دعت شبكة أطفال عيون الساقية الحمراء، هيئة الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية إلى الضغط على الجزائر و"البوليساريو" والتدخل العاجل لرفع الحصار عن آلاف الأطفال الذين يتعرضون للتهجير الجماعي، وتمكينهم من العودة إلى وطنهم المغرب لينعموا بالمكتسبات التي تم تحقيقها في مجال الطفولة على الصعيد الوطني. وأثارت الشبكة، في نداء لها بمناسبة اليوم الوطني للطفل، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه البارحة الثلاثاء، انتباه المنظمات الدولية إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الأطفال الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري. واستنكرت، بالمناسبة، الترحيل الجماعي لهؤلاء الأطفال من طرف "البوليساريو" إلى وجهات مختلفة، والزج بهم في قضايا سياسية لحشد الدعم المادي ضاربين عرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على حق الطفل في الاستمتاع بالحضن الأسري. وذكرت الشبكة، في هذا السياق، بأنه تم تهجير أزيد من 5800 طفل صحراوي إلى كوبا بدعوى متابعة دراستهم، في حين أن الأمر يتعلق بتكوينهم إيدولوجيا وتدريبهم عسكريا واستغلالهم في الأعمال الشاقة بحقول قصب السكر والتبغ، وذلك في انتهاك سافر لحقوق الطفل. وللتذكير،فقد عرفت سنة 2008،استعداد التنسيقية الحكومية للتضامن مع الصحراء بإسبانيا،وهي التنسيقية التي تستفيد من هبات أموال النفط والغاز الجزائريين،لاستقبال عشرة آلاف طفل من مخيمات العاربتندوف، قصد قضاء عطلة الصيف، تحت شعار "عطلة في السلام"،ووزع هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سبع واثنتي عشرة سنة على أسر إسبانية، في مختلف المدن الإسبانية.وبالإضافة إلى قضاء عطلة الصيف، فإن هؤلاء الأطفال خضعوا لفحوص طبية، خاصة وأنهم يعيشون في منطقة جرداء قاحلة وضعتهم فيها السلطات الجزائرية،وتصل درجة الحرارة في مخيمات العار بتندوف، خلال فصل الصيف، الى خمسين درجة مائوية، كما تكثر الأمراض الناتجة عن الجفاف وندرة المياه وتلوثها. كما يعاني هؤلاء الأطفال، حسب تقارير هذه التنسيقية نفسها، من سوء التغذية، رغم الكم الهائل من المساعدات التي تتوصل بها الجبهة الوهمية إلا لدى المخابرالت العسكرية الجزائرية (البوليساريو) وقد حاول ممثل هذه الأخيرة في مدريد وقتها، المدعو عبد الله عربي، تزيين هذا الواقع عندما صرح للصحافة الإسبانية بأن هؤلاء الأطفال سيتعلمون "ثقافة ولغة وعادات جديدة حول القضية الصحراوية". وكانت هذه التنسيقية الحكومية الاسبانية قد انطلقت في استضافة أطفال مخيمات العار بتندوف ابتداء من سنة 1991، حيث يتم توزيعهم على الأسر.غير أن الكثير من المشاكل كانت قد حصلت مع الأسر الاسبانية، عندما تكتشف الواقع الحقيقي للمخيمات، والاستغلال البشع للأطفال، ومصير المساعدات الانسانية التي تتوصل بها جبهة مرتزقة الجزائر. وكانت إحدى الأسر الإسبانية قد نظمت حملة واسعة عبر شبكة الأنترنيت، بسبب مصير إحدى الطفلات التي أرغمت على العودة إلى المخيمات، رغم ما حكت عنها من مشاكل واستغلال وفضلت البقاء مع الأسرة المذكورة. غير أن ممثلي جبهة البوليزاريو بمساندة السلطات الإسبانية رفضوا إبقاء الطفلة في إسبانيا، وأرجعوها عنوة إلى المخيمات، رغم مرضها وحاجتها للعلاج، ورغم محاصرة وسائل الإعلام لاحتجاجات الأسرة الاسبانية، إلا أنها تمكنت من فضح ما حصل عن طريق أحد مواقع الأنترنيت، ومن بين ما نشر فيه، صور عن الحياة الباذخة التي تعيشها ابنة زعيم جبهة الوهم المدعوا محمد عبد العزيز في إسبانيا. ففي الوقت الذي ترغم فيه الطفلة الصحراوية على العودة إلى مخيمات تندوف، رغم مرضها، يقول موقع الأسرة الاسبانية، فإن ابنة زعيم مرتزقة (البوليزاريو) تقيم بشكل دائم في اسبانيا وترتاد أفخم المحلات التجارية والمطاعم والصالات. وقد عملت وسائل الإعلام الاسبانية، من صحافة مكتوبة وقنوات واذاعات على محاصرة هذه الأسرة الاسبانية، لذلك لجأت إلى الأنترنيت وخلقت فيه إذاعة وصور فيديو! وتجدر الإشارة الى أن وسائل الإعلام الاسبانية قد تكتمت وعتمت أيضا على خبر اختطاف الصحافيين الاستراليين من طرف (البوليزاريو)، بسبب التحقيق الذي أنجزاه حول العبودية في مخيمات تندوف.وتعيش هذه المخيمات تحت حصار الأمن العسكري الجزائري ومرتزقة (البوليزاريو)، كما ذكر ذلك تقرير اللجنة الأممية لحقوق الإنسان، التي زارت المنطقة بتكليف من الأمين العام للأمم المتحدة.