أبرزت المجلة الأمريكية نصف الشهرية (ناشيونال إنتريست)، المتخصصة في القضايا الاستراتيجية والأمنية، إفلاس الطبقة السياسية الحاكمة "المتحجرة" بالجزائر، و"تعنتها في عدم التعاون مع أية مبادرات دولية لمكافحة الإرهاب تضم المغرب". ولاحظ كاتب المقال دوف زاكهيم، الذي سبق وشغل منصب مساعد كاتب الدولة في الدفاع بين 2001 و2004، ومنسقا مدنيا لوزارة الدفاع الأمريكية في عمليات إعادة إعمار أفغانستان بين 2002 و2004، أن "الجزائر تقودها طبقة حاكمة متحجرة مازالت تنهل من كتب المناهج الثورية التي تعود لسنوات الستينيات" من القرن الماضي. وأشارت (ناشيونال إنتريست)، في عددها الأخير، إلى أن "طبقة الشيوخ الحاكمة بالجزائر العاصمة، التي لم تظهر أية إشارة عن إرادتها التخلي عن امتيازاتها، تتعنت بعدم الانضمام إلى أية مبادرة دولية لمكافحة الإرهاب تضم المغرب، البلد الذي طالما كان شريكا ملتزما في مكافحة التطرف الديني الذي تروج له على الخصوص القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي والجماعات المتطرفة الأخرى التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء". وسجل كاتب المقال أنه "على عكس المغرب، فالجزائر حدت من تعاونها مع البلدان الأخرى في مجال مكافحة الإرهاب"، مذكرا بأن السلطة الجزائرية "أظهرت ترددها في التعاون مع فرنسا والدول الشريكة في الحرب ضد الجماعات الإرهابية بشمال مالي". وذكر أن "طبقة الشيوخ الحاكمة كانت وراء عمليات القتل الدموية في سنوات التسعينيات، التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى بالجزائر"، مبرزا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "الذي عانى جلطة دماغية، أخيرا، صرح، مع ذلك، بترشحه لولاية رئاسية رابعة". وعلى الصعيد الدولي، أوضح المسؤول الأمريكي، خلال عدة حكومات سابقة، أنه "عكس المغرب، تتميز الجزائر بضعف مساهمتها في مسار السلام بالشرق الأوسط"، مشيرا إلى أنه على المستوى الداخلي حققت السلطة الجزائرية حصيلة "سيئة للغاية" في مجال حقوق الإنسان. وأضاف أنه "من أجل تحويل أنظار المجموعة الدولية عن إفلاسها، تحاول السلطة الجزائرية استغلال قضية حقوق الإنسان ضد المغرب وكذا قضية الصحراء"، مشيرا إلى أن المغرب "ملاذ للسلام والاعتدال الديني والاجتماعي والسياسي في محيط إقليمي تسوده الشكوك والاضطرابات وأجواء عدم اليقين".