كلينتون تدين الفيلم المسيء للاسلام وتصفه بال"مقرف" توافد زوال أول أمس الأربعاء المئات من المغاربة من الجنسين، ومن مختلف الأعمار على شارع مولاي يوسف بالدارالبيضاء، وذلك من اجل التظاهر والاحتجاج ضد الإساءة التي تضمنها فيلم قام بإخراجه مواطن أمريكي/إسرائيلي لشخص رسول الأمة الإسلامية محمد (ص)، أمام مقر القنصلية الأمريكية، استجابة لدعوات تم إطلاقها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك». المحتجون رفعوا لافتات ويافطات تندد بالإساءة إلى نبي المسلمين، ورددوا شعارات تدعو إلى إنزال العلم الأمريكي وتنكيسه، وسط حضور أمني كبير وتعزيزات أمنية جد مرتفعة مخافة وقوع انفلاتات قد لا تحمد عقباها كما وقع بليبيا، حيث قتل السفير الأمريكي اختناقا رفقة ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين. وقد تمت معاينة قوات التدخل مرابطة على مقربة من مقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى، هذا في الوقت الذي كانت فيه كل المنافذ المؤدية للسفارة مؤمنة بمختلف العناصر والوحدات الأمنية. وفي السياق ذاته ، علم أنه قد تم اعتقال بعض المتظاهرين نتيجة إصابة عنصري أمن بالحجارة بعد رشقهما ،وهو عمل صبياني وغير مسؤول، وقد حاولت عناصر من المتظاهرين بالإضافة إلى عناصر أمنية العمل على تفادي أية انزلاقات والسهر على تأمين مرور الوقفة بشكل حضاري. يذكر أن الفيلم أنتج بتمويل من أشخاص يهود، هذا في الوقت الذي سارع فيه ممثلون شاركوا في أطواره إلى تبرئة ذمتهم مما اعتبروه تضليلا لهم لعدم درايتهم، حسب تعبيرهم، بحقيقة موضوع الفيلم وطبيعته. هذا وطلبت إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة فى العالم من جهة عدد السكان، الخميس، من موقع يوتيوب لنشر تسجيلات الفيديو، وقف بث الفيلم المسىء للرسول (ص) الذى أثار موجة عنف مناهضة للأمريكيين أدت إلى مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا. وقال غاتوت ديوا بروتو المتحدث باسم وزارة الإعلام والاتصالات «نطلب من يوتيوب أن يسحب من موقعه فيديو «براءة المسلمين»، وأضاف «أن هذا الفيلم هو بلا شك إهانة لدين برمته وقد صدم المسلمين الإندونيسيين. ونحن لا نرغب فى أن يشعر أى كان أنه استفز وأن تحدث أعمال عنف هنا». وأوضح «لا نزال نتفاوض مع إدارة يوتيوب ونعتقد أنهم سيتعاونون» مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد مهلة. والفيلم الطويل أشبه بتهجم فج وساخر على الإسلام. وأشعلت الدعاية له الشارع فى عدد من البلدان بينها مصر وليبيا وتونس والمغرب، وأدت احتجاجات عنيفة فى بنغازى شرق ليبيا إلى مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير، كما تشهد القاهرة تظاهرات عنيفة حول السفارة الأمريكية. وكانت إندونيسيا التى يبلغ عدد سكانها 240 مليون نسمة، أوقفت فى الماضى بث أشرطة فيديو معادية للإسلام خصوصا فيلم فتنة فى 2008 الذى أعده نائب هولندى يمينى متطرف. لكن تم رفع المنع بعد احتجاجات كبيرة من مستخدمى الإنترنت. وقال موقع يوتيوب إنه حد من الوصول إلى فيلم «براءة المسلمين» فى ليبيا ومصر. وأدانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الفيلم المسيء للاسلام والذي اثار احتجاجات عنيفة في العديد من دول الشرق الاوسط، مؤكدة ان الحكومة الاميركية لا علاقة لها به مطلقا. وقالت كلينتون "بالنسبة لنا وبالنسبة لي انا شخصيا فان هذا الفيديو مقرف ومدان. ويبدو ان هدفه السخرية الشديدة والاساءة الى دين عظيم واثارة الغضب". واضافت "ولكنني قلت بالامس انه لا مبرر مطلقا للرد على هذا الفيديو بالعنف". واندلعت تظاهرات على مدى ثلاثة ايام امام السفارات والبعثات الدبلوماسية الاميركية في مصر وليبيا واليمن واماكن اخرى احتجاجا على فيلم "براءة الاسلام"، الذي تم انتاجه في الولاياتالمتحدة، بسبب اساءته للاسلام. وقتل السفير الاميركي كريس ستفينز وثلاثة اميركيين اخرين عندما شن متطرفون مدججون بالسلاح هجوما استمر اربع ساعات على القنصلية الاميركية في مدينة بنغازي شرق ليبيا في وقت متأخر الثلاثاء. وقالت كلينتون عند اطلاق الحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة والمغرب ان "على جميع قادة الحكومات وقادة المجتمع المدني والقادة الدينيين رفض العنف". وقالت "يجب على كل قائد مسؤول الوقوف الان واعلان رفضه" للعنف. واضافت "من الخطأ الكبير ان يتم توجيه العنف ضد البعثات الدبلوماسية، وهي الاماكن التي هدفها الرئيسي تحسين التفاهم بين البلدان والثقافات".