مشاعر الفرح تغمر قلوب حجاج بيت الله الحرام من مختلف أصقاع المعمورة مع إيذان المسير من المدينةالمنورة صوب مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج والوقوف على جبل عرفات. تخالط نفوس المؤمنين رهبة المكان والشوق إلى ديار كانت مهبط الوحي وخاتم الرسالات، ورغبة في السلام على رسول الله في طيبة، والتقرب إلى الله بأداء فريضة الحج. الشاب الثلاثيني أبو بكر فتحي، القادم من مصر للعمل في السعودية قبل ثلاثة شهور، كثيراً ما اجتهد في الدعاء طالبا من الله أن ييسر له الحج، عبّر عن سعادته بأن منى الله عليه بأداء مناسك الحج لأول مرة في حياته. وقال «دعوت الله مراراً وتكراراً أن يرزقني الحج، وبفضله وحده حصلت على وظيفة عمل في السعودية منذ 3 شهور، ويسّر لي حج ببيت الله الحرام». في مثل هذا الموعد من كل عام، يجتمع ملايين المؤمنين في تظاهرة دينية تعدّ الأبرز من نوعها في حياة الأمة الإسلامية، لترسم عظمة الدين الإسلامي، وتعظم شعائر الله في الأرض، ولا يخلوها بأيّ حال من الأحوال مشاهد إيمانية فريدة في العطاء والبذل لقاء مرضاة الله. يتحدث الشاب المغربي عبد الرحيم بوحوته، البالغ 46 عاما، بملء قلب عامر بالفرحة بعد أن تمكّن من بلوغ الديار المقدسة حاجاً العام الحالي. ولم يفت بوحوته الإشارة إلى أهمية أداء مناسك الحج في مقتبل العمر، كونها فريضة على كل مسلم مستطيع قادر. وأوضح أنّه الوحيد من أهل قريته يؤدي مناسك الحج هذا العام. في المقابل، يذهب الموريتاني حمدي لدى سؤاله عن مشاعره، كونه لأول مرة يأتي حاجاً إلى الديار المقدسة، في رحلة مع النفس التواقة لأداء ركن من أركان الإسلام، لكنه يعبّر عن شوق يسكن داخله لملاقاة الحبيب المصطفى والابتهال إلى الله بأن يتحسن الوضع في بلاده التي تعاني مشكلات عدة، على حد تعبيره. يشار إلى أنّ عدد حجاج بيت الله الحرام يقارب 5 ملايين حاج هذا العام موزعين على كافة البلاد العربية والإسلامية.