آفة "القرقوبي" القادم من الجزائر ومعضلة الاكتظاظ بالسجن المحلي والحبس الاحتياطي مشاكل تؤرق الجهاز القضائي بعاصمة الجهة الشرقية عقد الوكيل العام للملك، لقاء تواصليا بمكتبه زوال يوم الأربعاء 4 دجنبر الحالي، مع أكثر من 20 صحفيا يمثلون مختلف المنابر الإعلامية الوطنية الجهوية و المحلية، ويندرج هذا اللقاء كما جاء على لسانه في إطار سياسة الاتصال والتواصل التي ما لبتت تتعامل بها المؤسسة القضائية مع وسائل الإعلام بمختلف مشاربها وتوجهاتها، وكذا مع عموم المواطنين والمواطنات تماشيا مع السياسة العامة للبلاد التي تسعى إلى تحقيق قضاء مستقل ونزيه، مضيفا في الوقت ذاته أن زمن السلطة والنفوذ من أجل التأثير على القضاء قد ولى، فالمغرب قطع أشواطا كبيرة للنهوض بالمنظومة القضائية وهو المعطى الذي يتطلب تضافر جهود الجميع كل حسب مكانته وموقعه. وفي ذات السياق أشاد الوكيل العام بالدور الريادي والكبير التي تقوم به الصحافة في الحياة العامة للمجتمعات والأفراد باعتبارها الأقرب لهموم المواطن وانشغالاته من أجل إسماع صوته للمسؤولين المحليين والمركزيين، من خلال تنوير الرأي العام بما يجري ويروج داخل الساحة الوطنية والدولية، وهي العملية التي تتطلب المصداقية والشفافية دون الغوص في المتاهات والحسابات والحزازات الضيقة التي لا تخدم مصلحة البلاد في شيء، فالصحفي عليه وكما تقتضيه أخلاقيات المهنة أن يتحرى ويتأكد من المعلومات ويحيط بها من كل الجوانب قبل العمل على نشرها، فالإثارة من أجل الربح المادي أو الشهرة ستزول وتنمحي بمجرد ما تنكشف الحقيقية التي لا بد لها أن تنجلي إذ يبقى الدوام للأصح حسب تعبيره. ومن جهة أخرى أكد الوكيل العام للملك خلال معرض حديثه أن الجهة الشرقية تبقى من الأكثر أمنا وآمانا مقارنة مع باقي الجهات المغربية الأخرى، فكل ما يحصل ويقع فيها من جرائم، يمكن تصنيفه ضمن خانة العادي جدا، حيث وقف عن بعض جرائم القتل التي عرفتها المدينة مؤخرا معتبرا إياها بالجرائم العائلية والمجانية ولا تأثير لها على المجال الأمني بالمنطقة. وفي سياق آخر شدد الوكيل العام على ضرورة مراجعة القانون المتعلق بالسجن الاحتياطي مستشهدا بذلك بعملية الاكتظاظ التي يشهدها السجن المحلي بوجدة نتيجة هذا المعطى، وما قد يترتب عنه من معاناة ومآسي حقيقية للسجناء، وخصوصا أن هذه المؤسسة بنيت في عهد قديم ولم تعد صالحة بتاتا، وأصبح لزاما على الدولة أن تقوم بتشييد وبناء مؤسسة أخرى بمواصفات عصرية وحديثة لتفادي معضلة الاكتظاظ ، وتطرق الوكيل العام في معرض حديثه للزيارة التي قام للسجن المحلي بوجدة،خلال الفترة الصباحية رفقة لجنة من الداخلية لجناح النساء أين وقف على حجم المعاناة الحقيقية التي تعانين منها السجينات رفقة أطفالهن، وناشد جمعيات المجتمع المدني من أجل التدخل للمساهمة بشكل فعال في إصلاح ورش منظومة العدالة ، بدل الركوب والامتطاء على الأحداث من أجل التأثير عليها مشيدا في الوقت ذاته بالدور الكبير التي تقوم به جمعية المحسنين بوجدة التي تشتغل في صمت حيث لا تتردد في تقديم كل أنواع الدعم والمساندة للسجناء. ولم يفت الوكيل العام للملك خلال هذا اللقاء، لمطالبة الجميع للتصدي لآفة حبوب الهلوسة"القرقوبي" التي يتم تهريبها عبر الجزائر لتخريب عقول أبنائنا مؤكدا أن المنطقة الشرقية تحولت في الآونة الأخيرة قبلة مفضلة للعديد من الشبكات الدولية المتخصصة في تهريب المخدرات وخصوصا بعد تشديد الخناق على هذه "المافيات" من الناحية الشمالية في عرض البحر الأبيض المتوسط من طرف السلطات الإسبانية إضافة إلى مجموعة من القضايا . وللإشارة فقد أشاد الوكيل العام خلال هذا اللقاء بخصال وأخلاق ساكنة الشرقية التي قضى بها أكثر من 20سنة وشاءت الأقدار أن يعود إليها مرة ثانية من أجل خدمة القضاء.