حل كساب وكعادته كل يوم الإثنين ، وهو موعد السوق الأسبوعي لمنطقة عين بني مطهر 80 كيلومتر جنوب مدينة وجدة، حيث يعد من أكبر أسواق الجهة الشرقية وخصوصا على مستوى تجارة المواشي بحكم قربه من مناطق الظهرة التي تهتم بهذا المجال .. أدخل قطيعه للسوق، شأنه شأن العديد من الكسابة الذين يتوافدون على هذا السوق من كل أنحاء المنطقة، ولم يكن يدري هذا الكساب أن ذئاب بشرية كانت تتربص به في الخفاء وتتبع خطواته وعيونها على “التقرقيبة" التي سيجنيها الرجل من عمليته التجارية. أمسك الأموال بين يديه بعدما تسلمها من المتعاملين معه، عدها ووضعها في جيب مخصص لها بالقرب من قلبه، وهو جد فرح ومسرور بهذا المبلغ المالي المهم المقدر بخمسة ملايين سنتيم، وبمجرد ما أتم عمليته التجارية، كان في نيته أيضا أن يعرج على المحلات التجارية ليقتني ما ستشتهيه نفسه من مأكولات لذيذة لتزيين مائدة الإفطار. سرعان ما تبددت كل الأفكار التي كانت تروج في مخيلته،ب عدما كسرت تفكيره عصابة مكونة من 3 أشخاص، انقضت عليه كما ينقض الأسد على فريسته، طعنوه بالسلاح الأبيض تم استولوا على مبلغه المالي بعدما أشبعوه ضربا ورفسا أمام الملأ، وفروا مسرعين نحو سيارة من نوع “داسيا" كانت مركونة بجانب السوق. امتطى أفراد العصابة العربة التي انطلقت كسرعة البرق في اتجاه غير معروف، تاركين ورائهم الكساب ممدا على الأرض، وهو ينزف دما من جراء الاعتداء عليه بواسطة السلاح الأبيض، حيث حلت سيارة إسعاف للوقاية المدنية، التي حملت الكساب على وجه السرعة نحو مستعجلات مستشفى الفارابي بوجدة، لتلقي العلاجات الضرورية. العملية خلفت هلعا وخوفا شديدين لدى “السواقة" الذين تجمهروا بشكل كبير في مكان الحادث يتبادلون أطراف الحديث عن الواقعة التي شهدها السوق صبيحة يوم الإثنين 6 غشت الجاري. وقد تمكن العديد من المواطنين من التعرف على لون ونوع السيارة وكذا لوحتها الترقيمية. معلومات سهلت مأمورية المصالح الأمنية التي بادرت فور علمها بالخبر بحملة تمشيطية واسعة النطاق شملت مختلف المنافذ الطرقية المحتملة التي يمكن أن تسلكها سيارة العصابة. وبعد مضي زمن قليل تمكنت مصالح الأمن الإقليمي لمدينة جرادة من توقيف أفراد العصابة على مستوى منطقة"العكاية" حوالي 13 كيلومتر شمال المدينة ، ليتم بعد ذلك إحالة الموقوفين على مصالح الضابطة القضائية لمباشرة تحرياتها وأبحاثها بخصوص القضية.