وطارق عزيز من سجنه ببغداد لأوباما: لا تترك العراق للذئاب "اسمحوا لي أن أقول هذا بكل وضوح ممكن: بدءاً من 31 غشت 2010، ستنتهي مهمتنا القتالية في العراق ". الرئيس باراك أوباما، كامب لوجون، 27 فبراير 2009. نشر مكتب السكرتير الصحفي للبيت الابيض في 02 غشت الجاري بيان حقائق عن تقليص القوات الأميركية في العراق يحدد حجم ونطاق هذا التخفيض،هذا ما جاء فيه: "عندما تولى الرئيس أوباما منصبه في يناير 2009، كان هناك 144،000 جندي أميركي في العراق. في خطابه في كامب ليجون في 27 فبراير 2009، أعلن الرئيس أوباما أن الولاياتالمتحدة ستنهي مهمتها القتالية في 31 آغشت 2010، وستبقي على قوة انتقالية يصل عددها إلى 50،000 جندي أميركي لتدريب وتقديم المشورة إلى قوات الأمن العراقية، وإجراء عمليات مشتركة واستهدافية لمكافحة الإرهاب، وحماية الجهود المستمرة العسكرية والمدنية الأميركية. - بحلول يناير 2010، كان هناك 112،000 جندي أميركي في العراق. وبحلول نهاية مايو 2010، تم تخفيض ذلك العدد إلى 88000. في مايو 2010 اتخذ الجنرال أوديرنو القرار القاضي بأن التطورات الإيجابية في القطاع الأمني تسمح لعملية تخفيض القوات بالمضي قدما كما هو مخطط لها. القسم الأخير من عملية الخفض للتوصل إلى التزام الرئيس بإنهاء العمليات القتالية بدأ جديا في يونيو 2010. وبحلول نهاية آب/أغسطس عام 2010، سيجري تخفيض إضافي لعدد القوات الأميركية في العراق ليصل إلى 50،000. وفي 31 آب/أغسطس سوف تنتهي عملية حرية العراق. وسوف يطلق على المهمة الانتقالية عملية الفجر الجديد. وتمشيا مع اتفاقاتنا مع الحكومة العراقية، من المقرر أن تغادر جميع القوات الأميركية العراق بحلول نهاية عام 2011. - يوجد حاليا 665،000 عنصراً في قوات الأمن العراقية الذين يقودون الجهود الرامية إلى تأمين الأمن في العراق منذ يونيو 2009، عندما أعادت القوات الأميركية تموضعها خارج المدن العراقية. وحتى عندما سعى الإرهابيون إلى استغلال فترة تشكيل الحكومة التي أعقبت الانتخابات العراقية الناجحة، بقيت الحوادث الأمنية قريبة من أدنى مستوى لها منذ ان بدأنا تسجيل الأرقام. ومنذ بداية هذا العام، أدت الشراكة العسكرية الأميركية - العراقية إلى قتل أو اعتقال أكثر من 30 من أعضاء القيادة العليا للقاعدة في العراق. - تخفيض عدد القوات لا يعني تخفيض التزام الولاياتالمتحدة تجاه العراق - بل يعني التغيير في طبيعة التزامنا من التزام يقوده الجيش إلى التزام آخر بقيادة مدنية. يمكن للقوات الانتقالية المتموضعة أن تستمر في دعم قوات الأمن العراقية. وسوف نعزز الشراكة الأميركية -العراقية فى مجالات مثل التعليم، وحكم القانون، والتجارة، والتكنولوجيا. ولتوجيه التوسع في علاقاتنا، وقعت الولاياتالمتحدة والعراق على اتفاق إطار العمل الاستراتيجي، الذي يحدد المجالات للحوار، والتبادلات، والروابط، ونقل الخبرات. بحلول نهاية غشت عام 2010، سوف تخفض القوات الأميركية في العراق العدد الإجمالي للمعدات في العراق من 3.4 مليون قطعة كانت في يناير 2009 إلى ما مجموعه 1.2 مليون قطعة، وهي مطلوبة لدعم القوات المتبقية التي ستنظم في ست ألوية لتقديم المشورة والمساعدة بالإضافة إلى الفئات الممكنة. وقال الفريق جنرال وليام وبستر، الذي يتولى