أدى جلالة الملك محمد السادس نصره الله ،والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله،مع جموع المصلين ، صلاة الجمعة بجامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي . وألقى فضيلة الشيخ عمر الدرعي الخطبة التي تركزت على الهجرة النبوية الشريفة واستقبال المسلمين لعام هجري جديد، سائلاً الله العلي القدير أن يجعله عاماً سعيداً تعم فيه الخيرات والبركات على دولتنا الحبيبة قيادة وشعباً وعلى شعوب العالم أجمع . وأضاف أن المسلمين اهتموا بالهجرة النبوية عبر تاريخهم وأجمعوا على اختيارها حدثاً عظيماً يؤرخون به، لكونها محطة فارقة وعلامة بارزة حملت رسالة الإسلام بحقيقته الناصعة ومبادئه السمحة وكلمته الهادية وصورته الحضارية إلى الإنسانية كافة . وقال: "إن بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم انتشرت فضائل الدين وعمت محاسن الإسلام التي أولت الإنسان عظيم العناية وكريم السعادة في حياته كلها فقد أرسى النبي صلى الله عليه وسلم فور وصوله إلى المدينةالمنورة ثوابت الدين، وأوضح للناس أهم المفاهيم فبين لهم أن الإسلام رسالة أمن وسلام وعطاء وإنعام وصلة ووئام وصلاة وقيام" . وأشار إلى أن الخطاب النبوي الكريم جاء بالسلام في وقت أحوج ما يكون الناس إليه، فبالسلام تسود المحبة بين المسلمين ويأمن الناس على أموالهم وأعراضهم ويتحقق التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم فيغدو المجتمع متماسك البنيان متآلفاً بعيداً عن التفرق والتحزبات الموصلة إلى الخراب والشتات. وذكر الخطيب أن من أعظم مبادئ الإسلام التي عمت وانتشرت بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم العناية بالعلم، فقد جاءت الهجرة مركزة على العلم والتعليم . وقال: "اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته بأفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم ومنازلهم فأولى ضعفاء المجتمع منهم اهتماماً بالغاً ورغب في رعايتهم، وأمر بالإحسان إليهم وجعل البر في النظر إلى مصالحهم" . وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم حرص على تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فأكد على وجوب البر بالوالدين وحض على رعاية الأيتام والمساكين وحسن التعامل مع الجيران من دون تمييز لجنس أو دين، مشيراً إلى أن المرأة كان لها أوفر الحظ والنصيب فأخذت حقوقها بعد أن كانت مسلوبة الحياة والإرادة لا يسر والدها إذا بشر بها، فنزل القرآن الكريم بتأكيد حقها في الحياة لتتذكر المرأة هذا على الدوام، ويعرف الناس جميعاً كيف كانت وكيف صارت بنعمة الإسلام وها هي بعد الهجرة النبوية وانتشار هدي الإسلام يخصص لها النبي صلى الله عليه وسلم أوقاتاً من نفسه لتعليمها ليرفع من قدرها حتى تصبح قادرة على ممارسة حياتها والقيام بواجبها وتحمل مسؤولياتها، وها هي اليوم تعمل مع الرجل في بناء وطنها ورفعة مجتمعها . واختتم فضيلة الشيخ عمر الدرعي خطبته بالدعاء أن يرحم الله المسلمين والمسلمات وأن يتغمد الفقيد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظ دولة الإمارات من الفتن، وأن يديم عليها الأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين، وأن يوفق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لكل ما فيه خير البلاد والعباد . وقام جلالة الملك نصره الله وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله عقب أداء صلاة الجمعة بزيارة ضريح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يرافقهما عدد من الشيوخ والمسؤولين . وقرأ الجميع "الفاتحة" على روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته على ما قدمه لوطنه وشعبه وأمته من خير وأعمال جليلة .