ملاحظة هذه القصة مبنية على وقائع حقيقية و هي بغرض التحذير من عمليات النصب الالكتروني. جلس سعيد أمام جهاز الكمبيوتر اللذي اشتراه حديثا وتعرف للتو على عالم الانترنت الواسع , اخذ يقرا بريده الالكتروني وأخذ يتفحص الرسائل الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى رسالة باللغة الانجليزية عنوانها (شخصي وسري للغاية) فتح سعيد الرسالة وقرأ نصها فكان مضمونه أن المرسل هو ابن لرئيس أفريقي سابق خلع من السلطة وأن والده أودع مبلغاً وقدره 100 مليون دولار في أحد البنوك وأن الأسرة لا تستطيع استخراج المبلغ إلا عن طريق حساب مصرفي لشخص ثالث ويعرض مرسل الرسالة على سعيد أن يعطيه 40% من المبلغ أي 40 مليون دولار فقط إن كان هو مستعداً لتقبل هذا المبلغ على حسابه الشخصي. لم يعر سعيد أهمية كبيرة للرسالة في باديء الأمر ولكن الفكرة في امتلاك 40 مليون دولار دون أي جهد بدأت تحلو له شيئاً فشيئاً واخذ الطمع يتغلغل في نفسه , أرسل سعيد رسالة رد إلى المرسل وسأله: - هل هنك من مخاطر في هذه العملية؟ جاء الرد بسرعة: - لا لا أبداً ليس هناك من مخاطر أبداً أبداً ولكنك يجب ان تحافظ على السرية الكاملة ضمانا لنجاح العملية . ردّ سعيد على الرسالة - هل من مصاريف يجب أن أدفعها؟ جاءه الرد: - لا لا أبداً فنحن نتكفل بكل شيء أرجوك يا سيدي ساعدنا وستصبح أنت أيضاً من أصحاب الملايين. من أصحاب الملايين!! كم هي جميلة هذه الكلمة وأخذ سعيد يحلم بأنه يسكن قصراً ويركب أفخم السيارات ويمتلك طائرة خاصة وو...... وفجأة وجد سعيد نفسه وقد أرسل رسالة فيها رقم حسابه المصرفي واسم البنك، وبعد يومين جاءه بريد الكتروني مرفقة به رسالة عليها أختام حكومية تفيد بأن وزارة المالية في ذلك البلد الأفريقي لا تمانع من تحويل المبلغ إلى حساب سعيد فرح سعيد كثيراً وبدأ يحس بأن الحلم اقترب من الحقيقة بعد يومين آخرين وصله بريد الكتروني مرفقه به رسالة من المصرف المركزي في ذلك البلد موقعة من قبل حاكم المصرف المركزي تفيد بالسماح بتحويل مبلغ 100 مليون دولار إلى حساب سعيد كاد قلب سعيد يتوقب من الفرحة وأرسل رسالة على الفور إلى ابن الرئيس الأفريقي المفترض يسأله عن موعد استلام المبلغ وكيف سيحول له حصته البالغة 60 مليون دولار وإلى أين؟ جاء الجواب بعد يوم بأن هناك مشكلة صغيرة تعرقل التحويل، وقع قلب سعيد وسأل عن ما هي المشكلة؟ جاء الجواب: - لقد حسبنا حساب كل شيء إلا أن البنك المركزي يتقاضى واحد بالألف من المبلغ كأجور حوالة. ردّ سعيد: - والعمل؟ ولماذا لايخصم البنك المركزي مبلغ الحوالة ويرسل الباقي ؟ - لايجوز فهذه اجرائات قانونية , نحن ليس لدينا هذا المبلغ والحوالة معتبرة فقط لمدة أسبوع بعدها سيذهب المبلغ إلى خزينة الدولة إلى الأبد. أخذ سعيد يفكر طوال الليل عشرة آلاف دولار مبلغ كبير ولكن 40 مليون مبلغ خيالي ولا يمكن أن يدعه يفلت من يده بسهولة ظل طوال الليل في صراع مع نفسه وما يجب أن يفعله وأخيراً تغلب الطمع على العقل وقرر سعيد أن يسحب جميع مدخراته من البنك ويرسلها إلى الشخص الأفريقي كي يستطيع إتمام الحوالة. أرسل سعيد المبلغ على اسم شخص ما عبر احدى شركات تحويل الاموال الدولية وانتظر يوم ويومين, إرسل عدة رسائل الكترونية دون رد اتصل على رقم الهاتف الموجود في ذيل الرسالة فكان الجواب أن الخط مقطوع اتصل بمصرفه عشرات المرات للاستفسار حول وصول أي حوالات إلى حسابه ولكن الجواب كان دوماً النفي. بعد مرور اسبوع تيقن سعيد بأن العشرة آلاف قد طارت وأنه ضحية للنصب والاحتيال ذهب إلى سفارة البلد الذي ينتمي إليه مرسل الرسالة وقابل القنصل الذي ما ان سمع قصته قال: - ياللعجب هل انت مجنون يا سيدي ؟ هل يعقل أن يقوم شخص بتحويل 100 مليون دولار هكذا إلى حسابك دون ان يعرفك؟ ولو فعلاً حصل هذا هل تتخيل أن سلطات بلدك ستمرر هذه الحوال بكل بساطة؟ ألن يسألك أحد من أين لك 100 مليون دولار؟ هذه عصابات نصب دولية يستغلون سذاجة بعض الاشخاص وطمعهم كي يستولوا على اموالهم . - والعمل سيادة القنصل هل من أمل في القبض عليهم؟ - مطلقاً لأن جميع الأسماء والأرقام والعناوين التي راسلتها هي عناوين وهمية ولا وجود لها على ارض الواقع . - والشخص الذي استلم الحوالة؟ - سيكون قد استلمها ببطاقة مزورة وعلى الأرجح لو حققت الشرطة فسنكتشف أن الاسم يعود لشخص ميت منذ سنوات. - والعمل؟ - لا شيء استعوض الله خيراً واحمده أنك لم تخسر أكثر من هذا المبلغ. خرج سعيد من السفارة وهو لا يكاد يرى أمامه من الحزن والأسى وأدرك أن الطمع هو أساس كل المصائب.في اليوم فتح بريده الالكتروني فوجد رسالة تخبره بانه قد ربح مليون دولار في اليانصيب رد سعيد على الرسالة :