أكدت الأديبة الكويتية هيفاء السنعوسي،، على النضج الفكري والفني الذي ينضح من ديوان "هل أتاك حديث أندلس.." للشاعرة المغربية سعاد الناصر (أم سلمى). وأبرزت هيفاء السنعوسي، خلال ندوة فكرية نظمتها وزارة الإعلام الكويتية في إطار فقرات الأسبوع الإعلامي الكويتي الذي نظم بالقنيطرة إلى غاية 10 ماي الجاري، "التجربة المغربية المتوهجة ببريق شاعرية أخاذة تنغرس في أعماق النفس المتلقية حتى تشعرها بأنها جزء من شخصيات هذا الديوان". وأوضحت السنعوسي, في مداخلة لها في موضوع "القيم الإنسانية في شعر المغربية سعاد الناصر، ديوان (هل أتاك حديث أندلس..) نموذجا"، أن الديوان، الذي نشر سنة 2010، يجمع بين نصوص سردية وأخرى شعرية مما يعكس عمق خيال الشاعرة ومهارتها في استخدام التراكيب والصيغ التعبيرية، ويتميز بسحر الكلمة وروعة المعنى وجاذبية الخيال. واعتبرت السنعوسي أن الشاعرة سعاد الناصر تتراوح بين الإبحار في عالم الذات المغتربة القلقة الباحثة عن القيم والمثل والمبادئ المفقودة في عصر محتشد بالانفلات الأخلاقي، والمزج بين ذاتها والآخرين في تركيبة إنسانية جميلة تعكس نفسية الأديبة وقناعاتها الفكرية. وأعربت الأديبة الكويتية عن اعتزازها بهذا الإبداع الإنساني العربي لأديبة مغربية تفيض إبداعا حول القيم الإنسانية الخالدة بعيدا كل البعد عن التطرف الإيديولوجي والخطابة المنبرية والاستهلاك الفكري النسوي لجدلية صراع المرأة والرجل. وأشارت إلى أن المؤسسات الثقافية المغربية والكويتية تقوم ببناء جسور متينة تحدث نوعا من التناقش والتناغم بين الأدباء والمثقفين، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن الأسبوع الإعلامي الكويتي يمنح فرصة للاطلاع على التجارب الجديدة في مجال البحث والإبداع. ومن جهة أخرى، تناولت عدد من الجامعيات خلال هذا اللقاء التجربة الإبداعية للأديبة الكويتية، مشيرات في هذا السياق إلى أن هيفاء السنعوسي تعد من المبدعات الكويتيات اللواتي استطعن أن يشققن طريقهن في عالم القصة القصيرة والأقصوصة سواء باللغة العربية أو اللغة الإنجليزية، إذ تناولت موضوعات إنسانية واجتماعية مختلفة ترتبط بالمجتمعات العربية وبأساليب تتنوع بين الكتابة السردية وخصائصها والكتابة الشعرية ومميزاتها. وأضفن أن هيفاء السنعوسي استطاعت من خلال تجربتها القصصية المتنوعة أن تكسب مكانة في إبداع المرأة العربية عموما والمرأة الكويتية بشكل خاص، وأن ترسم لنفسها سمات ميزتها وميزت إنتاجها، سمات جمعت فيها بين الواقعي والخيالي بين الديني والفلسفي مبرهنة بذلك على أن المرأة العربية قادرة على إثبات الذات وتجاوز كل العقبات. ومن بين المجموعات القصصية لهيفاء السنعوسي "ضجيج" و"رحيل البحر" و"إنهم يرتدون الأقنعة" و"فضاءات الحب"• وفي كلمة بالمناسبة، أكد ممثل سفارة الكويت بالمغرب السيد صالح الحداد أن هذه التظاهرة الثقافية تعد ثمرة للعلاقات المتميزة بين البلدين في كافة المجالات. وأضاف أن هذه التظاهرة، التي تهدف إلى مد جسور التعاون والتواصل في المجال الثقافي والإعلامي، ساهمت في إطلاع أبناء مدينة القنيطرة على بعض ملامح النهضة الثقافية والإبداعية لدولة الكويت.