شِي مْغَارْبَة جَهْلوا بَزَّافْ ،ولم يقدروا عواقب ما يقومون به من تخريب لأملاك عمومية نتائجها تحيل مباشرة للأعمال الإرهابية،وإلا كيف يمكن أن نفسر إجرام تخريب السكة الحديدية التي تنتج عنها حوادث مميتة وتخريب للأمن الإقتصادي..أو كيف نفسر هجوم وحوش وليس بني أَدْمِينْ على القطارات بالكُرْدَاسْ/الصَّمْ/الحجر القاتل أو الجارح للمسافرين الآمنين..ولا زال مسلسل تخريب الخطوط التابعة للسكة الحديدية مستمرا . لأن زجاج مقطورات حوالي عشرين قطارا تعرضت للتكسير والتخريب منذ نهاية الأسبوع الماضي مخلفة هلعا وسط الركاب الذين تفاجؤوا بأصوات الحجارة ترتطم بقوة بالنوافذ الزجاجية. فتيحة ابنة جرادة التي قادها حظها للوجود على متن قطار يربط بين أصيلةوالدارالبيضاء الخميس الماضي كانت على موعد مع رحلة مخيفة ومرهقة عندما هاجم مراهقون في لحظة طيش القطار الذي كانت تركبه متسببين في تكسير زجاج مجموعة من النوافذ. وكأن الخوف الذي عاشته هذه الأم الشابة لم يكن كافيا، فقد كان على فتيحة أن تنتظر ساعة ونيف حتى ينطلق القطار من جديد. مدة زمنية مرت على فاطمة كدهر من الزمن خصوصا في ظل الازدحام وارتفاع درجة الحرارة. ولم تستثن عمليات التخريب والرشق بالحجارة المسافات القصيرة حيث حظيت الرحلات القصيرة هي الأخرى بنصيبها من التخريب..إذ كانت القطارات الرابطة بين مدينتي الدارالبيضاء والقنيطرة عرضت لعمليات الرشق بالحجارة، خاصة عند مرورها من محطتي تمارة، عين السبع.. في حين لا يكاد قطار يقطع محطتي القصر الكبير أو سيدي يحيى الغرب دون أن يتعرض للرشق المتكرر مما يتسبب في إتلاف زجاج نوافد المقطورات. حوادث الرشق بالحجارة أيضا تتعرض لها القطارات الرابطة بين الدارالبيضاء ومراكش وأساسا عند مرورها بمحطات سيدي بوعثمان، برشيد، بوزكورة.. ناهيك عن كون القطارات المارة من اليوسفية والتي تصل بين الدارالبيضاء وأسفي أصحبت تشهد حوادث شبه يومية. أرقام.. لا تترجم واقع التخريبات التي تتعرض لها القطارات بشكل يومي حسب مسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدية، تخريبات قد تمس في حالات كثير بسلامة المسافرين عبر القطارات، إذ سجلت في فترات سابقة إصابة بعض المسافرين بشظايا على مستوى العين، أو جروح بسيطة.. وشهدت الشهور الأخيرة إصابة راكب بالقطار القادم من الدارالبيضاء نحو الناظور بشظايا الزجاج المتناثر في رأسه، كما أصابه الحجر المصوب به نحو القطار، إصابات وصفتها مصادر بالبالغة الخطورة. إصابات يتحمل المكتب الوطني للسكك الحديدية مصاريفها، رغم عدم تحمله المسؤولية المباشرة في الإصابة بها، إذ القاعدة القانونية تشدد على أن إصابة الضحية بجروح أثناء ركوبه القطار بسبب الرشق بالحجارة من خارج العربة يحمل المسؤولية للمكتب الوطني للسكك الحديدية. وتشير أرقام صادرة عن المكتب الوطني للسكك الحديدية مابين 2006 و2010 وصل حجم الاعتداءات إلى أزيد من 2328 منها 225 ضد المحولات الكهربائية، 107 ضد التجيهزات الخاصة بالاتصالات، و 1996 اعتداء ضد تجهيزات التشوير. كما سجل ارتفاع لأعمال التخريب التي تطال العربات والمقطورات، حيث ارتفع العدد إلى 16083 منها 15450 رشق بالحجارة، و474 حالة وضع وإلقاء أشياء أمام القطارات .