن إيجابيا في مجتمعاتهن". تتزعم ثلاث نساء مسلمات أميركيات – إحداهن سياسية والثانية إخصائية اجتماعية والثالثة معلمة – مبادرات ونشاطات تمس حياة آلاف الأميركيين. وقد أشركت النساء الثلاث مؤخرا في شيكاغو مئات غيرهن في معرفة حكاياتهن أثناء المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية. عقدت إحدى جلسات المؤتمر تحت شعار "وقفة قوية: نساء أثرن إيجابيا في مجتمعاتهن". وتركزت الجلسة التي أدارتها ناشطة حقوق الإنسان عائشة العدويّة على المسلمات الأميركيات اللواتي يجمعن بين عقيدتهن وما يمتلكن من مواهب لتحسين مجتمعاتهن. تبدأ إحدى طرق بناء مجتمع أهلي بالترشح لمنصب سياسي. وهذا بالذات ما فعلته رشيدة طليب في العام 2008، وفازت بالمنصب. أصبحت طليب، وهي بنت مهاجريْن فلسطينييْن، أول امرأة مسلمة تُنتخب لعضوية مجلس نواب مشيغان. وقد شنت حملتها الانتخابية في منطقتها من دار إلى دار مشيا على الأقدام مسافات استهلكت عدة أزواج من الأحذية. فازت طليب بنسبة 90 بالمئة من الأصوات في الانتخابات العامة في منطقة يشكل فيها الأميركيون الإسبان والأفارقة والبيض نسبة 95 بالمئة من سكانها. قالت طليب "إنه أمر رائع أن الكثيرين من سكان منطقتي يعرفون أنني مسلمة ويتصلون بي عندما يريدون عمل شيء خاص لابني كإعطائه سلة البيض التقليدية في عيد الفصح... إن ذلك رائع حقا لأنهم يقبلونني ويعرفون من خلال ما أعمل أن الإسلام دين تعاطف وتراحم." قدمت النائبة طليب منذ توليها منصبها خدمة مجانية لإعداد إقرارات الضرائب لذوي الدخل المحدود ووزعت أكثر من تسعة آلاف كتاب للأطفال لزيادة تعلم القراءة. وهي تأمل أن تحذو النساء المسلمات حذوها في المشاركة في المجتمع. روبينا نياز، مهاجرة مولودة في باكستان، ولم تكن ترغب دائما في أن تكون قيادية. ولكن بعد عملها عدة سنوات في مدينة نيويورك كإخصائية اجتماعية اكتشفت أن هناك حاجة لمساعدة الذين لا صوت لهم في مجتمعها. وفي العام 2004 بدأت نياز العمل على طاولة في مطبخها وأنشأت منظمة "نقطة التحول للنساء والأسر" التي تتخذ مقرها في نيويورك وتعالج العنف الأسري في المجتمع الإسلامي. وهناك اليوم أكثر من عشرين من المتطوعين الذين يعملون معها في مساعدة النساء والأطفال المحتاجين. سوء المعاملة داخل الأسرة يتخطى حدود الدين. فقد عملت طُليب مع نساء كثيرات مسلمات وغير مسلمات وأدركت أن هناك نكرانا شديدا لوجود المشكلة. لكن الوقوف بحزم دفاعا عما هو صواب، بالنسبة لنياز هو جزء متمم لكونها مسلمة. أما حكاية ديبي المنتصر كمربية ومعلمة فهو دراسة في المثابرة. فقد رأت أن هناك حاجة لمعرفة مجتمعها بالثقافة والتاريخ العربييْن فأسست أكاديمية جبران خليل جبران الدولية في بروكلين بنيويورك. والأكاديمية هي أول مدرسة رسمية تدرس اللغتين الإنجليزية والعربية في أميركا وتقدم مسابقات تركز على الثقافة واللغة العربية. ورسالة المنتصر إلى النساء المسلمات في أميركا والعالم هي أن يظل اهتمامهن مركَّزا، ويواصلن توسيع أدوارهن في المجتمع. وشددت على أن دورهن ومسؤوليتهن هي أن يأخذن على عاتقهن موضوعات مثل السعي نحو السعادة وتحقيق كل ما يصممن على إنجازه. وتقول إن أميركا بلد المعرفة والفهم والتنوع الكبير المتأصلين فيها، وعلى المرأة المسلمة في كل مكان أن تفيد من التعاون والتنسيق وتقويهما لخير الإنسانية وتقدمها.