حياة عادية تلك التي كان يعيشها الإمام محمد الشيهب كبقية خلق الله معتمدا على راتب هزيل وما تجود به أيادي المحسنين من دوار تاملالت الجراردة الكائن بدائرة أكليم بإقليم بركان أين كان يشتغل إماما بالمسجد لأزيد من أربعة سنوات . لم يكن يعلم الفقيه المذكور أن المسيرة الممتدة لأكثر من عشرين سنة قضاها بين مساجد مناطق عديدة بالمملكة سيوقفها قطار الموت وهو في سن الثانية والأربعين بعد أن فاجأه مرض سرطان الكبد حيث مات وهو يفكر في مصير أطفاله الأربعة الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين تسعة أشهر وثلاثة عشرة سنة . وفاة لم تحرك أحاسيس القائمين على الشؤون الدينية بإقليم بركان الذين لم يقدموا حتى التعازي لعائلة الفقيد المحتاجة لإلتفاتة ترد لهم اعتبار أب فقيه قدم الكثير ورحل في صمت بوسط فقير اضطر جمع التبرعات من أهل الدوار والأقارب من أجل القيام بمراسيم العزاء والدفن دون أن تتدخل الجهات الدينية المعنية ولو بالمساهمة بدرهم واحد بالرغم من الإتصالات المتكررة حيث أفاد أحد أقاربه لجريدة الأحداث المغربية أنه قصد أحد المسؤولين الذي له علاقة بالمساجد ببركان من أجل مساعدة عائلة الفقيه لكنه فوجئ بصد من نوع خاص بعد موعدين كان الإنتظار من خلالهما قاسيا حيث أمضى نصف يوم كي يصل دوره لملاقاة المسؤول المذكور الذي صدره مؤكدا له أنه سيفكر في الأمر . أطراف بالإقليم تتسائل عن الدورالحقيقي للساهرين عن القطاع المذكوربالمدينة وهي التي تتخلى عن أئمتها وعائلاتهم المحتاجة مكتفية بالوعود وكأن الأمر لا يعنيها في نظرها . محنة واجهتها عائلة الفقيه التي غادرت المسكن الذي كانت تستغله بالقرب من مسجد الدوار حيث استقبلها أحد أفراد العائلة الذي قام بخطوة لم يفكر فيها المعنيون بالأمر مجتمعين . أنشطة كثيرة تصرف عليها أموال كبيرة وتصرفات حب الظهور التي تصل في بعض الأحيان إلى بعثرة المنح والهدايا لكل من هب ودب على حد تعبير ذات الأطراف خلال لقاءات يحضرها مسؤولي الإقليم من أجل إثارة الإنتباه ولكن الفقيه المسكين كان يصارع المرض وحيدا حسبها دون أن يلقى أية مساعدة التي لن تصل حسب رأيها إلى قيمة تلك الهدايا خاصة وأن أكل وشرب العائلة المنكوبة يوفره أفراد العائلة وبعض المحسنين الذين قاموا بخطوات عجز عنها القائمون على الشؤون الدينية بإقليم بركان .