انتقد خبراء في الأراضي الفلسطينية بشدة الإعلام الغربي وتدخله في القضايا العربية تنفيذاً لسياسات استعمارية مستدلين بالهجمة الشرسة على دبي، وبتأجيج العلاقات العربية العربية، ودعوا للنهوض بالإعلام العربي عبر سياسات واستراتيجيات موحدة لمواجهة الغرب. فقد أكد الدكتور أمين وافي أستاذ الإعلام الدولي بالجامعة الإسلامية في غزة أن وسائل الإعلام الغربية تابعة لأنظمة ذات خلفيات استعمارية، تحاول دائماً الادعاء بأنها منابر للحرية والديمقراطية، والدول الغربية كلما عانت من أزمة تحاول تصديرها إلى العالم الثالث، وعندما أثار الإعلام أزمة دبي المالية أراد أن يشكك في اقتصاد الإمارات الذي يعتبر من أهم اقتصاديات المنطقة، بل إن النمو الموجود فيها من أعلى درجات النمو الاقتصادي في العالم. وشدد على ان الأزمة الغربية ليست جديدة فتارةً يصدرونها من خلال حروب بين البشر وتارةً من خلال مشاريع تسليح وأخرى عبر ضرب اقتصاديات الدول، الخ، ويرى وافي ان غياب الرؤية الشاملة والتفاعلية للإعلام العربي، هو من جعل للإعلام الغربي وجود ومصداقية في عالمنا العربي. منتقدا اقتصار الإعلام العربي على لعب الدور الدعائي والترفيهي أكثر من أي شيء. ويقترح وافي حلولا تتمحور هي - تكوين خلية أزمة لقيادة الإعلام وتوجيهه للقيام بالدور المطلوب منه. استغلال كل وسائل الاتصال والإعلام المتاحة لشرح وتوضيح الأرقام والمعلومات التي تفند الأكاذيب الغربية. تحسين صورة الإمارات من خلال الخبراء والشركات الخاصة بذلك. زعزعة منطق وأسلوب وسائل الإعلام الغربية من خلال نشر المعلومات الصحيحة. وقال حسام الدجني الخبير في شؤون الشرق الأوسط إن الإعلام الغربي يتبع منهجية محكمة ضد العرب بإشراف خبراء ومتخصصين كبار، لتدعم إدارات غربية وأجهزتها الاستخباراتية الماكينة الإعلامية لتحقق أهدافها وتمرر سياساتها عبر التضليل وخلق الفتن وتبني استراتيجية الفوضى الخلاقة التي عصفت بأمن المنطقة العربية ومنها بشكل خاص قضيتنا الفلسطينية وبمشروعنا الوطني الفلسطيني. وأضاف الدجنى (كما يعمل الإعلام الغربي على تأجيج العلاقات بين دولنا العربية عبر ترسيخ سياسة المحاور وتفسيخ النسيج المجتمعي العربي وتعزيز القطرية العربية في خدمة مصالح الدول الكبرى) ملمحا إلى التدخل الإعلامي الغربي في أزمة دبي المالية و«العمليات الانتحارية»، وفى نفس الوقت يتغاضى عن الحقائق الدامغة، فهو لم يذكر بأن الفلسطينيين أصحاب حق تاريخي». والمح الدجنى «إن الإعلام الغربى يعتمد الأكاذيب والتلفيق للأخبار فعلى سبيل المثال في تغطيته عمليات تفجير الحافلات يركزون على تصوير أشلاء وجراحات أطفال الإسرائيليين بينما يحجب الإعلام الغربي صور قتل الأبرياء العزل من أطفال ونساء وشيوخ غزة..واتهم الدجني الإعلام الغربي بتأجيج الخلاف بين حركتي فتح وحماس عبر نشر الأخبار الملفقة، والأكاذيب الواضحة. وأما عن الآليات للتصدي لذلك فيتفق الدجني مع الخبراء بضرورة تبني إستراتيجية إعلامية عربية موحدة لمواجهة الإعلام الغربي بكل اللغات لتوضيح صورة العرب والإسلام الحقيقية، مطالبا بتفعيل دور الملحقيات الإعلامية العربية في دول العالم وكذلك تنشيط الاستثمار للقطاع الخاص في مجال الإعلام. وضمان حرية الإعلام والنشر في منطقتنا العربية وأكد على ضرورة إعداد جيل إعلامي يواكب التكنولوجيا والعولمة والتقدم العلمي. سادسا رفع يد الأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط عن الإعلام. بدوره اتهم المهندس جمال البطراوي مسؤول تنظيم النضال الشعبي بقطاع غزة الإعلام الغربي بدس السم في العسل عند تناوله للقضايا العربية وتدخله فيها، خدمة للمصالح الأوروبية والصهيونية. مشددا على أن العامل المشترك للسياسة الإعلامية الغربية في الشرق الأوسط، مساندة إسرائيل والوقوف بجانبها إعلاميا، وبين أن الإعلام الغربي يهاجم العقول والمفاهيم الوطنية والقومية والإسلامية العربية ضمن مؤامرة طمس الهوية العربية والإسلامية وإضعافها. وعلى صعيد التدخل الإعلامي الغربي في الشأن الفلسطيني أشار البطراوي إلى التدخل في حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية وأيضاً حالة اللامبالاة والتراخي رسميا وشعبيا في قضايا وطنية وقومية وإسلامية تمس جوهر ووجود الأمة العربية. من جهته، مارس الخبير الإعلامي رومل السويطي رئيس تحرير شبكة إخباريات للإعلام الالكتروني في فلسطين جلد الذات، متهما الإعلام العربي بالتقصير وانه سبب تغول الإعلام الغربي في القضايا العربية لأنه لم ينظر إلى القضايا الكبرى التي تهدد الأمة العربية، وانه هوى بسقف المطالب والتطلعات إلى الحضيض، وشمل ذلك حتى المصطلح الإعلامي. وأشار إلى أن الإعلام العربي لم يحاول الوصول بشكل جاد إلى الغربيين والحديث إليهم بلغاتهم، وقال إن المطلوب عربيا يتمثل في ترجمة ورشات العمل والمؤتمرات التي ينظمها المخلصون من المثقفين والإعلاميين للرقي بمستوى الإعلام العربي إلى مستوى التحديات.