هل استلهم بارونات المخدرات أسلوب الذئاب المنفردة والخلايا العنقودية من شبكات الإرهاب؟. الجواب عن السؤال يقود بالضرورة إلى تفاصيل التحقيقات الأمنية مع عناصر الشبكة الإجرامية التي تم تفكيكها مؤخرا. فبعد أيام من التحريات الأولية، لم يتوقع المحققون الأمنيون، وهم منكبون على تمحيص العديد من الوثائق والأجوبة المرتبطة بالأنشطة غير المشروعة للشبكة الدولية، أن يقفوا على خلاصة مفادها، أن شبكات الاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال، أصبحت تحاكي في آليات اشتغالها نظام الخلايا العنقودية المشهور عند شبكات الإرهاب. كانت التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية مع 20 شخصا، تم اعتقالهم على خلفية تبييض عائدات المخدرات في اقتناء عقارات بكل من الناظورومكناس من ضمنهم منعش عقاري بالناظور وأفراد من عائلته، بمثابة الخيط الرفيع الذي قاد المصالح الأمنية إلى الوقوف على ألغاز العصابة الإجرامية. حسب المصادر السابقة، فالعملية الأمنية الأخيرة، أطاحت بشبكة إجرامية غير تقليدية، تشبه في نظام عملها، أساليب عصابات المافيا، بسبب القرابة العائلية بين عناصرها، إضافة إلى الأدوار المحددة لكل عضو منها. فجل عمليات تبييض الأموال المحصل عليها من عائدات المخدرات، كان يتم توظيفها في مشاريع مختلفة تجارية عقارية وفلاحية، يتم تسجيلها بأسماء أقارب من الدرجة الثانية والثالثة من أجل تمويه الأجهزة الأمنية بكل من المغرب وبلجيكا وهولندا. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر خاصة أن مصالح الأمن بالناظور، وبأمر من النيابة العامة تمكنت من وضع يدها على العقل المدبر لعمليات تبييض الأموال داخل الشبكة الإجرامية، ويتعلق الأمر بأحد أكبر المقاولين البارزين بمدينة الناظور ونواحيها. وقاد اعتقال المنعش العقاري المذكور، المحققين إلى الكشف عن البنية المعقدة للشبكة، حيث أوضحت مصادر أمنية أنها، تتكون من 13 عصابة منظمة مختصة في تهريب المخدرات عبر مختلف المدن المغربية ودول أجنبية أخرى، وتشتغل في إطار من السرية، بشكل يجعل عناصر العصابة الواحدة غير قادرين على التعرف على هويات باقي شركائهم. وجاء توقيف الأخير بناء على تنسيق أمني ومذكرة بحث صادرة عن بلجيكا وهولندا، حيث تمت مصادرة العديد من مشاريعه وممتلكاته بمقتضى أوامر قضائية، ومن بينها ضيعات فلاحية في ضواحي الناظور، كان ينوي بيعها في الآونة الأخيرة، إضافة إلى مجموعة من العقارات بمدينة مكناس سجلها باسم أقارب زوجته. وكانت وزارة الداخلية عممت يوم الثلاثاء الفائت، بلاغا ذكرت فيه أن مصالح الشرطة المغربية، تمكنت بتنسيق مع نظيرتها الهولندية والبلجيكية في إطار إنابتين قضائيتين دوليتين من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في مجال الترويج غير المشروع للمخدرات وتهريبها على الصعيد الدولي، وتبييض الأموال المتحصلة عنها عن طريق الاستثمار في مشاريع تجارية وعقارية.