ذ.محمد قيسي قيل وما قيل وما أصدق ما قيل، ونحن نضيف قائلين حتى إن القلم عجز عن التعبير، وإيجاد الكلمات اللائقة والمعبرة عن ذلك الخيط الناظم بين الشعب والعرش العلوي المجيد، فكل التعابير والأوصاف والارتسامات الوجدانية والخواطر النابضة والصادقة والوفية للملك الهمام والعرش العلوي ومازالت متقظة منذ اعتلاء جلالته نصره الله عرش أسلافه الميامين. فالزيارات الملكية الميمونة والمتتالية لمدينة زير بن العطية وعاصمة المغرب الشرقي فاقت كل التوقعات، وانتصرت على كل الرهانات والاكراهات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية، حتى أن قدوم العاهل الكريم إلى وجدة أصبح عيدا يحتفي به الوجديون وسكان الشرق مرات كل سنة، بما أن كل زيارة أصبحت تحمل في طياتها الخير والبركة والنماء والازدهار ، مما حول الجهة الشرقية إلى قطب اقتصادي وسياحي وثقافي ظاهرا وجليا في كل شارع وحي وزقاق. فجلالته يزور رعاياه بدون تمييز أو انتقاء، بل يحل ويرتحل إلى المناطق النائية والمهمشة والمنسية، تاركا وراءه مشاريع الخير والنماء والرقي، فانتشرت المؤسسات التنموية والصناعية المنتجة، إلى جانب دور الطالبات والطلاب، والشباب والثقافة والرياضة ... وهكذا عبد الطريق ورسم المعالم للشباب لكي يبرز قدراته ومواهبه على جميع الأصعدة، والنتيجة انتشاله من براثن الإقصاء والحيف والانحراف والزيغ والتشدد والاجرام. وبما أن جلالته يحمل لقب أمير المؤمنين، فقد أولى عناية خاصة ومميزة للحقل الديني، فقام بثورة دينية أرجعت للمساجد إشعاعها ، وبوأتها المكانة المطلوبة منها، فهي بيوت الله، وفيها يجد المؤمن راحته الروحية وطمأننينته بعيدا عن المشوبات العقدية الدخيلة تماشيا مع المذهب المالكي الأشعري السني المعتدل، فقطع الطريق على تجار الدين والتشدد والارهاب ...وبه ما زال المغرب بلد التلاقح الحضاري، والتسامح الديني. وهكذا استحقت وجدة أن تسمى عاصمة المغرب الشرقي وبوابة المغرب العربي، فربط الماضي التليد بالحاضر المشرق وجدد سنة أبائه وأجداده على غرار ما قام به الملك العظيم الحسن الأول، فهي المدينة القلعة الصامدة ومعقل الوطنية وانطلاق الشرارة الأولى لفجر الاستقلال والحرية.