قيادة الجيش الثالث ويشرف على عملية الانسحاب، "هذه هي أكبر عملية، الذي تمكنا من تحديدها، منذ بناء قواتنا للمشاركة في الحرب العالمية الثانية". - يتم نقل هذه المعدات إلى إحدى المراكز الثلاثة حسب ترتيب أولوياتها: القوات الأميركية التي تقاتل في أفغانستان، لتجديد المخزون العسكري الأميركي، والى قوات الأمن العراقية للتأكد من أن لديها الحد الأدنى من القدرة الضرورية للمحافظة على أمن العراق. ويجري نقل معظم القوات والمعدات إلى خارج العراق عن طريق الكويت، على الرغم من ان الأردن وتركيا تسمحان أيضاً بالعبور. - أطلق الجيش على عملية تخفيض القوات في العراق والتعزيز في أفغانستان مجتمعة اسم "نيكل2" (Nickel II). يشير الاسم إلى دور الجيش الثالث في الحرب العالمية الثانية، عندما اصدر الجنرال باتون أمراً بإجراء تحول دراماتيكي للهجوم على الألمان خلال "معركة النتوء" (Battle of the Bulge). ودعا باتن عمليته "نيكل". كجزء من خفض قواتها في العراق، تقوم القوات الأميركية أيضاً بغلق أو نقل قواعدها العسكرية في العراق. - في يونيو 2009، احتلت القوات الأميركية 357 قاعدة. تحتل القوات الأميركية حاليا 121 قاعدة، ومن المتوقع أن يخفض هذا العدد إلى 94 قاعدة بحلول نهاية غشت. توضح حقائق عدة كل من حجم ونطاق التخفيض، والتحول في التركيز بينما نحن نضع حداً للحرب في العراق، ونركز على تنظيم القاعدة وأفغانستان. - في كانون يناير 2009، كان هناك حوالي 177.000 جندي أميركي في العراق وأفغانستان : 144،000 في العراق و33،000 في أفغانستان. في تموز/يوليو عام 2010، كان هناك حوالي 169،000 جندي : 81،000 في العراق و87،000 في أفغانستان. في سبتمبر 2010، سيكون هناك حوالي ، 146،000 جندي، منهم 50،000 في العراق و 96،000 أفغانستان. وحتى عند زيادة القوات في أفغانستان، فإن العدد الإجمالي للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان سيكون قد انخفض من 177000 إلى 146000 تقريبا. وبالإضافة إلى القوات الموجودة على الأرض في العراق وأفغانستان، هناك حوالي 28،000 جندي أميركي منتشرون لدعم العراق و17000 لدعم أفغانستان. ويتم نشرهم في مواقع أخرى، مثل الكويت وقطر، وعلى متن السفن في الخليج الفارسي. - الانخفاض في عدد القوات الأميركية المنسحبة من العراق منذ كانون الثاني/يناير 2009 يبلغ ما يقرب من ثلاثة أضعاف القوات التي أمر الرئيس بإرسالها إلى أفغانستان في ديسمبر الماضي.". وفي نفس السياق،قال نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز إنه أمضى 7 سنوات و4 أشهر في السجن دون أن يرتكب أية جريمة بحق المدنيين أو العسكريين أو أي شخص آخر في العراق. وأضاف في أول لقاء صحفي منذ الحرب على العراق عام 2003 ونشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية الجمعة 6-8-2010 أنه يدعو الرئيس الأمريكي باراك اوباما لكي لا يترك العراق للذئاب حسب وصفه. وقال عزيز للصحيفة من سجنه في بغداد "لقد كنت عضواً في مجلس قيادة الثورة وقيادياً في حزب البعث العربي الاشتراكي ونائباً لرئيس الوزراء، ووزيراً للخارجية ، كل هذه المناصب كانت لي، لكنني كنت بلا قوة". وأضاف المسؤول المسيحي الوحيد والأبرز في القيادة العراقية السابقة "كل القرارات اتخذها صدام حسين، كان