ذكرت مصادر صحفية جزائرية نقلا عن مصالح أمنية أن هذه الأخيرة كشفت مؤخرا نشاطا مشبوها لعصابة متشعبة الأطراف تتصدرها شركتان صيدليتان كبيرتان بالجزائر تنشط تحت غطاء مؤسسات صيدلية معتمدة من طرف الدولة في حين أنها متخصصة في توريد كميات ضخمة من مخدر القرقوبي (الريفوتريل) الشديد الخطورة و تجميع مستحضرات و أدوية صيدلية منتهية الصلاحية بغرض تهريبها الى المغرب بغرض حصد مداخيل وهوامش أرباح خيالية . ومكنت التحريات الأولية للأمن الجزائري التي انطلقت في شتنبر وما زالت نتائجها محاطة بالسرية من الوصول مؤقتا الى صيدلتين عاملتين بتراب ولاية تلمسان إضافة الى ممون رئيسي قريبا من العاصمة الجزائرية ، ومكنت عملية تتبع مسار هذه العصابة الاجرامية من الوصول الى مستودع متواجد بضواحي مدينة مغنية (25 كلم شرق وجدة ) و بداخله ما لا يقل عن 80 صندوق مملوء بصفائح غير معلبة (2 مليون قرص مهلوس ) من أقراص الريفوتريل المعروف في أوساط المدمنين بالمغرب بالحبة أو البولة الحمراء إضافة الى أدوية أخرى منتهية الصلاحية ، كما ضبطت ذات المصالح ثلاث سيارات نفعية محملة بالأقراص القاتلة كانت في طريقها الى الشريط الحدودي . و تشكل أقراص الريفوتريل أحد أخطر السلع المهربة المتسللة عبر الشريط الحدودي و منه الى مختلف المدن المغربية و خاصة الناظور عبر نفس وسائل تهريب السلع و البنزين و التي اصبحت منتشرة بشكل كبير و خاصة في اعداديات و ثانويات الناظور في غياب اي رقابة أمنية أين يتم ترويجه على نطاق واسع في أوساط الشباب والمراهقين و التلاميذ , حيث يتميز بخصائصه الدوائية الفعالة في إسقاط متعاطيه في دوامة الادمان السريع و التبعية الخطيرة العواقب . و تتحدث التقديرات الجزافية عن ما لا يقل عن 20 مليون قرص من حبوب الهلوسة التي تجتاز الحدود الجزائرية سنويا و تحقق رقم معاملات يفوق 100 مليون درهم , مخلفة آلاف ضحايا الادمان الجدد و مئات الآلاف من المآسي الاجتماعية و الأمنية و العواقب الاقتصادية المكلفة لخزينة الدولة ، و التي تشكل موضوع المحاضر الأمنية المسجلة لارتفاع حالات الاجرام والعود المترتبة عن تداول و ترويج هذا المخدر القوي و السم القاتل .و أكد مصدر طبي للعلم أن مستحضر الريفوتريل الذي هو في الأصل دواء يوصف لحالات الصرع المتقدمة كمهدىء عصبي بجرعات خفيفة , على أن متعاطيه لأول مرة يشعر بإحساس خادع بالانتشاء و الهروب من الواقع الى عالم افتراضي خاص , على أن بلوغ هذا الاحساس يتطلب الزيادة تدريجيا في الجرعات المستوعبة بفعل عامل امتصاص الخلايا للمكون النشيط بالدواء (كلونوزبام ) و مطالبته تدريجيا عن طريق المحفزات الدماغية بجرعات أكبرللحصول علي التأثير المطلوب ، و هو ما يشكل لدى المتعاطي بعد فترة قليلة حالة الادمان و التبعية التي تتخد في جل الأحيان شكل الهيجان و العصبية و الهستيرية المرافقة بعدم الشعور بالسلوكات الشخصية والتصرف بعدوانية مطلقة .