اختتمت في الأسبوع الماضي فعاليات الأيام الثقافية الكويتية التي احتضنتها مدينة القنيطرة في الفترة الممتدة بين 19و25 دجنبر المنصرم. وشملت هذه التظاهرة الثقافية التي نظمها المكتب الإعلامي بتعاون مع وزارة التربية الوطنية ووزارة الثقافة واتحاد كتاب المغرب على الخصوص تنظيم ندوة موزعة على ثلاث جلسات، حول الحركة الإبداعية بالمغرب والكويت: رؤى متقاطعة وقضايا مشتركة بمشاركة باحثين من البلدين. وألقى في الجلسة الأولى الدكتور بدر الخضري من الكويت الأضواء على المقومات المحددة للإبداع الكويتي والمتمثلة في الحرية المشروعة وتوفير الأمن النفسي والاجتماعي وبث روح المبادرة وتشجيع الابتكار وخلق المنافسة النبيلة . وأوضح عبد الرحيم العلام أن مجلةالعربي لم تكن سفيرة للكويت فقط ولكن لكل العرب باعتبار أن هذه المجلة لعبت دورا مهما في بلورة التواصل الثقافي والإبداعي بين الشعوب . واستعرض مصطفى يعلى القواسم المشتركة التي تشغل اهتمامات المبدعين من المغرب والكويت وأثر الحركة الإبداعية الثنائية على الساحة العربية. وفي نفس السياق أكد عبد الله بنعتو بأن الكويت والمغرب يشكلان منارات للإشعاع الثقافي التي تضيء عتمات الوضع الثقافي العربي الذي يعاني من أزمات بنيوية تظهرمن خلال الالتباسات التي تطال وظيفة المثقف في المجتمع . أما الأستاذ محمد احميدة فركز على أهمية الأندية في تنشيط الحركة الإبداعية مشيرا إلى دور الديوانيات باعتبارهامجالس أدبية عرفها الكويت منذ القدم، يلتقي فيها الأدباء والعلماء والمفكرون والمثقفون . وختم العربي بنجلون الجلسة الثانية بمداخلة عن دور مجلة العربي الصغير الكويتية في تثقيف الطفل وتكوين شخصيته منوها بهذه التجربة الرائدة في مجال أدب الطفل . وشهدت الجلسة الثالثة مشاركة الدكتورة هيفاء السنعوسي التي رصدت الحركة الإبداعية في الكويت خاصة في جانب الكتابة القصصية التي عرفت بدايتها الأولى سنة 1929 والفعلية سنة 1962 بصدور قصةالدفة لسليمان الشطي وأبرزت أن الكتابة الكويتية مهتجسة بالقضايا العربية أكثر من الاهتمام بالشأن الداخلي، ومن جانبها أشارت فاطمة كدو لأهمية التلقي السردي الخليجي بالمغرب مركزة على الإبداع النسائي الكويتي المتسم بتناول الإنسان في تطلعاته الإنسانية . وفي نفس الأسبوع ألقى عبد السلام البكاري محاضرة عن التضامن والتكافل في الإسلام، فيماتحدث الطيب أعيس في مداخلته عن الأعمال الخيرية التي تقوم بها المؤسسات الكويتية في المغرب. وتميز حفل الاختتام بتوزيع الجوائز الرمزية على الفائزين في المسابقة الثقافية التي نظمت على هامش الأنشطة التي تضمنها الأسبوع الثقافي وتبارت حولها المؤسسات التعليمية بمدينة القنيطرة، وكذا على المتفوقين في المسابقة العمومية. وإلى جانب المسابقات الثقافية، تميزت هذه التظاهرة بتنظيم أمسية شعرية وأخرى قصصية استمتع فيها الحضور بلحظات متوهجة صاغتها أصوات ثلة من المبدعين؛هيفاء السنعوسي مصطفى كليتي وأحمد محمد حافظ وإكرام عبدي وعزيز أزغاي و.. وتخلل هذا الأسبوع المعرض الكويتي المغربي للكتاب، الذي احتضنته رحاب الخزانة الجهوية بالقنيطرة والذي ضم إصدارات متنوعة، علاوة على منتوجات من الصناعة التقليدية الكويتية وصور ووثائق توثق لعمق وقدم العلاقات الثنائية.