وصلت البارحة الجمعة إلى مدينة برشلونة "قافلة السلام" التي تتوخى دعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء ومغربية الاقاليم الجنوبية. وتهدف هذه القافلة التي انطلقت الخميس الماضي من بروكسيل في اتجاه لكويرة, مرورا بباريس ومدريد, إلى تحسيس الرأي العام الأوروبي بأهمية مشروع الحكم الذاتي ودعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالاقاليم الجنوبية. وكان في استقبال "قافلة السلام" التي تنظمها الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي, التي يوجد مقرها في نانسي (فرنسا) المئات من المغاربة المقيمين بكاطالونيا الذين حرصوا على التأكيد على دعمهم لهذه المبادرة والتعبير عن انخراطهم في مشروع الحكم الذاتي في الصحراء. وخلال تجمع حاشد أمام ساحة إسبانيا (وسط برشلونة) دعا المشاركون في هذه المبادرة الذين كانوا يحملون صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس والعلم الوطني إلى رفع الحصار عن المغاربة المحتجزين في تندوف مجددين تعلقهم بمغربية الصحراء. كما نددوا بالوضعية "الكارثية" في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري مطالبين المجموعة الدولية بالتدخل "العاجل" من أجل وضع حد للمحنة التي تعاني منها الاسر المحتجزة في هذه المخيمات. وأبرزت السيدة زهرة حيدرا رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن تنظيم قافلة السلام يتوخى تحسيس الرأي العام الاوروبي بأهمية المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية ودعم مغربية الصحراء. وأكدت السيدة زهرة حيدرا أن "مغاربة أوروبا يعبرون عن تعبئتهم الدائمة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدفاع عن القضية الوطنية والمطالبة بإطلاق سراح أشقائهم المحتجزين في مخيمات تندوف". وأشارت رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي إلى أن عدد المشاركين في هذه القافلة يبلغ 350 وهو رقم رمزي يحيل على عدد المشاركين في المسيرة الخضراء ( 350 ألف شخص) ، موضحة أن الالاف من المغاربة أبدوا رغبتهم الملحة في المشاركة في قافلة السلام. وبهذه المناسبة سلمت السيدة زهرة حيدرا رسالة إلى السيد جوسيب روكا المسؤول عن العلاقات الدولية بعمدية برشلونة. ووجهت الجمعية التي تضم أفراد الجالية المغربية في أوروبا وعدة منظمات غير حكومية في هذه الرسالة "دعوة للسلام" إلى المجموعة الدولية ولكل المدافعين عن حقوق الانسان من أجل رفع الحصار المفروض على المغاربة المحتجزين في مخيمات "العار" بتندوف ضحايا الخروقات الممنهجة من قبل الميليشيات المسلحة التابعة "للبوليساريو". كما تدين هذه الرسالة الظروف "غير الانسانية" التي يعيش فيها المغاربة المحتجزون بتندوف بالرغم من المعدات الانسانية ، مشيرة إلى أن جل هذه المساعدات يتم بيعها في السوق السوداء في البلدان المجاورة من قبل أفراد قيادة "البوليساريو". وأبرزت الرسالة أن السكان المحتجزين في تندوف يستخدمون من قبل "البوليساريو" من أجل "الإثراء غير المشروع" ، داعية إلى دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء باعتباره "حلا سياسيا عادلا ومنصفا وواقعيا لقضية الصحراء. وأكدت أن المغرب من خلال اقتراحه منح الحكم الذاتي للصحراء أكد الإرادة الصادقة التي تحذوه لايجاد حل سياسي لهذا الصراع. ويشارك في هذه القافلة التي تنظم تحت شعار "نعم للحكم الذاتي في الصحراء" 350 من أفراد المغاربة المقيمين في العديد من البلدان الاوروبية. وبعد بروكسيل وباريس وليون ومارسيليا وبرشلونة ، ستتوجه قافلة السلام التي تتكون من سبع حافلات إلى الكويرة مرورا بمدريد والجزيرة الخضراء وطنجة والرباط ومراكش واكادير وكلميم وطانطان والعيون وبوجدور والداخلة.