ينتظر أن تشهد أسعار بيع السيارات، المستوردة من أوروبا، تراجعا نتيجة التخفيضات المرتقبة في التعريفة الجمركية، المطبقة على العربات الجديدة، التي ستناهز 17.5 في المائة في سنة 2012. وهبطت هذه التعريفات من 32.5 في المائة إلى 27.5 في المائة، منذ بداية السنة الجارية. وتشهد سوق السيارات المستوردة في المغرب انفتاحا كبيرا، ومنافسة حادة، بين 53 علامة تجارية مختلفة من أميركا، وآسيا، وأوروبا. وعرفت مبيعات السيارات السياحية الجديدة المستوردة في المغرب انخفاضا، خلال شهري فبراير ويناير، بعد فورة استمرت عدة سنوات. وهبطت مبيعات السيارات السياحية المستوردة في المغرب بنسبة 4.99 في المائة، خلال شهر فبراير 2009، بعد هبوط بنسبة 2.54 في المائة، خلال يناير الماضي، مقارنة مع مبيعات الشهر نفسه من السنة الماضية. وبلغ عدد السيارات السياحية المستوردة، التي جرى بيعها في المغرب، خلال الشهرين الأولين من السنة الحالية 9336 سيارة، مقابل 9703 سيارات، خلال الفترة نفسها من سنة 2008. وأرجع متتبعون هذا الهبوط إلى أثر الأزمة الاقتصادية العالمية على سلوك المستهلك المغربي، الذي يترقب استمرار هبوط أسعار بيع السيارات في السوق المغربية، في ظل التراجع الكبير للطلب في أسواق البلدان الصناعية. وتمكنت علامة «كيا» من الحفاظ على موقع الصدارة بحصة 13.97 في المائة من السوق، عبر بيع 1304 سيارات خلال الشهرين الأولين من 2009، بزيادة 6.6 في المائة مقارنة بحجم مبيعاتها خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. وحافظت «بيجو» و«تويوتا» على موقعيهما في الصف الثاني والثالث، على التوالي، بحصة 11.2 في المائة من السوق بالنسبة إلى «بيجو»، وبحصة 10.2 في المائة بالنسبة إلى «تويوتا»، رغم انخفاض مبيعاتهما، خلال الشهرين الأخيرين بنسبة 7.11 في المائة إلى «بيجو»، و 7.20 في المائة إلى «تويوتا». وتمكنت «رونو» من زيادة مبيعاتها بنسبة 14.87 في المائة، خلال هذه الفترة، ورفع حصتها إلى 9.6 في المائة. كما تمكنت «فولسفاغن» من زيادة مبيعاتها بنسبة 18.55 في المائة، خلال الفترة ذاتها، وبلوغ 7.53 في المائة من السوق. وحسب جمعية مستوردي السيارات (أفيام)، فإن حوالي 63 سيارة جديدة، المستوردة والمركبة محليا، بيعت في السوق المغربية، خلال النصف الأول من 2008، مقابل 48.215 سيارة، في الفترة ذاتها من السنة الماضية، مسجلة نموا بنسبة 30.44 في المائة. وأوضح المصدر أن عدد السيارات المركبة المستوردة، سجل تسويق 44.519 وحدة، مقابل 33.058 وحدة في الفصل الأول من 2007، مسجلا ارتفاعا وصلت نسبته إلى 34.67 في المائة. واحتلت الأسواق الآسيوية، لاسيما اليابان وكوريا الجنوبية، المركز الأول في لائحة الأسواق المصدرة. وكانت مصادر مهنية توقعت بيع 120 ألف سيارة جديدة، من مختلف الأحجام والاستعمالات، خلال السنة الجارية. ومن المتوقع أن ينتقل الرقم إلى 150 ألف سيارة، في أفق 2010. وناهز عدد السيارات الجديدة، التي بيعت في المغرب، خلال السنة الماضية، 100 ألف سيارة من مختلف العلامات. وسجل القطاع بذلك نسبة نمو تقدر ب 30 في المائة، مقارنة مع معدل السنوات الثلاث الماضية. ويرجع النمو المرتفع، الذي تحققه سوق السيارات، خصوصا النوع الاقتصادي والصنف النفعي، إلى عوامل عدة، وفي مقدمتها الاهتمام الذي توليه السلطات لهذا المجال، نتج عنه ولوج شركات عالمية السوق المغربية، وملاءمة العرض مع الطلب، نتيجة المنافسة المحتدمة بين الشركات، إضافة إلى الحوافز التي تقدمها الشركات المنتجة والبنوك لفائدة الزبناء الراغبين في شراء سيارة جديدة. وركبت شركة "صوماكا"، الموجود مصنعها في الدارالبيضاء، حوالي 30 ألف سيارة، خلال السنة الماضية، محققة نسبة ارتفاع بلغت 53 في المائة. وشرعت رونو المغرب، أخيرا، في تصدير 5 آلاف سيارة إلى السوقين الفرنسية والإسبانية، في أفق تصدير 10 آلاف سيارة سنة 2010.