والاجتماع الإفريقي للأمم المتحدة المعني بالقضية الفلسطينية يشيد بجهود المغرب في مساعدة الشعب الفلسطيني. أجرى رئيس مجلس المستشارين د.محمد الشيخ بيد الله اليوم الجمعة محادثات مع وفد عن "اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف" التابعة لمنظمة الأممالمتحدة برئاسة السيد زهير تانين. وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن د.بيد الله نوه خلال هذا اللقاء بدور "اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف"، وما تقوم به من جهود من أجل ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، ضمانا للسلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والعالم أجمع. وأكد د.بيد الله على دعم المغرب، ملكا وشعبا وحكومة، للقضية الفلسطينية، مبرزا الدور الريادي الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من دعم مستمر للشعب الفلسطيني الشقيق في مقاومته للاحتلال وللمحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس الشريف وترحيل سكانها وهدم دور المقدسيين، وطمس معالمها الحضارية الإسلامية والمسيحية. كما أبرز دور جلالة الملك الرائد لحماية القدس الشريف والدفاع عن وضعها القانوني وطابعها الحضاري ومعالمها الروحية وأعمال ملموسة لدعم صمود المقدسيين ومساندة الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وذكر رئيس مجلس المستشارين بأن القضية الفلسطينية تشكل انشغالا للمجلس سواء على مستوى النضال الوطني أو على مستوى الدبلوماسية في مختلف الواجهات البرلمانية والإقليمية والدولية والقارية، مشددا على حرص جميع مكونات مجلس المستشارين على التعاون مع كل المنظمات التي تدافع عن تمتيع الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة والعادلة وفي مقدمتها إنهاء الاستيطان والاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. من جانبه، أشاد الوفد الأممي بالدور الذي يقوم به جلالة الملك رئيس لجنة القدس في نصرة القضية الفلسطينية ودعم صمود المقدسيين، والتخفيف من معاناتهم اليومية. وشدد الوفد الأممي على أجواء التوافق العالمي من أجل الضغط على إسرائيل لوقف سياسة الاستيطان واستئناف مفاوضات السلام بما يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. واعتبر أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية دون أن تكون القدسالشرقية عاصمة لها مشيرا إلى أهمية التوافق العالمي الحالي ودور الإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية في رفع جميع التحديات وإحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط. وفي نفس السياق ، أشاد منظمو الاجتماع الإفريقي للأمم المتحدة المعني بالقضية الفلسطينية، اليوم الجمعة بالرباط، بالدور "النشط والبناء" الذي يضطلع به المغرب لما يبذله من جهود لا تكل من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني على التمتع بحقوقه غير القابلة للتصرف. وأعرب المنظمون في البيان الختامي لهذا الاجتماع، عن "تقديرهم العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس لجهوده الدؤوبة والإجراءات التي يتخذها في الوقت المناسب للحفاظ على الطابع الديني والحضاري للقدس الشريف". كما أشادوا بمبادرات جلالة الملك "البناءة" دعما للقضية الفلسطينية، بما فيها القدس، معربين عن تأييدهم للنداء الذي وجهه جلالته في منتدى القدس الدولي لعام 2009 من أجل إنشاء تحالف دولي تشارك فيه حكومات ومنظمات دولية وجهات فاعلة من المجتمع المدني للحفاظ على الوضع القانوني للقدس كحيز للحوار والتعايش السلمي. وأعرب المنظمون، من جهة أخرى، عن "بالغ القلق" إزاء الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة الرامية إلى تغيير وضع القدسالشرقية وطابعها الديمغرافي، بما في ذلك مواصلة هدم المنازل، وطرد السكان الفلسطينيين، وسياسة إلغاء حقوق الفلسطينيين في الإقامة، وبناء المستوطنات، ونقل المستوطنيين. وشددوا على أن هذه الإجراءات الانفرادية تشكل انتهاكات للقانون الدولي، وتعوق كل الجهود المبذولة من أجل إعادة إطلاق مفاوضات جادة للوضع الدائم بين إسرائيل وفلسطين، مؤكدين أن استمرار هذه الممارسات غير المشروعة وغير المساعدة يشكك في مصداقية الالتزام الإسرائيلي المعلن بالتفاوض تجاه حل الدولتين. كما أدان المنظمون بشدة الهجوم القاتل الذي نفذته إسرائيل يوم 31 ماي المنصرم ضد الأسطول الدولي الذي كان متوجها نحو غزة محملا بمساعدات إنسانية، معربين عن تأييدهم، تمام التأييد، لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إنشاء لجنة تحقيق دولية للبحث في هذا الحادث. وأثنوا، من جانب آخر، على عمل الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني في إفريقيا لدعم الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع، داعين إياها إلى مواصلة تقديم الدعم المعنوي والسياسي للشعب الفلسطيني. وشكل هذا الاجتماع، الذي نظمته اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوق غير القابلة للتصرف على مدى يومين بالرباط حول "تعزيز دعم الدول الإفريقية لتشجيع إيجاد حل عادل ودائم لقضية القدس"، فرصة لتعزيز مساندة والتزام المجتمع الدولي، خاصة الدول الإفريقية، لفائدة إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، طبقا للقرارات الأممية ذات الصلة، ومناقشة وضعية المدينة المقدسة، ورمزيتها الدينية والثقافية، والمكانة المركزية التي تحتلها في أي حل للنزاع العربي الإسرائيلي.