إنجاز 29 ألف مشروع بين 2005 و2012 بقيمة مالية وصلت إلى 18 مليار درهم نجحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق جزء مهم من أهدافها، إذ استفاد أزيد من 5 ملايين مغربي من حوالي 29 ألف مشروع منجزة، بمبلغ إجمالي وصل إلى 18 مليار درهم، بين سنتي 2005 و2012. وقالت نديرة الكرماعي، العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت بمبلغ 11 مليار درهم، في حين، ساهم شركاء من قطاعات حكومية وجماعات محلية ونسيج جمعوي بسبعة ملايير درهم. وأوضحت الكرماعي، خلال لقاء مع وسائل الإعلام الوطنية، أول أمس الأربعاء، في مقر عمالة إيفران، بمناسبة "الدورة 15 للخميس الإعلامي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، الذي نظم حول موضوع "تحسين فرص الولوج إلى الخدمات الأساسية"٬ أن المبادرة أعطت نتائج إيجابية جدا، مشيرة إلى ضرورة تعزيز الحكامة المحلية لتسهر على استمرارية ونجاح هذه المشاريع، مؤكدة أن هذا لا يتأتى إلا عبر توفر التقائية في العمل بين كل الأطراف المعنية. وأوضحت أن اختيار مدينة إيفران لاحتضان هذا اللقاء، يروم الوقوف على المشاريع المنجزة بالإقليم ونقط قوتها وضعفها٬ والوقوف على المعيش اليومي والظروف الصعبة التي يعيشها سكان الإقليم، سيما في هذه الفترة من السنة، التي تتميز بشدة البرودة. من جهته، قال جلول صمصم، عامل إقليم إيفران، إن عدد المشاريع التي أنجزت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وصل، خلال الفترة بين 2005 و2010، إلى 325 مشروعا، بقيمة مالية قدرت بحوالي 105 ملايين درهم، 37 مليونا و146 ألف درهم ساهمت بها المبادرة الوطنية، وبلغت مساهمة باقي الشركاء حوالي 64 مليون درهم، موضحا أن عدد المستفيدين من هذه المشاريع تجاوز 25 ألفا و299 شخصا. وأشار صمصم إلى أن 22 من هذه المشاريع استهدفت العالم القروي، وأن عدد المستفيدين فاق 125 ألف شخص، فيما إنجز 15 مشروعا في إطار برنامج محاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي. وأكد أن استراتيجية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الإقليم، في الفترة بين 2011 و2015، تستهدف 7 جماعات قروية، بالإضافة إلى مدينة أزرو، مشيرا إلى أن القيمة المالية للمشاريع التي ستنجز تصل إلى حوالي 90 مليون درهم، 40 مليون درهم منها ستخصص للعالم القروي، بنسبة 45 في المائة. وأبرز العامل أن 18 مليون درهم سنويا خصصت لإنجاز هذه المشاريع، وأن نسبة النساء المستفيدات تصل إلى 25.65 في المائة، ونسبة الشباب المستفيدين 21.71 في المائة. وأوضح أنه أنجز، بين 2011 و2012،71 مشروعا بقيمة 54.2 مليون درهم، استفاد منها 12168 شخصا. وتضمن برنامج الخميس الإعلامي زيارات ميدانية لبعض المشاريع الممولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ خاصة بالجماعة الحضرية أزرو، والجماعة القروية سيدي المخفي٬ للوقوف على الدينامية، التي أحدثتها هذه المشاريع ولتثمين المكتسبات والثروات والكفاءات المحلية. يشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار الحفاظ على الحوار مع وسائل الإعلام٬ الذي يعتبر ضمن استراتيجية التواصل المؤسساتي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2011-2015، التي ترتكز على أربعة محاور أساسية، هي "تقوية الحكامة التشاركية المحلية٬ والإدماج الاقتصادي٬ وتحسين الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية٬ وتقوية قدرات الفاعلين وتطوير الأنظمة"٬ وتهدف إلى مواكبة تنفيذ برامج المبادرة في مرحلتها الثانية. ما يوازي 17 مليار درهم لتفعيل برامج المرحلة الثانية من المبادرة مكنت المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من تحسين الظروف المعيشية للسكان المستفيدين٬ إذ انخفض معدل الفقر من 14 في المائة إلى 9 في المائة على الصعيد الوطني٬ ومن 36 في المائة إلى 21 في المائة في الجماعات القروية المستهدفة. كما ساهمت المبادرة في تقليص معدل الفقر بنسبة 41 في المائة بالجماعات القروية المستهدفة، ومكنت من انخراط 11 ألف فاعل مباشر في أجهزة الحكامة، وساهمت في تبني مفهوم التشارك والمشاركة، وفي الانخراط الفعلي في العمل التنموي وتبني المشاريع المنجزة، وصيانة كرامة المواطن، والنهوض بأوضاع المرأة والشباب. وحفزت حصيلة المرحلة الأولى من المبادرة والنتائج الإيجابية التي حققتها على تخصيص غلاف مالي قدره 17 مليار درهم لتفعيل برامج المرحلة الثانية (2011-2015)٬ التي تتسم بتعبئة مهمة وتوسيع قاعدة الاستهداف المجالي والفئوي٬ خصوصا لفائدة العالم القروي، الذي شهد إضافة برنامج خاص يهم التأهيل الترابي.