بناء عقل جديد لمجتمع جديد في عالم جديد الطفل يولد مكتمل العقل وليس صفحة بيضاء ولكنه غير قادر على التعبير دراسة واقع التنشئة الاجتماعية في العالم العربي هوة كبيرة بين المعرفة بحق الأطفال في المشاركة والممارسة الفعلية تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية عقد المجلس اليوم الأربعاء 11 دجنبر الجاري المائدة المستديرة حول "التنشئة الاجتماعية للأطفال في البلدان العربية"،وذلك بحضور نخبة من الخبراء في مجالات علم الاجتماع والتربية والإعلام والفلسفة،حيث تعد تلك المائدة خطوة تحضيرية لمشروع إقليمي لبناء نموذج جديد لتنشئة الطفل في البلدان العربية. افتتح أعمال المائدة المستديرة الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بكلمة رحب فيها بالحضور،وقال أن المجلس بصدد وضع نموذج جديد لتنشئة الطفل العربي لاننا نؤمن – وفق رؤية سمو الأمير طلال رئيس المجلس الداعي دوما إلى بناء الديموقراطية وتحقيق التنمية - بأن المعركة الحقيقية في المنطقة العربية هى معركة التنمية الثقافية من خلال بناء عقل جديد لمجتمع جديد في عالم جديد يعيشه الأطفال الذين لابد وان يمتلكوا ذهنية جديدة.وأضاف بأن المجلس يقوم على فلسفة تقديم هذا النموذج في اعتمادا على مجموعة من المعايير والمبادئ المستندة على النهج الحقوقي،ويقدم عبر مختلف وسائط التنشئة الاجتماعية من أسرة ومدرسة وإعلام وحياة فكرية وثقافية في إطار تشريعات وطنية وسياسات وبرامج اجتماعية تكون الضمانة لإعمال تلك الحقوق وتوفير العدالة الاجتماعية وتحقيق المواطنة والمشاركة. كما تحدث في المائدة المستديرة الفيلسوف الدكتور مراد وهبه أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس الذي شخص الوضع الراهن قائلا باننا نعيش الوضع القائم ونفكر في وضع قادم حينما نكون في أزمة،وأن العالم العربي الآن يعيش ازمة تستلزم البحث في الوضع القادم ..هذه الأزمة سببها الفكر الأصولي الذي يبدأ بالتكفير وينتهي بالإرهاب مع رفض إعمال العقل وتحويل المجتمع إلى مبدأ السمع والطاعة.اما فيما يخص تنشئة الطفل فلقد أوضح د.مراد بأن الطفل يولد بعقل مكتمل ولكنه عاجز عن التعبير، وقمة الخطأ اعتبار عقل الطفل على أنه صفحة بيضاء وعلينا شحنه وبناءه لأنه بالفعل عقل مكتمل وعلينا التعامل معه من هذا المنطلق.وشدد على أهمية الابداع لدى الطفل باعتبارها القدرة العقلية على تكوين علاقات من شأنها تغيير الواقع أو الوضع القائم،وعلى أهمية استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة فى تربية الطفل،حيث اثبتت الدراسات العلمية على فعاليتها في تسريع نمو وإدراك الطفل عن النمط التقليدي المستخدم داخل المدرسة.وطرح في نهاية كلمته أهمية بناء تنشئة الطفل لمجتمع المعرفة ذلك المجتمع المفتوح الخالي من الحقائق المطلقة. كما قدمت الدكتورة ثائرة شعلان مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربي للطفولة والتنمية عرضا تحدثت فيه عن جهود المجلس في مجال حماية حقوق الطفل بالتركيز على حق الطفل في المشاركة،وذكرت بأن الدراسات التي اعدها المجلس اثبتت وجود هوة كبيرة بين المعرفة بالمشاركة والممارسة الفعلية لها خاصة وأن حق المشاركة لازال يتم في كنف الأسرة الأبوية والهيمنة الذكورية في العالم العربي.وأضافت بأن رؤية المجلس تعتمد على تأسيس نموذج جديد يعتمد على مبادئ للتنشئة،بعيد عن الإملاء والشدة والتبعية والقهر،ويعتمد على التعلم الحر النشط والمشاركة الجادة والفعالة،كما يعتمد على المرونة وتشجيع المبادرات، والتفاعل الطلق،والتعلم عبر المشاركة،وقبول حق الاختلاف،والإقرار بالتعددية والتنوع. في حين قدم الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة والباحث الرئيسي للدراسة التي سيجريها المجلس حول التنشئة الأجتماعية للأطفال في البلدان العربية،بأن الدراسة تهدف إلى دراسة أساليب وآليات التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والتنظيمات المدنية وجماعات الرفاق ودور العبادة في ضوء المداخل النظرية للتربية والتنشئة،والتوصل إلى نموذج للتنشئة يجمع العناصر التي تمكن من بناء مواطنين صالحين،لديهم قدرة على المشاركة النشطة في حياة مجتمعاتهم.وأضاف بأنه سيتم تحويل مخرجات الدراسة ونتائجها إلى ورش عمل وبرامج تدريبية ترسخ هذا النموذج الجديد في التنشئة. تلا ذلك مناقشات ومداخلات الخبراء المشاركين حول الإطار الفكري والمفاهيمي والإجرائي للدراسة العلمية حول التنشئة الاجتماعية التي يمولها برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"،ومن المقرر أن يبدأ المجلس في تنفيذها بالتطبيق على عدد من الدول العربية،وصولا إلى النموذج الجديد في مجال التنشئة.