تأسس «معهد البعث الإسلامي» بوجدة سنة 1679م، وتخرج منه أول فوج من الطلبة سنة 1981 م. وتحتوي هذه المؤسسة على 10 قاعات للتدريس، وجناح للسكن يضم المطعم ومرافق أخرى، ومسجد مهم، ومكتبة «قاعة للمطالعة»، بالإضافة إلى إدارة المؤسسة الذي يديرها الأستاذ مصطفى بنحمزو... ولهذا المعهد بعض الفروع والملحقات بمدينة وجدة وضواحيها، منها: مدرسة بدر القرآنية، ومعهد السلسبيل، ومسجد الأمة، ومسجد الصفة، ومسجد الشفاعة، ومسجد خالد بن الوليد، ومسجد مولاي يوسف، ومسجد مولاي الحسن... وملحقات بضواحي وجدة؛ بني دار، أحفير، عين الصفاء، بركان... * طريقة التدريس: يعتمد هذا المعهد بالأساس على العناية بكتاب الله تعالى حفظا، وقراءة، وتجويدا، ومدارسة... ثم الاعتماد والاهتمام بجميع العلوم الشرعية واللغوية والأدبية والعلمية الأخرى. وهذا بعض المواد التي يتم تدريسها:- التوحيد، التفسير، علوم القرآن، الحديث: «الأربعين النووية». مصطلح الحديث: «النخبة» لابن حجر، الفقه: «ابن عاشر»، «الرسالة»، «المختصر»، «العاصمية»، «الموطأ»، الأصول، الفرائض، القراءات، التجويد، السيرة، الأخلاق، التربية الإسلامية، الألفية، النحو: «لامية لأفعال». «الأرجومية»...، الأدب، البلاغة، العروض، الخط، المنطق، الفكر الإسلامي، الفلسفة، الجغرافية، التاريخ، الحضارة، العلوم الطبيعية، التوقيت، الفرنسية، الانجليزية، الإعلاميات...إلخ... ويسهر على التأطير التربوي في هذه المؤسسة ثلة من خيرة الأساتذة الجامعيين والعلماء والمتخصصين في العلوم الشرعية، أما طريقة التدريس فتتماشى مع روح العصر ومتطلباته، إذ تجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ القراءة الفردية، والجماعية، والحلقات الدراسية بالمسجد بعد صلاة الصبح... وغيرها... وفي نفس الوقت تعتمد على التقنيات المعاصرة، مثل علوم الكومبيوتر،... والتركيز على اللغات الأجنبية (الفرنسية والإنجليزية) لإعداد جيل متكامل، حامل لكتاب الله تعالى، متمكن وضابط للعلوم الشرعية واللغوية، ومساير للعصر، ومواكب لمستجدات الساحة الفكرية والثقافية والعلمية المعاصرة... * وصف النشاط المكتبي: لهذه المؤسسة العظيمة مكتبة مهمة جدا، معظمها وقف من طرف مجموعة من الأساتذة والعلماء رهن إشارة طلبة المعهد والباحثين من خارج المعهد... وهي غنية نوعا ما، ومتنوعة، وتسعى لتسد ثغرة ومتطلبات التخصصات المطلوبة وهي كالتالي: علوم القرآن، التفسير، علوم الحديث، السيرة النبوية، الفقه، أصول الفقه، التراجم، التاريخ، المعاجم، الموسوعات، العقيدة، الفكر الإسلامي والتصوف، الدراسات الإسلامية، النحو، الأدب، الخط العربي والفنون الإسلامية، المجلات. والنظام المكتبي «العمل في قاعة المطالعة» يسير وفق الطريقة المعتادة، ثم المعاصرة بالاعتماد على الإعلاميات وآخر التطورات المكتبية في حدود المتاح والمستطاع. * فرع الطلبة الأجانب: «مدرسة بدر القرآنية» التابعة «لمعهد البعث الإسلامي» تضم