أكدت الأستاذة بجامعة الكويت ومؤسسة ورئيسة نادي الفكر والإبداع الأديبة د.هيفاء السنعوسي أن هناك تناغما كبيرا بين البلدين الشقيقين تجاوز البعد الجغرافي في مسيرة العطاء الثقافي والتواصل الإبداعي،كما عبرت عن حبها الكبير للمغرب وأهله خاصة مدينة الحمامة البيضاءتطوان،وذلك خلال إقامتها لأمسية إبداعية تحررت من أسوار التقليد في الأمسيات الثقافية بكل أجوائها وذلك في مدينة تطوان المغربية بعنوان "الكويت والمغرب.. القلب الواحد". جاء ذلك في كلمة د.السنعوسي خلال حفل توقيع مجموعتها القصصية الأخيرة "شهرزان" والتي تضمنت مسرحية بعنوان "شهرزان" على الطراز الأندلسي المغربي،وبدت د.السنعوسي الأمسية بموال بعنوان "يا تطوان" أداه المنشد المغربي محمد الزمراني من كلماتها وكان باللهجة الكويتية وقد أهدت لمدينة تطوان وأهلها والحضور. وأعربت د.السنعوسي عن اعتزازها برمز الشعر المغربي الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال من مدينة شفشاون والتي تتربع عرش الجبل،وشكرته لأنه لبى دعوتها للحضور للأمسية المقامة في مدينة تطوان والتي تتضمن تكريمه،وتحدثت د.السنعوسي عن عشقها للأندلس والقيم والإنسانية التي بدأت تتلاشى في زمن الزيف،والتي تحضر بوضوح في شعر الطبال وفي شعر أديبة من أعلام الأدب النسائي المغربي،ممتدة بقامتها الإبداعية في الفضاء المغربي هي الشاعرة والقاصة د.سعاد الناصر والأستاذة بجامعة عبد المالك السعدي في تطوان،وأضافت د.السنعوسي انه يسعدها في هذا الاحتفال الذي توسم وضع الكويت والمغرب بالقلب الواحد تكريم هذين الرمزين باسم نادي الفكر والإبداع بالكويت،والذي أسسته مؤخرا كجمعية نفع عام،وأعربت د.السنعوسي عن سعادتها بوجودها بين نخبة المثقفين والأدباء المغاربة في مدينة تطوان الساحرة بجمالها الأندلسي،مشيرة إلى العلاقة البناءة بين الأدبين الكويتي والمغربي،وحضور الكويت في ذاكرة المثقفين المغاربة منذ سنوات طوال. واهتم المثقفون والأدباء والأساتذة الباحثون المغاربة المهتمون بالثقافة والفن بحضور الأمسية،كما حضرها نائب السفير والمستشار بالسفارة الكويتية بالمغرب ذ.يوسف الصباغ،وعبر عن سعادته الكبيرة بهذا التميز والتألق الذي ظهرت فيه الأمسية،وشكر د.السنعوسي التي كسرت أسوار المألوف في غالبية الأمسيات الثقافية،كما أعرب عن سعادته بوجوده في المغرب في أحضان الشعب المغربي المضياف،هذا وتميزت الأمسية بإحياء الجو التقليدي التراثي المغربي الأصيل،مما اكسب رونقا خاصا للأمسية،وكان الجو الأندلسي المغربي والكويتي متناثرا في مقطوعات شعرية من كلمات د.السنعوسي ولحن وأداء المنشد المغربي محمد الزمراني،كما أخذت د.السنعوسي الحضور المتميز إلى أجواء الأندلس الجميلة،فقد تجول الشاعر عبد الكريم الطبال برفقة الشيخ الأكبر ابن عربي إلى فاس وتونس ومكة،وفي كل محطة ينظم قصيدة بعنوان "قال ابن عربي"،فكانت له بعض القراءة الشعرية الشيقة منها قصيدة "حي على الصبح"،وقد كتبها بتأثر نفسي من الرؤية السياسية المروعة التي تمر بها سورية،وقد بدأها الطبال في مطلعها:يا صبح مازالت حلب تبكيك.وأكدت د.السنعوسي عشقها لقصيدة الطبال التي يجول فيها في مناطق وأزقة الأندلس مستعيدا لقطة تاريخية تجمع المعتمد بن عباد أمير اشبيلية ويوسف بن تاشفين الذي حمى الأندلس من خطر الاكتساح الغربي آنذاك.ثم قدمت د.السنعوسي الأديبة د.سعاد الناصر،وأعربت عن اعتزازها بها،وقالت أنها رائعة تطوان الثقافية التي يعرفها طلبة جامعة الكويت ويحبون شعرها،وأضافت انه إذا كان الطبال رجلا من رجال الرف العالي،فإن سعاد الناصر امرأة من نساء الرف العالي،وطلبت منها أن تقرأ بعض قصائدها،فقرأت الناصر قصيدة من ديوانها "هل أتاك حديث أندلس"،وقصيدة أخرى من خارج الديوان بعنوان "رؤى أندلسية".