تم إحداث، بمدينة وجدة، فضاء أمريكي بخزانة الساورة الكائنة بشارع محمد السادس بموجب اتفاقية موقعة بين الجماعة الحضرية لوجدة وسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط ووزارة الثقافة في إطار الاتفاق/التبادل الثقافي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، وذلك من أجل المساهمة في تفعيل التفاهم المتبادل بين البلدين وتمكين كل شرائح المجتمع من التعرف أكثر على الولاياتالمتحدةالأمريكية. لهذا الغرض تم تزويد الفضاء الأمريكي بكتب باللغات الانجليزية والفرنسية والعربية، وأجهزة معلوماتية، وشبكة الأنترنيت وتلفاز وجهازي الفيديو وDVD لعرض أشرطة سمعية بصرية على أساس أن يتم استعمالها كلها بالمجان من طرف رواد هذا الفضاء الأمريكي. كما يحتضن الفضاء أنشطة أخرى منها محاضرات، موائد مستديرة وندوات ومعارض تتناول بالتحليل والمناقشة والحوار مناحي الحياة بالولاياتالمتحدةالأمريكية يؤطرها فاعلون وأساتذة مغاربة أو أمريكيون. وقد تم تفعيل عمل الفضاء بالزيارة التي قام بها السفير الأمريكي بالمغرب في الأسبوع الأول من فبراير2007 إلى مدينة وجدة حيث التقى بالفضاء المذكور بمجموعة من الطلبة الجامعيين الذين يتابعون دراستهم بالسلك الثالث في شعبة اللغة الانجليزية وآدابها بوجدة. كان اللقاء، الذي حضرته مجموعة من الصحافيين، فرصة للحديث عن التبادل الثقافي بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، والإضافة التي يمكن أن يقدمها الفضاْء إلى التقارب والتفاهم بين الشعبين المغربي والأمريكي، وكذلك تم التطرق إلى التعاون الممكن مع جامعة محمد الأول بوجدة. كما تم تعيين الأستاذ والزميل محمد بنداحة،رئيس الكتابة الخاصة سابقا لرئيس الجماعة الحضرية لوجدة، مديرا للفضاء الأمريكي بوجدة الشيء الذي أعطى شحنة قوية للفضاء نظرا للكفاءات التي يتوفر عليها في التواصل مع الطلبة والأساتذة وفعاليات المجتمع المدني، باعتبار إجادته للغة الانجليزية وتجربته في تدريسها، إضافة إلى خبرته الصحافية والتعامل مع شرائح مختلفة من المجتمع الوجدي بالكتابة الخاصة وقسم الشؤون القافية والرياضية،كما يعتبر من المؤسسين لعدة تجارب إعلامية جهوية ابتداء من "الشرق" و"صوت الشرق" إلى"الشرقية" التي يرأس تحريرها حاليا. وفعلا عرف الفضاء نشاطا ملحوظا حيث بدأت تتوافد عليه مجموعة من التلاميذ والطلبة والأساتذة والباحثين، رغم الأصوات الرافضة لهذا التعاون المغربي الأمريكي. وفي لقاء سابق مع مدير الفضاء ذ.محمد بنداحة استهل حديثه بالآية القرآنية الكريمة: ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير“، واستطرد قائلا:"يحتل المغرب موقعا استراتيجيا في المعمور، وفي هذا العالم الذي أصبح حيا صغيرا بفضل وسائل الاتصال الحديثة، والحمد لله فإن الشخصية المغربية تتسم بالانفتاح والتسامح والتفاعل الحضاري مع التمسك بأصالتها وهويتها، وموقع الجهة الشرقية وعاصمتها وجدة لا ينفصل عن هذا الموقع الاستراتيجي. وقد كانت مدينة وجدة ولازالت ملتقى الحضارات و تلاقحها فاتسمت الشخصية الوجدية بهذا التمازج، والتفاعل مع كل الأحداث التي عرفتها المنطقة بعقلية متفتحة وشخصية متمسكة بهويتها وقيمها ومبادئها. و لا غرابة أن نكون نحن اليوم حاملين لهذا المشعل الحضاري الوهاج."،وأضاف بأن"الجامعة تعرف دينامية مشهودة، وحضورا دوليا بفضل استفادتها العلمية من تجارب الآخرين، وتسويقها لمنتوجها الأدبي والعلمي، كما أن المجتمع المدني بدأ يتحرك نحو الشراكة مع الفرنسيين والبلجيكيين و الاسبان والايطاليين، والجماعة الحضرية لوجدة تعقد شراكات مع مدن فرنسية وبلجيكية وقطرية وايطالية واسبانية، ومن الطبيعي أن تضيف إلى هذا التنوع التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبار العلاقات المتميزة التي تربط بلدينا، وقناعة من مجلسها بضرورة التعاون اللامركزي لفائدة السكان انسجاما مع المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أكد في رسالته الموجهة إلى المشاركين في ملتقى دولي ببروكسيل حول حقوق الانسان وحرية العقيدة أن المغرب، الذي يعد منذ أقدم العصور ملتقى للحضارات المتوسطة والشرقية والغربية بهوياتها الثقافية وأديانها المختلفة ، ظل مثالا للتسامح والانفتاح في ما بينها، ولا سيما في ظل دولته العصرية، القائمة اليوم على ترسيخ مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان،وإشاعة قيم الحوار والتفاعل بين الحضارات والمعتقدات. من هذا المنطلق، يأتي هذا الفضاء الأمريكي الذي نأمل أن يلعب الدور المتوخى منه، ونجاحه رهين بتفاعل الجميع معه، وما ذلك بغريب على كل من يريد الخير لوجدة والجهة الشرقية والبلد بصفة عامة.". طبعا كان هذا اللقاء وكذا المقال برمته لزميلنا وصديقنا عزالدين عماري قبل أن يقع ما وقع لزميلنا بنداحة وتصيبه الآلة المخزنية بضرباتها التي لا قبل لأي موظف عليها،نتيجة لما كان ينشر عن الجماعة والولاية أو علاقة حدوش والمهندس بكوش بالوالي/العامل والكاتب العام للولاية/العمالة. وتم تنقيله تعسفا لمصلحة لا يفهم فيها غير الخير والإحسان،وذلك بنية الإنتقام منه،ويتم عزله بذلك من على رأس إدارة الفضاء الأمريكي بوجدة الذي هو نتاج شراكة بين وزارة الخارجية الأمريكية ممثلة في السفارة الأمريكية في المغرب وبلدية وجدة،وهو الذي سبق له أن سافر للتدريب والتكوين على مهامه في الولاياتالمتحدة. وتخلى عنه الزملاء بوجدة لغرض في نفس كل واحد فيهم إلا من رحم ربي،وبقي هو وما زال صامدا يجابه الرياح العاتية لبعض الاطراف في المجلس المنتخب وكذا غضب رئيس المجلس البلدي زيادة على سخط السلطة،هذه الأخيرة التي لا تسمح لأي أحد أن يتجاوز خطوطها الحمراء..فبالأحرى انتقادها أو وضعها موضع مساءلة.... ............................................................................. الصورة: السفير الأمريكي رايلي يناقش الطلبة والطالبات الوجديين بالفضاء الأمريكي بوجدة.