أزيد من ستين طالبا، عشرون منهم من أبناء الجالية المغربية القاطنة بالخارج، وبعض الطلبة الأجانب قصد حفظ القرآن الكريم والتجويد وتعليم اللغة العربية. وهؤلاء الطلبة ينتمون إلى الدول التالية: أمريكا، انجلترا، فرنسا، هولندا، روسيا«أوكرانيا»، الكامرون، نيجيريا، واليمن. ويشرف على مراقبة وتأطير هؤلاء الطلبة مجموعة من المؤطرين المتمكنين من العلوم الشرعية، والمتميزين بالتحلي بالأخلاق الفاضلة ليكونوا قدوة وأسوة... و «مدرسة بدر» هاته تضم قاعات للدرس، ومصلى كبير، وجناح للسكن، ومرافق أخرى... وهؤلاء الطلبة يعتمدون على أنفسهم في تهييء وجبات الأكل... وغيره.. وسير الدراسة بهذه المدرسة يعتمد على الطريقة التقليدية في الحفظ والضبط... والمواد المعتمدة في هذه المدرسة حفظ القرآن الكريم، التجويد، اللغة العربية...إلخ وللتذكير في هذا المجال فإن أحد الطلبة الأمريكين الذين تلقوا تعليمهم الديني بهذه المؤسسة، قد فتح مدرسة للقرآن الكريم على شاكلة معهد البعث بولاية «كاليفورنيا» بالولايات المتحدةالأمريكية. * فرع النساء: التفت «معهد البعث الإسلامي» إلى المرأة، فعمل على دماجها في عملية تحفيظ القرآن وتلقي علومه، إيمانا بأن المرأة ظلت طاقة معطلة تارة من الزمن، ثم أصبحت ومشاكلها ومعاناتها تستثمر لفائدة الاستقطاب الضيق... وقد أعطى الاهتمام بالمرأة نتائج مشجعة جدا، وكشف عن استعدادات هائلة، ورغبة عارمة في الأخذ بحظ من علوم الشريعة، وهكذا وجدت بمدينة وجدة مائة امرأة يحفظن القرآن الكريم كلا أو جزءا، وأزيد من أربعمائة تتابع حفظ القرآن الكريم. كما دأب المعهد بمشاركة بعض الجمعيات المحلية، مثل «جمعية النبراس الثقافية» مثلا، على تنظيم مسابقات للحافظات كل شهر شعبان، ثم حول ذلك إلى شهر مارس الذي يتنامى فيه الاهتمام بقضايا المرأة، وانعقدت دورة هذه السنة باسم «دورة عائشة عبد الرحمن- بنت الشاطئ»، رحمها الله تعالى لتعزيز النشاط الديني في هذه الجوانب. وبنفس الاسم تم تدشين «مدرسة للنساء» تحتضن- إن شاء الله- مجموع الحافظات لمدارسة العلوم الشرعية على نمط المدارس الذكورية العتيقة، كما أن «لمعهد البعث» فروعا كثيرة بمدينة وجدة تهتم بتحفيظ القرآن الكريم وتجويده، وبتوعية النساء الدينينة، وبمحو الأمية ، والأشغال النسوية: «التدريب المهن»، تشرف على التأطير فيه متطوعات ذات كفاءة عالية. إن العناية المنشودة من الاهتمام والعناية بالمدارس العلمية العتيقة والمعاهد الدينية الأصلية، والكراسي العلمية المتميزة، والكتاتيب القرآنية النموذجية، أصبح لزاما على الأمة الإسلامية أن تعود إليها على النحو الذي كانت عليه في سالف عهدها، وماضي عزها، والاهتمام بهذه المراكز العلمية والتربوية هو اهتمام وعناية في الوقت ذاته بالعلم والعلماء، الذين رفع الله شأنهم، وأعلى قدرهم، وأثنى عليهم، في قوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات). فتيحة العبدلاوي 1999 - دعوة الحق