شهدت محطات الوقود بمختلف مدن الجهة الشرقية انتعاشة تجارية ملحوظة، خلال نهاية هذا الأسبوع، وتجلى ذلك بوضوح من خلال الكم الهائل من السيارات والدراجات النارية التي توافدت وتقاطرت على هذه المحطات بشكل غير معهود ومألوف بالمدينة، السبب قلة وندرة البنزين المهرب من الجزائر وكذا الارتفاع الصاروخي لثمنه رغم الانفراج الذي لم يعمر طويلا. محطات الوقود وعلى قلتها بالمنطقة الشرقية مقارنة مع باقي المناطق المغربية لم يكن بوسعها تلبية طلبات أصحاب العربات والشاحنات، إذ لم يتمكن العديد منهم التزود بالمحروقات بسبب قلة وندرة هذه المواد، وحسب تصريح لأحد المشتغلين بمحطة للوقود بوجدة، أن الوقت تزامن مع الإضراب الذي شنه أصحاب القطاع خلال الأسبوع الماضي على الصعيد الوطني ، مضيفا في الوقت ذاته أن كل محطات الوقود بالمنطقة الشرقية تتوفر على مخزون قليل من المحروقات بسبب المنافسة الشرسة والغير متوازنة للبنزين المهرب من الجزائر، إذ نكتفي في أحيان كثيرة بتأمين فقط حاجيات زبنائنا الدائمين من إدارات عمومية وشركات وقلة من المواطنين الذين يفضلون التزود بالمنتوج الوطني. وفي سياق له علاقة بالبنزين المهرب، أفادت مصادر مطلعة لجريدة الأحداث المغربية أن اشتباكات حصلت عصر يوم الأحد 21 يوليوز الجاري بين مواطنين جزائريين يشتغلون في مجال تهريب المحروقات نحو المغرب بالقرب من الشريط الحدودي، واستمرت هذه الاشتباكات إلى ساعة متأخرة من الليل، وأرجعت مصادرنا أسباب هذا الصراع ، نتيجة الحصار المفروض على تهريب المحروقات نحو المغرب من طرف مختلف حرس الحدود الجزائري، وما يترب عن ذلك من أزمة مالية واقتصادية لفئة واسعة من المجتمع في الغرب الجزائري التي تعتمد في عيشها على عائدات تهريب البنزين، نفس الشيء بالنسبة لساكنة الجهة الشرقية التي تتحرك عجلاتها بالبنزين المهرب من الضفة الأخرى. ومن جهة أخرى لا حظنا بالقرب من الشريط الحدودي، عودة أسراب من المقاتلات والدراجات النارية بخف حنين من رحلتها نحو الشريط الحدودي من أجل جلب واقتناء البنزين المهرب مساء يوم الأحد، لعدم وجود ولو قطرة واحدة من مادة "ليصانص" حسب تعبير أحد المهربين الذين التقينا معهم ، في حين أشار إلى وجود كمية قليلة من مادة "المازوت"إذ لم نستطع اقتناءها نظرا لارتفاع ثمنها الذي فاق كل التوقعات حيث وصل سعر البرميل من سعة 30 لترا إلى أكثر من 190 درهما، وهو ما يفوق في الأصل الثمن الحقيقي في محطات الوقود. وحمل أحد المهربين المسؤولية كاملة لأزمة المحروقات بالشريط الحدودي للبرنامج التلفزي مباشرة معكم التي تبثه القناة الثانية، حينما تناول البرنامج المذكور بإحدى حلقاته معضلة التهريب بالجهة الشرقية، حيث تطرق الضيوف إلى أرقام مهولة وضخمة تهم إحصائيات لمجموعة من المواد المهربة من الجزائر من بينها المحروقات، إذ أشارت مديرية الجمارك بالجهة الشرقية إلى حجز أكثر من مليون و300 ألف لتر من البنزين في ظرف 5 أشهر فقط، فيما تطرق رئيس غرف التجارة والصناعة بالمغرب أن دولة الجزائر تتعمد إغراق المنطقة الشرقية بالمحروقات من خلال الإشارة إلى الحصة الممنوحة لمدينة مغنية إذ تصل إلى 3 أضعاف بالمقارنة مع الجزائر العاصمة، أرقام التقطها الطرف الجزائري وشرع في فرض حصاره وتشديد المراقبة على الشريط الحدودي وعدم التساهل مع المهربين المشتغلين في مجال تهريب المحروقات كما هو الشأن في أوقات سابقة، إضافة على حرص السلطات الجزائرية على خصم من الحصص التي كانت توجه للغرب الجزائري، مع وضع وسن قوانين خاصة تضمن حصة المستهلكين .