لا زال أحد المحامين المنتمي لهيئة وجدة، يرقد بمستشفى الفارابي في وضع صحي حرج، الأمر الذي لم يساعد ويسعف المصالح الأمنية في عملية الاستماع إليه بخصوص تداعيات وأسباب الاعتداء الشنيع الذي تعرض إليه المحامي المذكور من طرف مجهولين في الضاحية الغربية لمدينة وجدة ليلة الأربعاء الماضي. وتعود أسباب الحادث كما جاء على لسان مصدر موثوق، حينما كان المحامي على متن سيارته الخاصة التي كانت متوقفة ومركونة في مكان خلاء بالقرب من الطريق الوطنية رقم 17 في اتجاه مدينة فكيك ليلة الأربعاء 20 فبراير الجاري، قبل أن يتفاجأ بالأحجار تتهاوى و تتساقط على الواجهة الأمامية لزجاج السيارة من كل صوب وحدب دون أن يدري مصدرها بسبب الظلام الدامس الذي كان يخيم على المكان، حينها لم يكن للشخص من خيار سوى الترجل في هذه اللحظة من سيارته لمعرفة مصدر هذه الأحجار التي هوت على عربته وهشمت زجاجها تهشيما، وهذه كانت رغبة وهدف المعتدين الذين كانوا يعمدون إلى استدراجه لتنفيذ مخططهم، ليجد المحامي نفسه وجها لوجه أمام أشخاص يجهل مصدرنا عددهم ، حيث قاموا بالاعتداء عليه اعتداء شنيعا باستعمال السلاح الأبيض، أسفر عن إصابته بجروح بليغة في أنحاء متفرقة من جسده، تطلبت نقله على وجه السرعة نحو مستعجلات الفارابي بوجدة لتلقي العلاجات الضرورية في وضع صحي حرج، قبل أن يقرر الجناة الفرار إلى وجهة غير معروفة بعدما امتطوا سيارة الضحية وتركوه مدرجا في دمائه يصارع لوحده بمكان خلاء نزيف حاد نتيجة الجروح العميقة التي تعرض إليها من طرف المعتدين. وفور علمها بالخبر جندت المصالح الأمنية بوجدة، بعض من عناصرها من أجل مباشرة أبحاثها وتحرياتها لعلها تجد خيطا يوصلها إلى فك لغز هذه القضية والوصول إلى الجناة، ولا سيما أنهم أمام مهمة جد صعبة في غياب معطيات ملموسة وواضحة تساعدهم على مباشرة عملهم بشكل عادي وتكون كفيلة بنجاح مهمتهم . وفي الوقت الذي كانت فيه العناصر الأمنية، منهمكة في جمع المعطيات التي من شأنها أن تساعدها في إنجاز مهامها على أحسن وجه، من أجل فك لغز هذه الجريمة التي غالبا ما يتم تصنيفها وتكييفها ضمن خانة الاعتداء بدافع السرقة وهي الفرضية الأكثر ترجيحا في بداية الأمر من طرف العناصر الأمنية نظرا لتعودها على معالجة مثل هذه القضايا ، قبل أن يظهر معطى آخر جديدا في القضية خلال اليوم الموالي حينما تم العثور على سيارة المحامي محترقة بالكامل غير بعيد عن المكان الذي شهد حادث الاعتداء، الأمر الذي أربك كل حسابات رجال الأمن الذين وجدوا أنفسهم أمام فرضية أخرى هامة لا يمكن استبعادها وإغفالها في قضية التحقيق هذه،إذ من المرجح أن تكون لعملية الاعتداء علاقة وصلة بتصفية حسابات بين المحامي والمعتدين الذين أرادوا تمرير رسائل مشفرة للمحققين من خلال إقدامهم على عملية إحراق السيارة، بدل اللجوء إلى التخلص منها عن طريق بيعها ولا سيما أنها سيارة من النوع الرفيع وفي حالة ميكانيكية جيدة عوامل تجعلها مقبولة في سوق السيارات من طرف عصابات متخصصة في شراء السيارات المسروقة إذ تعمد هذه الجهات تهريبها نحو الجزائر عبر الشريط الحدودي لإعادة بيعها هناك بعد العمل على تزوير صفائحها الحقيقية واستبدالها بأخرى ذات ترقيم جزائري وهي العملية ذاتها التي يتم اتباعها من أجل تدبير أمر استخراج أوراق هويتها في ظل وجود شبكات منظمة متخصصة في ذلك.تنشط بشكل مكثف بالقطر الجزائري الشقيق. مع هذا المعطى الجديد ، بدأت العناصر الأمنية تستبعد بعض الشيء دافع السرقة بخصوص الاعتداء الذي تعرض له المحامي من طرف مجهولين، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث والتحريات التي باشرتها المصالح الأمنية لمعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا الاعتداء ، وهي الأبحاث التي لا زالت متعثرة نتيجة الوضع الصحي الحرج للمحامي الذيلم يسمح له الأطباء بمقابلة المحققين من أجل تنوير طريقهم بهدف الوصول إلى خيط لفك لغز هذا الاعتداء الذي استأثر بتتبع واسع واهتمام بالغ من طرف الرأي العام المحلي بوجدة وخصوصا حينما تم العثور على السيارة محترقة بالكامل يوما واحدا بعد حادث الاعتداء.