حميد شباط، المرشح لمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال استغرب الأخبار التي يطلقها بعض قادة حزب «الميزان"، والتي تذهب إلى حد التكهن بمغادرة وزراء الحزب حكومة بنكيران، والتسبب في أزمة حكومية، قد تفتح الباب أمام تعديل حكومي واسع، مباشرة بعد انتخاب القائد الجديد للحزب. في السياق نفسه، نفى شباط ل»الصباح» هذه الشائعات، وقال «إذا انتخبت أمينا عاما لحزب الاستقلال، فلن ننسحب من الحكومة، بل بالعكس سنقويها ونضخ دماء جديدة في شرايينها، وندفعها للعمل بشكل جيد». وأوضح قائلا «نحن مقتنعون أن نجاحها هو نجاح للمغرب»، و»فشلها لا قدر الله، سيعيدنا إلى ما قبل الدستور الجديد، فلتطمئن كل قلوب الاستقلاليين، نحن لن نخرج من الحكومة». ويخوض شباط رفقة طاقمه حملته الانتخابية استعدادا لسباق الأمانة العامة المقرر إجراؤه في الثالث والعشرين من الشهر الجاري على الطريقة الأمريكية، ووجد في استقباله بتاوريرت، التي نظم بها يوم أول أمس (الخميس) مهرجانا خطابيا، قرابة 800 استقلالي واستقلالية من بينهم ثلاثة نواب برلمانيين من أصل خمسة، مع اعتذار نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب الذي أصيب بوعكة صحية، وناب عنه إخوته وجميع أعضاء المجلس الوطني بالحسيمة. كما حضر عمر احجيرة، رئيس بلدية وجدة، وأخ توفيق احجيرة مرفوقا بأعضاء المجلس الوطني وبرلمانيي فكيك وخالد السبيع برلماني إقليم تاوريرت الذي أشرف على تنظيم المهرجان الكبير، الذي حضره 62 عضوا بالمجلس الوطني من أصل 90 عضوا هم مجموع ممثلي الجهتين. ويعتبر هذا التجمع الحاشد ردا على العشاء الذي نظم لعبد الواحد الفاسي بإحدى الضيعات بنواحي زايو، نهاية الأسبوع الماضي. إلى ذلك، أكدت مصادر حضرت تجمع تاوريرت أن شباط نفى نيته الانتقام من أي شخص أو أي تنظيم كان مساندا لعبد الواحد الفاسي. وذكر بالوضعية التي عاشها في المرحلة الانتقالية للاتحاد العام للشغالين، إذ وحد بين أنصار أفيلال وأنصاره في المكتب التنفيذي وفي الفروع. ويعتبر هذا التطمين إشارة قوية على أن شباط قطع شوطا طويلا في طريق الأمانة العامة، ويعتبر الدعم العلني لعائلة احجيرة ذا رمزية خاصة بالنسبة إلى الجهة الشرقية، كما أن نورالدين مضيان نائب الحسيمة وعضو اللجنة التنفيذية يعتبر دعمه لشباط حاسما قبل أسبوع من يوم الحسم 23 شتنبر. من جهة أخرى، واصل شباط هجومه على حزب الأصالة والمعاصرة، قائلا إن هذا الحزب خلق «لتونسة المغرب» التي كان مبهورا بنموذجها، وأراد تطبيقه على المغرب لولا الربيع العربي الأمازيغي حسب تعبير شباط، محذرا بأن تأجيج الاحتقان والعمل على إفشال الحكومة هو مقامرة بإستقرار البلاد، وأن الحكومة مطالبة بإتخاذ قرارات شجاعة لحماية الطبقات الإجتماعية الكادحة، لأن الوضعية العامة مرشحة للعودة إلى ما قبل خطاب 9 مارس الذي أنقذ البلاد من مصير بلدان الجوار. وقال إن المغرب بحاجة إلى أحزاب قوية وديمقراطية قولا وممارسة، وأنه كفى من الأحزاب التي تسير عن بعد، وأن ما يشهده حزب الاستقلال من منافسة ديمقراطية يعتبر دعما للتجربة الديمقراطية ببلادنا وتقوية للصف الديمقراطي.