لدي منصب سياسي فقط، ولم أشارك في أي جريمة اتهمت بها شخصياً، وفي العديد من الشكاوى التي قدمت، لم أجد اسمي فيها". وأكد عزيز انه لن يتكلم عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الا في حالة خروجه من السجن "حينما كنت عضواً في الحكومة كان لدي مسؤولية اخلاقية من اجل الدفاع عن الحكومة، حينما تعود إلى التاريخ، لقد طلبت من صدام حسين كي لا يغزو الكويت، لكن كان علي أن ادعم قراره". وأضاف عزيز "حينما تم اتخاذ القرار قلت له، قرارك سيقود الى الحرب مع الولاياتالمتحدةالامريكية وليس في مصلحتنا قيادة حرب ضد الولاياتالمتحدة، لكنه اتخذ القرار في النهاية، وكنت وزيراً للخارجية وقتها وكان علي الدفاع عن بلدي وان افعل أي شيء من اجل شرح موقفنا، لقد وقفت مع الجانب الصحيح". ويعرف عن صدام حسين انه لم يكن يستشير مساعديه في كافة القرارات التي اتخذها في البلاد، وقد تحمل مسؤولية ذلك أثناء محاكمته التي جرت بعد اعتقاله في ديسمبر 200. وأضاف عزيز أن صدام حسين كان مقتنعاً أن الغزو الأمريكي لبلاده سيتم في نهاية العام 2002، وانه حاول تحاشي الحرب بالسماح لمفتشين الدوليين بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في بلاده "لقد كنا في صراع مع الوقت، لكننا لم نتكلم مع الحكومة الأمريكية، صدام حسين اتصل بي وقال انه يريد أن اكتب رسالة إلى رامزي كلارك (وزير العدل الأمريكي السابق)، وان ارفض الهجوم، وقد فعلت ذلك". وقال عزيز انه والرئيس العراقي صدام حسين كانوا يعرفون ان الغزو سيقع لا محالة "لقد أصبحت الأمور واضحة لي وللرئيس صدام حينما بدأ قادة العالم يتحدثون ضدنا، كانوا سيغزوننا على أية حال، لقد كذب بوش وبلير عالمياً، لقد أرادوا تدمير العراق من اجل إسرائيل وليس من اجل بريطانيا أو أمريكا". وتحدث نائب رئيس الوزراء العراقي السابق عن الوضع العراقي الحالي قائلاً "لم يبقى شيء، لقد بنى صدام العراق لثلاثين عاماً والآن كل شيء مدمر، هناك مرضى أكثر من أي وقت مضى، أناس أكثر جوعاً، الناس بلا خدمات، أنهم يقتلون في كل يوم بالعشرات والمئات، نحن كلنا ضحايا لأمريكا وبريطانيا، لقد قتلوا بلادنا". ووصف عزيز إيران بأنها "عدو العراق الأكبر، وكان علينا محاربتهم بكل ثمن، الآن إيران تبني برنامج نووي، والكل يعرف عنها، ولا احد يفعل أي شيء، لماذا؟". وقال عزيز انه إذا تحدث عن الندم في هذه المرحلة من حياته فان الناس سيرونه كمنتهز للفرص على حد تعبيره "لن أتحدث عنه إلى أن أصبح حراً، الحكمة هي جزء من الحرية، حينما أكون حراً قادراً على كتابة الحقيقة فأنني ساتحدث حتى لو كان بالسلب عن اعز أصدقائي. وأضاف عزيز انه لن يدافع عن نفسه لكنه في كل أفعاله حاول خدمة العراق وان القرار الوحيد الذي يندم عليه هو الاستسلام للقوات الأمريكية في الرابع والعشرين من ابريل نيسان 2003 "لقد قلت لصدام حسين في أخر لقاء لنا في المنصور إنني ادعم كل شيء فعله لأنه الرئيس، وودعته". من جانبه علق إياد علاوي زعيم القائمة العراقية على اللقاء بالقول للصحيفة البريطانية "قولوا لطارق عزيز انه سيبقى صديقي وأنا أفكر فيه كل يوم، انه رجل طيب واعرف عائلته أيضاً بصورة جيدة، أتمنى له الأفضل واعتقد انه من الخطأ سجنه لهذه الفترة الطويلة، انه رجل كبير السن" .