مدريد تكشف اختراق الإرهابيين للرابوني و الجزائر تجر د الانفصاليين من الإدارة الأمنية لتندوف ذ.رشيد زمهوط أجمع المتتبعون لمواقف و ردات فعل قيادة الانفصاليين المتهورة منذ فترة على أن تلويح زعيم جبهة بوليساريو مجددا قبل يومسن بالعودة لخيار حمل السلاح في وجه المغرب لا يعدو أن يكون محاولة يائسة وحركة تصعيدية مسرحية للهُروب إلى الأمام في مواجهة واقع التردّي المسترسل للأوضاع المأساوية في مُخيّمات تندوف . وتعيش جبهة الانفصاليين بالرابوني عزلة سياسية و ديبلوماسية دولية وأزمة سياسية وإجتماعية غير مسبوقة تؤكد خطورتها التقارير الدولية المتواترة و نزر المعلومات المتسربة من مخيمات تندوف و التي تكشف تباعا أجواء الاحتقان الاجتماعي التي تشهدها المخيمات المحاصرة ضمن ظروف مناخية جد متطرفة يزيد من قساوتها نضوب المواد الغدائية الأساسية في عز شهر الصيام و فشل قيادة الانفصاليين في تدبير مخازن الاعانات في أعقاب صراع داخلي على أشده بين المتحكمين في مصير الساكنة المحاصرة أججه تلويح العديد من أطر الجبهة الانفصالية باستقالتهم احتجاجا على إختلالات و إختلاسات فظيعة تم كشفها في مخزون الاعانات الدولية وهدد على إثرها عدد من المسؤولين الكبار في الجبهة الانفصالية بالاستقالة احتجاجا على سياسة الريع التي يرعاها زعيم الجبهة الخالد المراكشي بتواطؤ مكشوف مع قريبه و ساعده الأيمن عبدالقادر طالب عمر. وأكدت مصادر مقربة من الجبهة أن وزير التجارة عبيدة الشيخ ووالي أوسرد عبدة هددوا بدورهم بالاستقالة إذا لم يتخذ عبد العزيز المراكشي قرارات تحد من صلاحيات ما يسمى ب»رئيس الوزراء» عبد القادرطالب و تسارع بفتح تحقيق في ملفات إساءة استخدام أموال المساعدات واختلاسها. وعلاقة بموضوع الوضع الأمني المقلق بالمخيمات أكدت مدريد أنها قامت نهاية شهر يوليوز المنصرم بإجلاء «طوعي» لرعاياها من مخيمات تندوف بعد توصلها بمعلومات من مصادر عدة حول «اختطاف وشيك» لعاملين في المجال الإنساني يشتغلون في المنطقة. وأفاد بلاغ لوزارة الخارجية والتعاون الإسبانية، بأن «عملية الإجلاء الطوعي للرعايا الإسبان تمت بعد التوصل إلى معلومات من مصادر مختلفة حول وجود تهديد حقيقي باختطاف وشيك لمواطنين إسبان يعملون في المجال الإنساني بمخيمات تندوف». ودعت الوزارة متعاونيها إلى التحلي بحس المسؤولية وتوخي الحيطة في مواجهة «التهديدات ضد الأمن» داخل مخيمات تندوف، وذلك بسبب وجود «مؤشرات» تفيد ب «التنامي الكبير لظاهرة اللاستقرار» واحتمال حدوث عمليات إرهابية ضد الرعايا الأجانب. الى ذلك أصدرت الجزائر تعليمات الى ضباطها العسكريين بتندوف لتجريد خلايا مرتزقة البوليساريو من جميع الصلاحيات الأمنية و العسكرية بالمخيمات و نقلها الى عناصر الاستخبارات العسكرية الجزائرية . و تأتي الخطوة الجزائرية في ضوء توصل قيادة الجيش الجزائري بتقارير إستعلاماتية إسبانية موثقة تفيد باختراق عناصر التنظيم الارهابي المسمى بحركة التوحيد و الجهاد لقيادة الجبهة الانفصالية و بثها للعديد من عناصرها بتندوف تقوم بتجنيد شباب من المخيمات لفائدة التنظيم الارهابي و تؤمن الطريق لعبور مجموعات مسلحة محسوبة عن التنظيم الى الصحراء الجزائرية و شمال مالي عبر مخيمات تندوف . و في نفس السياق أكدت صحيفة «إيه بى سى» الإسبانية إن قرار إسبانيا إجلاء رعاياها العاملين فى مخيمات تندوف فى المجال الإنسانى أثار في البداية غضب الجزائريين، مشيرة إلى أن الاتصالات الهاتفية تكثفت بين العاصمتين حينما أعلنت مدريد عن قرارها، إرسال طائرة عسكرية إلى الجزائر العاصمة من أجل إجلاء رعاياها. وأكدت الصحيفة أن الجزائريين عارضوا فى البداية الطلب الإسبانى، معتبرين أنهم قادرون على حماية المواطنين الأجانب على أراضيها، وردت مدريد عبر تقديمها للسلطات الجزائرية المعنية أدلة جمعتها مصالح الاستخبارات الاسبانية داخل تندوف وكشفت تقارير صحفية أن أجهزة الاستخبارات الإسبانية أصبحت على قناعة بأن جزءامن الفدية التي دفعت، مؤخرا، لحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا من أجل الإفراج عن رهينتين إسبانيتين، تم تحويله إلى حساب عناصر من جبهة البوليساريو تعيش في تندوف». وأبرزت ذات المصادر أن الأمر يتعلق بتوزيع للغنيمة و بوجود صلات قوية بين جبهة البوليساريو والجماعات المسلحة التي تنتشر بالساحل مشيرة إلى أن «الحكومة الإسبانية لم تشأ المخاطرة بوقوع المزيد من عمليات الاختطاف» التي تستهدف مواطنيها و لذلك قررت إجلائهم من المخيمات على الرغم من الاحتجاجات المسترسلة لقيادة الانفصاليين و للوبيها الناشط بمدريد .