حدث تكريم الفنان عبد الرزاق بنعيسى المغربي من قبل جهات معينة أثلج صدر المبدعين في المسرح في غياب الأوصياء عليه عندما نسمع كلمة فنان، يظهر لنا وكأننا أمام مأساة أو معضلة كبرى أمام أزمة أو هزيمة حيث يبدو لنا هذا الفنان وكأنه قد قدم من قارة، لا مكان ولا زمان لها. أو من في فضاء ما بعد الوحيدة كوكب ليس له مستقر بين الكواكب الإحدى عشر. ونحن نعلم وكل العلم بأن أرقى وظيفة في على وجه البسيطة هي مهنة الفنان، كما يقول صناع هذه الكلمة في الغرب إن الصورة التي اتسم بها، كما يراه الأخر في بلدنا، قد تتمثل في المتشرد، والسكير والأحمق وأشياء أخرى والتي انصبت على هذا الفنان من طرف الفنان نفسه أو المسؤول أو حتى العابر السبيل. لقد أصبح الفنان في وطننا الحبيب، مملا وممقوتا ومهمشا، ولا يضرب له أي حساب، وخاصة عندما يكون هذا الفنان طريح الفراش، فراش المرض وفراش الموت، وأن ما يثير الدهشة هو عندما يحيط الخطر بهذا الفنان، ويصل إلى أقصى حد ضعفه، تحضر الرأفة والعطف أو الحنان والمودة والامتنان، ويحضر التكريم والمآزرة والاحتضان. احتضان الفنان، ليفرح هذا الفنان ويحس بالفرصة الكبرى التي تغمره وتعم كل كيانه، وآماله، وكل طموحاته، ويحس أيضا بأن كل ما يحيط به ويقتسم معه مهنته ليكن له المحبة والاعتزاز والاحترام والتقدير والإعجاب ليقول هذا الفنان، وهو يتساءل مع نفسه، على كل ما كان يشعر به اتجاه الآخرين من خيبة أمل هو في الحقيقة خطأ قد ارتكبه في حقهم، وبعد الفرحة وهو طريح الفراش يرحل عنا ويفنى في فرحته حتى النفس الأخير. وكثيرون هم من رحلوا عنا، من رصعوا بجواهر إبداعية معالم فن المسرح، وطهروا كل الطرق التي تؤدي، ليس إلى روما بل إلى القضايا وإلى معاناة الإنسان إلى آلامه وأحزانه . ومن لا زالوا أحياء سيأتي دورهم، الواحد تلو الآخر، حسب الزمان والمكان، ولكل شيء بداية ونهاية. لقد تفاجئنا جميعا عندما سمعنا الخبر السعيد الذي أدخل عينا الفرحة وسرورا عميقا وترددت مسامعه في كل أنحاء المعمور، وهو تكريم الفنان المسرحي المغربي، والذي رافقته خشبة المسرح إلى أكثر من أربعة عقود، ممثلا ومخرجا مسرحيا وتلفزيونيا، ولقد كُرم أحسن تكريم من طرف أناس غيورين يحبون أبناء بلدهم، ولا علاقة لهم بعالم المسرح، محسنون هم من عامة الناس، كرموا رياضيين ولاعبين قدامى، من أفنوا حياتهم في خدمة الرياضة من أجل رفع الراية الوطنية واحتفوا بفناننا المسرحي المغربي وأهدوه شقة تليق بمقامه المتواضع. فاسعدوا أيها الفنانون ولا تيأسوا فهناك من يفكر فيكم وانتم كما أنتم في كامل قواكم العقلية والبدنية قبل أن تموتوا، لقد جاء الخلاص قبل أن يقتلكم اليأس، والمرض والفناء. وأنتم يا محسنون تآزروا وتكاثفوا واعتقوا رقبة الفنان من مقصلة الفنان. هنيئا لكل من ساهم في تكريم هؤلاء الرياضيين وتكريم فناننا عبد الرزاق بنعيسى وهنيئا لكل المحسنين من جمعيات خيرية، إنسانية وجمعوية وكل من ساهم في تحقيق هذه المنفعة العامة والهامة وإلى من ساهم في إقحام الفنان المسرحي عبد الرزاق بنعيسى في هذا الحفل العظيم وهو الفنان الموسيقي المغربي والأمين الجهوي لنقابة الموسيقيين المغاربة السيد المحترم " فؤاد بغدادي". وهنيئا لنا ولكم أيها المحسنون بهذه المبادرة القيمة. ""على المهتمين بالسينما المغربية أن يسهروا على الرفع والرقي بالمسرح المغربي باعتباره أب الفنون""