صاحبة السمو الملكي تترأس توقيع خمس اتفاقيات شراكة وتعاون لحماية حقوق الطفل ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، أمس الخميس، بطنجة، فعاليات افتتاح الملتقى الأول "الشباب من أجل حقوق الطفل"، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. تنظم هذه التظاهرة، التي تعقد تحت شعار "سلامة وأمن الأطفال مسؤولية الجميع"، في إطار الاحتفال بالذكرى العشرين للمصادقة على اتفاقية الأممالمتحدة المتعلقة بحقوق الطفل، وتهدف إلى "ترسيخ مختلف المكتسبات المتعلقة بوضعية الطفل في المغرب، ووضع مقاربات جديدة لمعالجة الإشكاليات والصعوبات التي تواجه الأطفال، وكذا خلق فضاء للنقاش بين الشباب لفائدة الطفل وحقوقه". وتم بمناسبة حفل الافتتاح، تقديم شهادات من طرف شخصيات وفعاليات مؤسساتية ومجتمعية مغربية وأجنبية، وأطفال برلمانيين سابقين، رصدت جميعها المبادرات القيمة والفاعلة التي قام بها المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، التي مكنت من تعزيز حماية حقوق الأطفال بالمغرب، والرقي بكل القضايا المرتبطة بشأن الطفولة وتطوير ثقافة حقوق الطفل في مختلف المجالات الحيوية التي تعنى بالطفولة، سواء منها التي تخص المجال التعليمي أو الثقافي والصحي والقانوني. في هذا السياق، أكد الفاعل الجمعوي، محمد امجيد، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مجال حقوق الإنسان عامة، ومجال حقوق الطفل بشكل خاص، بفضل المجهودات التي تبذلها مختلف المكونات الجمعوية والمؤسساتية المغربية والمبادرات الخاصة والعمل الدؤوب لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم على رأس المرصد الوطني لحقوق الطفل، كآلية مهمة في رصد وتتبع وضمان وحماية حقوق الطفل، وهو ما مكن المغرب من اكتساب تراكمات قيمة يمكن اعتبارها مفخرة في مسار تعزيز البناء الديمقراطي والحقوقي للمغرب. وقال ممثل منظمة الأممالمتحدة للشباب، فيينا خوصي أنطونيو سييرا، إن المبادرات والأنشطة المسخرة للطفل في المغرب كإحدى الدول الإفريقية الرائدة في المجال، غيرت الكثير من المفاهيم النمطية في التعامل مع قضايا الطفولة، وساهمت في أن تتبوأ الطفولة شأنا مركزيا في كل المقاربات السياسية والاجتماعية والتنموية، ما مكن الأطفال من تحقيق العديد من المكتسبات وبلوغ الأهداف الكبرى النبيلة التي سطرها المغرب في توافق تام مع أهداف الأممالمتحدة لاستشراف المستقبل بثبات وعزيمة لضمان كل الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الطفل. وأشار بالمناسبة، إلى أن المؤهلات المعرفية التي يتمتع بها الشباب الإفريقي عامة والمغربي، على وجه الخصوص، تمكن من إثراء النقاش وتعزيز المبادرات حول كل القضايا المتعلقة بالطفل والإحاطة بكل المواضيع التي تستأثر باهتمام المجتمع في تعامله مع قضايا الطفولة كقضية مركزية، مشيرا إلى أهمية إشراك الشباب في النقاش العمومي لدعم ثقافة حقوق الطفل. وفي الإطار نفسه، قال موديبو ديارا، سفير النوايا الحسنة لليونيسكو، إن تنظيم الملتقى الأول "الشباب من أجل حقوق الطفل"، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، يحمل أكثر من دلالة تعكس المستوى المهم الذي بلغه المغرب خلال العشرين سنة الأخيرة في مجال حماية حقوق الإنسان، تشريعيا واجتماعيا وفكريا، ما جعل من المملكة نموذجا حقيقيا يحتذى في مجال ضمان وتوفير الآليات الضامنة لحقوق الطفل على المستوى الإقليمي والقاري، كما يشكل الملتقى فرصة للتنويه بالإنجازات، التي حققها المغرب في مجال حقوق الطفل. وقال إن الدعم المتواصل والعمل الدؤوب والمسترسل والهادف لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم في مجال الطفولة لتبديد العقبات والنهوض بحقوق الناشئة "نعتز به جميعا ويشرفنا نحن الفاعلين في مجال الطفولة ويشرف كل الأفارقة"، داعيا المشاركين في الملتقى إلى استغلال الإمكانية التي تتيحها فعاليات الملتقى لتعميق النقاش لوضع أرضية صلبة لتكوين جيل منخرط وفاعل في مجال حقوق الطفل. وقامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم إثر ذلك، بتقديم شهادات الاستحقاق لبعض الشباب المنتمين إلى دول رومانيا، وبلغاريا، وألمانيا، وإسبانيا، وصربيا، والصين، الذين يشاركون في اللقاء النموذجي للأمم المتحدة، الذي يحتضنه المغرب، والذي ينشطه شباب من مختلف دول العالم في إطار مبادرات الأممالمتحدة لدعم مشاركة أمثل للشباب في الحياة الاجتماعية والديمقراطية والدبلوماسية الموازية. تجدر الإشارة إلى أنه لدى وصول سموها إلى القاعة المغطاة للرياضات الجماعية بمدينة طنجة، التي تحتضن فعاليات الملتقى الأول للشباب، أدت التحية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم تشكيلة من الحرس البلدي، قبل أن يتقدم للسلام على سموها، على الخصوص، وزير الداخلية، محمد حصاد، ووزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، ووزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، ووزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، ووالي جهة طنجةتطوان بالنيابة، محمد اليعقوبي، ورئيس مجلس جهة طنجةتطوان، رشيد الطالبي العلمي، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية، ومنتخبون، وبعض أعضاء المرصد الوطني لحقوق الطفل. يذكر أن فعاليات الملتقى الأول "الشباب من أجل حقوق الطفل"، التي ستختتم غدا السبت، يشارك فيها ما يزيد عن 2000 شخص، من بينهم شباب أعضاء سابقون، وأعضاء حاليون في برلمان الطفل، فضلا عن نشطاء حقوقيين وخبراء وفاعلين جمعويين وشخصيات فنية ورياضية. وسيتم خلال هذه التظاهرة تنظيم العديد من ورشات العمل، ومنتديات وموائد مستديرة وندوات تروم الانخراط في بلورة "رؤية مفتوحة حول الوضعية الحقيقية للطفل في مجتمعنا، وتطور حقوق الطفل خلال العقدين الماضيين، من خلال تسليط الضوء على أولويات العمل التي ينبغي اعتمادها لتعزيز الحقوق المكتسبة للأطفال". كما سيتم في إطار هذه التظاهرة تنظيم سباق رمزي من قبل المرصد الوطني لحقوق الطفل، غدا السبت، تحت شعار "سلامة وحماية الطفل مسؤولية الجميع"، يرتقب أن يشارك فيه نحو 15 ألف شخص. وستتطرق الموائد المستديرة والندوات لمختلف المواضيع المتعلقة بحقوق الطفل، من قبيل "الطفل والصحة النفسية"، و"الأطفال والحماية القانونية"، و"الطفل والثقافة"، فضلا عن "الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة"، و"أطفال الشوارع"، و"استغلال الأطفال والاعتداء الجنسي"، و"حقوق الطفل على ضوء الأهداف الإنمائية للألفية".