أبدت مصادر بريطانية مختصة تخوفاتها من استفادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من حالة الفوضى وغياب الأمن بمنطقة الساحل الاقريقي للقيام بأنشطة تهريب غير قانونية كفيلة بتمويل أنشطتها الارهابية بمثلث الموت بالساحل الممتد من شمال مالي الى موريتانيا بمحاذاة الصحراء الجزائرية الكبرى. وعبّرت مصادر دفاعية بريطانية عن مخاوفها من أنّ تزايد تهريب السجائر إلى المملكة المتحدة سيحقق مكاسب مالية كبيرة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان بزعامة الملا محمد عمر. ونقلت صحيفة 'صندي إكسبرس' عن تقرير مركز النزاهة العامة في الولاياتالمتحدة قوله »من بين الذين يسيطرون على التجارة السرية لتهريب السجائر، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يتخذ من الجزائر مقرّاً له. وقالت الصحيفة إنّ هذه المصادر حذّرت من أنّ التشريع الجديد الذي يحظر عرض السجائر في المتاجر البريطانية ابتداءً من العام المقبل 'يمكن أن يغذّي الاتجار غير المشروع بالتبغ ويخدم الإرهابيين' وسيمكن خلايا تنظيم القاعدة بالجزائر من توفير الأموال لتمويل عملياتهما ضد قوات التحالف المناهضة للارهاب العابر للقارات، لأنها ستقود إلى زيادة الطلب على السجائر المهرّبة في المملكة المتحدة، وستعمل الشبكات التابعة للتنظيمين على إيجاد وسائل لملء هذا الفراغ'. وكانت الخارجية الأمريكية قد قدرت أنّ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والذي شنّت القوات الموريتانية عملية ضده خلال الأيام الماضية بمساعدة استخباراتية فرنسية، يشكل تهديدًا حقيقيًا لدول شمالي إفريقيا وكذلك لأوروبا والولاياتالمتحدة. وذكرت الخارجية أنها تتعاون عبر أساليب تبادل المعلومات مع الدول التي تحاول التصدي لهذا التنظيم لأنها تنظر إليه على أنه 'تهديد مشترك'. وقال بِي جي كراولي، الناطق باسم الخارجية الأمريكية: 'التهديد الأكبر لتنظيم قاعدة المغرب العربي يشمل الدول الواقعة في تلك المنطقة، ولكننا رأينا في الكثير من الأحيان كيف امتدّ الخطر إلى أجزاء من أوروبا يذكر أن عددا من المراقبين والمحللين للشأن الأمني والعسكري في المنطقة كانوا قد اعتبروا تعمد الجزائر استبعاد المغرب من المشاركة في جهود المنطقة لاجتثاث شبح الارهاب المتصاعد بالمنطقة بمثابة خدمة كبيرة تقدمها الجزائر لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة عبد المالك درودكال الملقب ب "أبو مصعب عبد الودود"، الذي يستغل غياب التنسيق والتعاون، في توسيع دائرة تحركاته، وتنفيذ مخططاته بسهولة أكبر. وذكر مهتمون أن "التصرف الذي أقدمت عليه الجزائر برفضها مشاركة المغرب في المؤتمر الإقليمي، يجسد النزوع المرضي لحكام الجزائر للهيمنة ولعب دور الريادة في المنطقة". وأنه "مادام المغرب يلعب أدوارا مهمة على المستوى الإقليمي والجهوي، فإن الجزائر تفتعل الأسباب للتشويش على أدوار المملكة"، ويؤكد الباحثون المتخصصون في شؤون الحركات الإسلامية أن "غياب المغرب عن جهود محاربة الإرهاب سينعكس إيجابا على نشاط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يستغل غياب التنسيق أو ضعفه بين المغرب والجزائر. خاصة وأن المنطقة شاسعة وتنشط فيها عصابات السلاح، والمخدرات، فضلا عن الإرهاب الى ذلك ما زالت مختلف المصالح الاستخباراتية الدولية بمنطقة الساحل والتابعة أساسا لكل من مدريد وواشنطن بالاضافة الى باريس تنقب في تبعات شبكات محلية لتهريب المخدرات عبر صحراء الساحل في اتجاه أوروبا والشرق الاوسط خاصة في خضم تأكد معلومات استخباراتية وتقارير موثقة تؤكد صلة عناصر انفصالية تابعة لجبهة البوليساريو مع خلايا إرهابية وعقدهم صفقات لتهريب المخدرات انطلاقا من سواحل المحيط الآطلسي في إتجاه الصحراء الافريقية الكبرى وهي العمليات التي توجت قبل أشهر في اعتقال السلطات الآمنية الموريتانية لعدد من العناصر الانفصالية المتورطة في هذه المبادلات غير الشرعية بمنطقة لمغيطي شرق نواكشوط ثم إطلاق سراح بعضهم ضمن ظروف مريبة نتيجة ضغوط مصدرها تندوف والجزائر. وقد تحولت منطقة الساحل أين تتحرك خلايا مسلحة تابعة للقاعدة بكل حرية الى فضاء لبروز عصابات متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات والهجرة السرية العابرة للحدود وسط تخوفات دولية من استغلال التنظيم الارهابي لعائدات هذه الآنشطة المحظورة لتزيل عملياته الارهابية بدول المنطقة و باوروبا أيضا. وكانت تقارير دولية صادرة عن معاهد و باحثين متخصصين في تحليل ظاهرة التطرف بمنطقة الساحل الافريقي قد تحدثث عن دور أساسي لناشطين بجبهة البوليزاريو في تحريك خيوط شبكات تهريب الأسلحة و المخدرات بمثلث الارهاب النشيط و المتنامي غير بعيد من منطقة تندوف و الزويرات الحدودية . و دأب مسؤولون جزائريون على إتهام المغرب بالتراخي في تأمين حدوده الشرقية و الادعاء بأنها مصدر لتسرب الأسلحة القادمة من أوروبا على أن السلطات الجزائرية لم تقدم أي دلائل مقنعة لهذه الادعاءات و حاولت مرارا التغطية على مسؤولية البوليزاريو في تسهيل عبور قوافل تهريب الأسلحة و المخدرات و الهجرة السرية غير بعيد من الحدود الموريطانية قبل أن تتطور الظاهرة و تتخد أبعادا أمنية و جيوسياسية خطيرة إستدعت تدخل منظمات و حكومات أوروبية لتنسيق جهود حكومات المنطقة من أجل مواجهة تنامي المد الارهابي المسلح بالمنطقة و يباشر الجيش الجزائري بإيفاد تعزيزات عسكرية الى المثلث الموبوء و حظر التجوال بمسارات مشبوهة .